واشنطن - جورج كرم
فشل العلاج الكيميائي والإشعاع في علاج عجوز أميركية من مرض "سرطان خلايا الدم البيضاء" النادر، لذلك قرر الأطباء علاجها بطريقة مختلفة، وذلك عن طريق استخدام دواء "سرطان الجلد"، وبالفعل كانت نتيجته رائعة.
تلاشى الطفح الجلدي الأحمر المؤلم الذي كان يغطي جسدها، في غضون أربعة أسابيع، وذلك عن طريق علاجها بالمخدر ومسكن الألم OxyContin، كما اختفى السرطان ولم يتم الكشف عنه بعد ذلك.
وذكرت إريكا هورويتز، 78 عامًا، من مقاطعة وستشستر الأميركية: "لقد كان الدواء بمثابة المعجزة".
وتعد هذه الطريقة الجديدة في العلاج جزءٌ من جهد وطني جديد، في محاولة لعلاج السرطان ليس على أساس العضو الذي انطلقت منه الخلايا السرطانية، ولكن عن طريق التغيرات الجينية التي تتسبب في نمو وانتشار السرطان في الجسم البشري.
وغالبًا ما تدفع التغيرات والطفرات الجينية إلى نمو وانتشار خلايا السرطان في أجزاء أخرى من الجسد، وهناك الآن عدد متزايد من الأدوية التي تمنع حدوث الطفرات في جينات السرطان، وبالتالي فإنه يمكن وقف نمو الورم السرطاني الخبيث.
وفي حين نجح هذا النهج الطبي، عند تطبيقه في حالات قليلة معزولة، على الشفاء من السرطان، فإنَّ هذه الحالات لا يمكن أنَّ توضح نجاح هذا النهج مع مرضى آخرين يعانون من نفس التغيرات الجينية.
كما بدأت هيئات طبية مثل مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان، Memorial Sloan Kettering Cancer Center في نيويورك، التي عالجت "هرويتز"، جهود منسقة للعثور على إجابات.
وفي هذا الربيع، سيبدأ برنامج وطني تموله الحكومة الفيدرالية لدراسة أورام السرطان للآلاف من المرضى؛ لمعرفة أي منها سيكون قابلاً للعلاج عند الخضوع لـ12 دواء جديد، وبالنسبة إلى هؤلاء المرضى سيخضعون لهذا العلاج.
تعد الدراسات التي تتبني هذا النهج الجديد، وتسمى بـ"دراسات السلة" لأنهم يعملون على دراسة أنواع مختلفة من السرطان معًا، هي أصغر بكثير من الدراسات المعتادة، وتجرى دون الاستعانة بمرضى مجموعات المراقبة؛ للمقارنة ما بين مستوى العلاج الذي يتلقونه.
وطلب باحثون وشركات الأدوية رأي إدارة الغذاء والدواء FDA التابعة للولايات المتحدة الأميركية لخدمات الصحة وحقوق الإنسان، في هذا النهج الجديد، انطلاقًا من أنها حال عدم موافقتها على هذه الدراسات، لن يخضع المرضى للأدوية المنصوصة في هذه الدراسات.
وذكر الدكتور ريتشارد بازدور، الذي يدير المكتب الذي يوافق على العقاقير المضادة للسرطان: "بدلاً من الإصرار والاهتمام بالدراسات التقليدية، هل سيصبح الأميركيون أفضل حالاً عند استخدام هذا الدواء؟".
وتلقى الأنواع الجديدة من الدراسات قبولاً لدى العديد المرضى المصابين بأمراض خطيرة، فهي تمثل ضمانًا لهم أنهم سيحصلون على دواء جديد واعد، سيحقق لهم نتائج جيدة للشفاء، حال تطبيق هذه الدراسات عليهم، وهذه الدراسات تتحرك سريعًا، لأنها لا تأخذ سنوات لاكتشاف التأثيرات الكبيرة، حال وجود تأثير واحد لهذه الدراسات والعقاقير الجديدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر