لندن ـ كارين اليان
كشفت دراسة طبية حديثة أنَّ المواد الكيميائية الموجودة في الكريمات الواقية من الشمس والتي تحمي من الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن تضعف من خصوبة الذكور.
وحذر الخبراء المشرفون على الدراسة، من أنَّه عند امتصاص الجلد للمواد الكيميائية يمكن أن تتداخل مع هرمونات الجسم، حيث أنَّ الرجال الذين تعرضوا لمواد كيميائية معينة تسمى "BP-2" أو "4OH-BP"، شهدوا انخفاض في الخصوبة بنسبة 30%.
ومع ذلك، فإنه من غير الواضح ما إذا كان تلف الحيوانات المنوية أو قلة الخصوبة قد حدث بسبب ذلك أو بطريقة أخرى.
ولاحظ الخبراء أنَّ الأمر المثير للاهتمام هو تأثير تلك المواد الكيميائية على خصوبة الرجال، وليس الإناث، في حين أنَّ النساء أكثر عرضة لتلك المواد بشكل عام، حيث لم يلاحظ تأخر الحمل عندهن.
وربطت الأبحاث السابقة بين التركيز العالي للمواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك مثل الفثالات، وبين انخفاض نسبة الخصوبة لدى الرجال، وكان يُنظر إلى التأثير نفسه في الرجال الذين يتعرضون لمستويات عالية من ثنائي الفينول الكيميائي، الذي وجد في الزجاجات البلاستيكية.
وكجزء من الدراسة، درس الباحثون 501 زوج، كانوا يحاولون الإنجاب بين عامي 2005 و2009، وكانوا جزءًا من تحقيق طويل خاص بالخصوبة والدراسات البيئية، حيث التعرض للمواد الكيميائية البيئية التي تؤثر على الخصوبة، وتراوحت أعمار السيدات من 18 إلى 44، والرجال أكبر من 18، ومن بين الحالات تم تشخيصها على أنها عقم.
وتابع الباحثون حالات لأكثر من عام حتى أصبحت المرأة حاملًا، أو من يحاولن الحمل، لتسجيل الوقت الذي استغرقته السيدات للحمل، وأجروا أيضًا اختبارات لعينات البول وقياس تركيزات مرشحات الأشعة فوق البنفسجية لمعرفة أسباب عرقلة الهرمونات والغدد الصماء في الجسم.
وتبيَّن في البيانات أنَّ العمر ومؤشر كتلة الجسم والتدخين كانوا من بين العوامل الأخرى، ولكن بعض وليس كل من رافقهم مرشحات الأشعة فوق البنفسجية لديهم تقلص في الخصوبة بالنسبة إلى الرجال، سواء تعرض شركائهم لذلك أو لا، كان ينظر إلى أكبر تأثير للرجال من خلال تعرضهم للمواد الكيميائية.
بدوره، صرّح الدكتور جيرمين لويس، من المعهد الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية، بأنَّ "الجلد هو أكبر عضو في الجسم، والطرق التي نستخدمها للاهتمام به مهمة، ينبغي أن نشجع الناس بالتأكيد على استخدام واقي الشمس لتجنب الإصابة بسرطان الجلد، ولكن الرجال الذين يشعرون بقلة الخصوبة يجب عليهم تقليل الحد من التعرض لمرشحات الأشعة فوق البنفسجية بينزفينون".
وأوضح "خطواتنا التالية هي معرفة كيف يمكن أن تؤثر المواد الكيميائية على الزوجين من خلال الخصوبة أو الحمل، سواء كان ذلك يقلل جودة الحيوانات المنوية أو يعمل بطريقة أخرى".
يُشار إلى أنَّ مجموعة من المواد الكيميائية تدعى "بينزفينون للوقاية" تستخدم للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية، بالإضافة إلى دخولها في المواد المكونة للشامبو والكريمات المرطبة وغيرها من مستحضرات التجميل لحماية البشرة والشعر من أضرار أشعة الشمس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر