باحثون ألمان يعيدون الحياة إلى خلايا المخّ التالفة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

عبر الحقن بفيروسات مع قطعة من شفرة "NG2" الوراثية

باحثون ألمان يعيدون الحياة إلى خلايا المخّ "التالفة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحثون ألمان يعيدون الحياة إلى خلايا المخّ

خلايا المخ
ميونخ ـ عصام يونس

تمكّن باحثون من تحويل خلايا مخ "تالفة" إلى خلايا عصبية، في تجربة أجروها على الفئران، حيث بعث العلماء الأمل في إحياء الخلايا التالفة بسبب التعرض للجلطة أو الطعنات، أو حتى للرصاص، عبر تحويل الخلايا الهيكلية إلى خلايا وظيفية.

 وتعدّ هذه المرة الأولى، التي يتمكن فيها العلماء من خلق قشرة مخية، من الحيوانات الحية، عبر تحويل نوع من الخلايا الداعمة في المخ.

 وتدخل القشرة الدماغية، وهي الطبقة الخارجية من الأنسجة في الدماغ، في السيطرة على الحركة وتفسير الحواس والفكر الواعي والذاكرة، حيث لا تنمو خلايا عصبية جديدة في هذه المنطقة من الدماغ لدى البالغين، ولذلك فبمجرد موت أو تلف هذه الخلايا، فلا يتم استبدالها.

 وأدّى حقن الفئران بفيروسات تحمل قطعة قصيرة من الشفرة الوراثية الإضافية، من تحوير خلايا هيكلية تسمى "NG2"، الموجودة في الجزء المتضرر من الدماغ، لتتطور إلى خلايا عصبية، ثم نمت في هذه المنطقة المصابة، وأصبحت قادرة على استقبال إشارات من الخلايا العصبية الكائنة في المنطقة المتضررة.

 وبعثت الدراسة الآمال في شأن إمكان معالجة أنسجة المخ التالفة لدى المرضى الذين يعانون من الصرع، أو من تعرضوا لسكتة دماغية أو إصابة مؤلمة.

 واستخدم العلماء سابقًا الخلايا الجذعية، التي نمت في المختبر، لحقن المرضى في محاولة للمساعدة في علاج الأضرار الناجمة عن السكتة الدماغية، إلا أنَّ آخر الأبحاث، التي نشرت في مجلة الخلايا الجذعية، رفعت من سقف الآمال في احتمال معالجة الإصابات باستخدام الخلايا التي هي بالفعل موجودة في رأس المريض، مما يقلل من خطر الرفض، وغيرها من المضاعفات.

 وحذّر الباحثون من أنَّ الأمر قد يستغرق فترة تصل إلى عقدين من الزمن قبل تطبيق هذه التجارب مع الإنسان.

 وأوضح المتخصص في علم الوراثة في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في مدينة ميونيخ الألمانيّة، وهو أحد رؤساء الباحثين الدكتور بينيديكت بيرنينغر، أن "هناك حاجة لإجراء الكثير من البحوث الأساسية حتى نتمكن من الانتقال إلى التطبيق في العيادات".

 وبيّن أنه "في القشرة يمكننا أن نفكر في مرض الزهايمر والسكتة الدماغية، ولكن هذه الأمراض تحتوي على تلف الكثير من الأنسجة، ولذلك سيكون الأمر صعبًا، أما في أمراض أخرى، مثل الصرع، فقد تكون الأنسجة أكثر استعدادًا، ومن المعلوم أن تجديد الخلايا العصبية التي تتابع استجابات حسية أو حركية هي بالتأكيد أكثر جدوى من تجديد دوائر الذاكرة".

 وأشار أنه "لن يؤدي إيجاد خلايا عصبية جديدة إلى إعادة الذكريات التي كانت مشفرة في الاتصالات بين الخلايا التالفة، ولكنها على الأقل تسمح للنظام باكتساب ذكريات جديدة".

 وتمكن العلماء من التعديل الوراثي لجينات الفيروسات "القهقرية" لعنصر "Sox2"، والذي يلعب دورًا هامًا في تطوير الخلايا الجذعية، ويعمل على تحويل خلايا "NG2" لدى الكبار، التي تساعد عادة على الحفاظ على الهيكل المادي للدماغ، وتزويده بالمواد المغذية، إلى خلايا عصبية.

 ونمت الخلايا العصبية الجديدة في المناطق المصابة فقط، ولم تنمو في الأجزاء الأخرى غير المصابة لدى الفئران، وبقياس الموصلية الكهربائية للخلايا الجديدة، تأكد العلماء من دمج الخلايا العصبية الجديدة في الشبكات العصبية في الدماغ وأنه يمكنها استقبال إشارات كذلك.

 وكشفت عالمة الأعصاب في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في مدينة ميونيخ، والتي شاركت في البحث، البروفيسور ماجدالينا غوتس، أنهم "يأملون في تطوير عقاقير لتعزيز تحول الخلايا عوضًا عن استخدام الفيروسات".

 ولفتت إلى أنه "يتوجب علينا التعامل مع الخلايا العصبية التي معنا منذ الولادة في معظم مناطق المخ، والمحافظة عليها مدى حياتنا، لأنها لا تعود بمجرد فقدنا لعدد معين منها"، مبرزة أنه "ليس هناك شيء واحد في الوقت الحاضر يمكنه توليد خلايا عصبية جديدة، ولذلك من المهم جدًا دراسة كيفية توليد خلايا عصبية جديدة عند الحاجة".

 ووصف أستاذ ومدير معهد البيولوجيا التكاملية في جامعة ليفربول أنطوني هولاندر، الأبحاث الأخيرة، بأنها "تبعث التفاؤل".

 وأضاف "الملاحظة الأكثر إثارة للاهتمام هنا تتمثل في أنه قد تكون أنسجة الدماغ المصابة بيئة أفضل لتحقيق ذلك من أنسجة المخ المعتادة، التي من الواضح أنها شيء جيد، إذا كان الهدف في نهاية المطاف هو علاج الأنسجة المصابة".

 واعتبر أنه "من المبكر جدًا القول بمدى أهمية هذه الملاحظة على صعيد العلاج السريري، فعلى سبيل المثال قد تكون طبيعة الإصابة أمر مهم، ولا تقل عن ذلك أهمية أيضًا توقيت الإصابة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثون ألمان يعيدون الحياة إلى خلايا المخّ التالفة باحثون ألمان يعيدون الحياة إلى خلايا المخّ التالفة



GMT 16:51 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى الهضبة يستخدم جهاز متطور خاص بالقسطرة القلبية

GMT 09:41 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مصراتة الليبية تًعلن تسجيل 89 إصابة جديدة بوباء "كورونا"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya