واشنطن - رولا عيسى
تمكن العلماء من اكتشاف مرض جديد مشابه لمرض "لايم"، الذي ينتقل عن طريق القرادة ويقاوم المضادات الحيوية، مما أثار مخاوف عديدة بشأن ارتفاع عدد الأشخاص الذين يشعرون بأعراض ضعف شديدة.
ويتسبب المرض الجديد مثل داء "لايم"، في الشعور بالصداع والإرهاق وآلام في العضلات، إلى جانب الإصابة بالحمى المتكررة، التي تعود على الرغم من الشفاء الظاهري في البداية.
وينتقل المرض الجديد، الذي لم يتم الكشف عن اسمه بعد، عن طريق بكتيريا تسمى "بوريليا مياموتوي"، والتي يخشى العلماء أن تكون أقل استجابة للعلاج بالمضادات الحيوية من الأمراض المنقولة عن طريق أنواع القرادة أخرى.
واكتشف الباحثون في مختبر الصحة العامة في بورتون داون ويلتشير، وجود هذه البكتريا في القرادة في بريطانيا، وتم العثور على البكتيريا في ثلاثة أنواع من أصل 954 نوعًا من القرادة، تم اختبارها في مواقع مختلفة في جميع أنحاء جنوب إنجلترا وتحليلها من قبل فريق بحثي في العام الماضي.
ولم ترد تقارير حتى الآن بشأن هذا المرض الذي ينتقل إلى البشر في بريطانيا، لكن الأطباء تمكنوا من تشخيص 18 حالة مصابة بالمرض في عام 2013.
وتزداد المخاوف الآن من ظهور المرض الجديد في بريطانيا، الذي سيؤدي بدوره إلى حدوث ارتباك في تشخيص مرض "لايم" وغيره من الأمراض التي تنتقل عن طريق القرادة، ويمكن أن يخلط الأطباء بينه وبين مرض "الأنفلونزا"، مما يؤدي إلى تأخير العلاج.
ويتعامل العلماء والأطباء مع ثلاثة أنواع من البكتيريا المرتبطة بمرض "لايم"، وهم "بوريليا بيرجدورفيري، وبورليا جاريني"، والذي يسبب العديد من المشاكل العصبية، و"بوريليا أفزيلي" التي تؤدي إلى الإصابة بتقرحات في الجلد.
وأفادت الباحثة من مركز علاج مرض "لايم" ستيلا هايش شاير: "نعلم بوجود المرض الجديد الناجم عن انتقال بكتيريا حددها الأطباء باسم بوريليا مياموتوي في بريطانيا، والذي تم العثور عليه في عدد قليل من القرادة، ولكن الأمر يدق ناقوس الخطر".
وأضافت شاير: "المرض يتسبب في الشعور بأعراض مشابهة لمرض لايم، والتي من شأنها أن تضيف إلى الارتباك والتعقيد لتشخيص هذه الأمراض المختلفة، وتكمن الصعوبة في تشخيص هذه البكتيريا هي أنها تتسبب في الإصابة بالحمى المنتكسة، وبالتالي قد يخلط الأطباء بينها وبين الأنفلونزا أو العدوى الفيروسية الأخرى، فضلًا عن أن المريض لا يتلقى العلاج المبكر بالمضادات الحيوية، كما أن المرضى الذين لم يتم تشخيصهم ولا يتلقون العلاج المناسب هم أكثر عرضة لعواقب أكثر خطورة، كما يمكن أن يحدث مع مرض لايم ".
ويشار إلى أن عدد الحالات المؤكدة المصابة بمرض "لايم" في بريطانيا تضاعف أربع مرات في الأعوام الـ 12 الماضية مع أكثر من 1100 شخص مصاب بهذا المرض في عام 2013، وهو العام الأخير التي وردت عنه أرقام المصابين بالمرض.
وكان العلماء على علم بوجود بكتيريا "بوريليا مياموتوي" منذ اكتشافها في اليابان قبل 20 عامًا، ولكن لم يترافق ظهورها مع أي مرض معين، حتى ظهر في مدرسة "ييل" للصحة العامة في عام 2011.
وذكر الأستاذ الفخري في كلية "ييل" للصحة العامة دورلاند فيش: "تمكنا من العثور على هذه البكتريا في مختبراتنا ضمن مستعمرة من القرادة، ثم قمنا بالإبلاغ عن ذلك لكن لم نتمكن من الحصول على أي تمويل، وعندما ذهبت لحضور مؤتمر عقد في قبرص، انتشرت الملصقات التي تشير إلى وجود عدوى هذه البكتريا في روسيا".
وأعرب فيش عن تفاؤله بالتوصل إلى علاج بالمضادات الحيوية الجديدة لهذا المرض، الذي يأتي اكتشافه بينما ينتشر داء "لايم" بمعدلات تنذر بالخطر في بريطانيا، والذي ينتقل من الغابات النائية إلى الحدائق المنزلية العادية.
ويصيب هذا المرض شريحة أكبر بكثير من البلاد مقارنة بذي قبل، وذلك وفقًا للأبحاث التي يقوم بها مركز الحكومة الأميركية للسيطرة على هذه الأمراض.
وتشير أحدث الإحصاءات بوجود 260 مقاطعة يتضاعف فيها خطر الإصابة بمرض "لايم" عن المعدل الوطني، أي ضعف العدد المصاب بالمرض قبل عقد من الزمان، بينما كان عدد المصابين بالمرض لا يتجاوز 69 شخصًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر