لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة طبية حديثة عن أن مسمى السكتة القلبية المفاجئة ليس دقيقًا، فقد تكون غير مفاجئة كما كان يعتقد من قبل. فمن أعراضها أن القلب يتوقف عن الضرب فجأة وبشكل غير متوقع، فيتوقف تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى، وبدون علاج، يكون الشخص ميتًا في غضون دقائق.
وذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية أن أعراض السكتة القلبية تبدأ قبلها بساعات، أيام، وأحيانا أسابيع، فيما يعتبرها الأطباء تحذيرًا مناسبًا لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لإنقاذ حياة الشخص. ومع ذلك، فإن معظم الناس يتجاهلون تلك الأعراض، ويفوتون الفرصة لإنقاذ حياتهم، وفقًا للدراسة.
وأفاد رئيس فريق البحث الدكتور سوميت شو: "في الوقت الذي يتم فيه الاتصال بـ911، يكون الوقت قد تأخر لإنقاذ حياة 90% من الناس. وتقدم الدراسة إمكانية منع السكتة القلبية المفاجئة قبل يوم واحد. وتقتل السكتة القلبية ما يقرب من 350 ألف شخص في الولايات المتحدة كل عام. وعلى الرغم من أنه يتم الخلط بينها عادة وبين النوبة القلبية، ولكن السكتة القلبية مختلفة وأسوأ من النوبة القلبية بكثير، فإنها تتسبب بخروج النشاط الكهربائي للقلب عن إيقاعه المعتاد، ويتوقف فجأة عن الدق.
ويمكن كسب القليل من الوقت قبل وصول سيارة الإسعاف، ولكن عددًا قليلًا من المرضى يبقون على قيد الحياة، ونتيجة لذلك ما كان من الصعب على المجتمع الطبي معرفة ما إذا كان توقف القلب يحدث دون سابق إنذار.
وتتبع العلماء عن كثب السكتة القلبية المفاجئة في بورتلاند في أوريغون لأكثر من عقد من الزمان، وفحص الباحثون سجلات ما يقرب من 1100 شخص تتراوح أعمارهم بين 35-65 ممن عانوا من سكتة قلبية بين عامي 2002 و 2012.
واستخدم الباحثون أيضًا مقابلات مع العائلة والأصدقاء والغرباء الذين شهدوا انهيار المريض. ولم يجد العلماء أي معلومات حول المرضى بأعراض السكتة لحوالي ربع المرضى، مما يجعل من الصعب القول أن علامات التحذير شائعة. ومع ذلك، من 839 مريضًا المتبقين، كانت نصف الأعراض تبدو قبلها بشهر على الأقل.
وكان معظم هؤلاء الناس يعانون من الأعراض قبل 24 ساعة من الانهيار، على الرغم من أن بعضهم جاءتهم الأعراض قبل أسبوع وغيرها تصل إلى شهر.
وكان الألم في الصدر أكثر الأعراض شيوعًا في الرجال، بينما كانت النساء أكثر احتمالًا للتعرض لضيق في التنفس، وتشمل الأعراض الأخرى الإغماء وخفقان القلب. علاوة على ذلك، وجدت الدراسة أنه لا يوجد هناك سوى جزء صغير من المرضى تعتبر أعراضهم سيئة بما فيه الكفاية لاستدعاء 911 قبل الانهيار، وكان هؤلاء الناس الأكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة.
وذكر اختصاصي طب الطوارئ في جامعة بيتسبرغ الدكتور كليفتون كلوي: "ألم في الصدر وضيق في التنفس، تلك هي الأشياء الشائعة التي يأتي الناس على إثرها في منتصف الليل إلى قسم الطوارئ".
وتزداد فرص تعرض الشخص لسكتة قلبية إذا كان لديهم نوبات قلبية سابقة، وأمراض القلب التاجية وبعض الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على ضربات القلب. وكان معدل البقاء على قيد الحياة هؤلاء المرضى 32%، مقابل 6% بالنسبة لمرضى آخرين.
وقال الدكتور شو هذه الدراسة هي مجرد بداية لمزيد من الأبحاث على التنبؤ بشكل أفضل بعوامل السكتة القلبية، ومعرفة كيفية علاجها دون هلع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر