لندن ـ ماريا طبراني
ذكر الأطباء أن أعداد الذين يطالبون بعمليات استبدال الورك والركبة ترتفع بشكل مضطرد في منتصف العمر حتى يتمكنوا من الحفاظ على نمط حياتهم النشط، أما في الماضي كان الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يستبدلون المفاصل عن من كبار السن الذين عانوا من مشكلة فيها، ويشير الجراحون أن الطلب يزداد على استبدال المفاصل بين الأشخاص في الأربعين والخمسين من عمرهم، والذين يرفضون تحمل الأوجاع، ويعتقد الخبراء أن الأمر يعود لأن الناس يودون الحفاظ على حياة نشطة لفترة أطول من أي وقت مضى، ولا يحتاجون إلى مفاصل متعبة تمنعهم من خوض المغامرات وتجبرهم على التقاعد.
وينصح الأطباء الناس بتأخير العملية الجراحية لاستبدال المفاصل كلما قدروا على ذلك، لأن المفاصل الاصطناعية لا تدوم سوى عشر سنوات، فيما تلك المصنوعة من "التيتانيوم" و"السيراميكك" الحديث تدوم لفترة أطول وتركب للأشخاص الأصغر عمرًا، وتجري ما يقرب من 70 ألف عملية لاستئصال الورك في بريطانيا وايرلندا الشمالية كل عام، نصفهم من الأشخاص فوق سن السبعين، فيما النصف الأخر لأشخاص أصغر.
ويشير تحليل الكلية الملكية للجراحين أن المرضى في عام 2004-2005 من تحت سن الستين وخضعوا لعملية جراحية بلغ عددهم 10 آلاف مريض، بينما ارتفع العدد في عامي 2014-2015 إلى 17 ألف مريض، وارتفع العدد الإجمالي للمرضى الذين يخضعون لإجراءات العملية من 82 ألف إلى 122 ألف، ويشير نائب رئيس الكلية الملكية للجراحين وجراح العظم ستيفن كانون " في الوقت الذي تطورت فيه تقنية استبدال الورك وتركيب الأطراف الصناعية، أصبح عدد المرضى الأصغر عمرًا والذين يخضعون للعملية في ارتفاع مستمر، ويعود السبب لان الم الورك لديه تأثير مدمر على نوعية الحياة والقدرة على مواصلة النشاط، فالناس لا يريدون أن يعيشوا مع هذا الألم، وبإمكانهم الخضوع بثقة لعملية استبدال للمفصل بنجاح مع عنصر اصطناعي سيدوم، ولم يعد ينظر للعملية الجراحية على أنها الملاذ الأخير".
وأضاف أن الثقة في طول عمر الوركين الصناعيين بين الجراحين قد ساهمت في رفع النسبة أيضًا، وشهدت الشركة الخاصة نوفيلد للصحة أعداد متزايدة من الأشخاص ممن هم تحت الخمسين ويريدون استبدال الورك بنسبة 71% خلال العقد الماضي، وزاد الطلب على الأوراك الجديدة أكثر بين الرجال بنسبة زيادة وصلت إلى 75% بين عامي 2005 و 2015، أما النساء فكانت نسبتهن في ذات الفترة 67% ، وقد شهدت الشركة اتجاها مشابها لاسبتدال الركبة مع زيادة بنسبة 40% لدى الرجال و20% لدى النساء تحت سن ال55.
وأوضح نائب المدير الطبي في نوفيلد الدكتور أولدريك راتاجيزاك، أن الآن يوجد تحولًا مجتمعي فالناس يريدون أن يحافظوا على نمط حياة نشط جدا في سن متأخرة، ويعتبر ألم المفاصل من العوامل التي تحد من نشاط الإنسان وتؤثر على أسلوب حياته، ويأتي اليوم جيل من المفاصل الصناعية لتعتبر بديل جذابا عن آلام المفاصل المزمن، وكانت الحكمة القديمة تقضي بتأجيل الجراحة لأطول فترة ممكنة، ولكن مع تقدم التقنيات وأنواع الأطراف والمفاصل الصانعة المتاحة اليوم اختلف الأمر، فالمفصل الصناعي أصبح يدون لفترة أطول بكثير عما عان عليه في السنوات السابقة".
ويعتقد بعض الجراحين أن الزيادة أيضًا تأتي بسبب ممارسة الناس لرياضات صعبة في سن اصغر، ويقول الجراح الاستشاري في مستشفي ولينغتون في شمال لندن سيمون مويز إن مشاكل أكثر في العظام اليوم، والمزيد من الناس يسألون عن استبدال المفاصل في سن الأربعين والخمسين والمزيد من المستشفيات على استعداد لإجراء العملية لهم، فالناس أصبحوا يمارسون رياضات صعبة مثل حمل الأثقال، ويختارون نمط حياة نشط، فالأمر يتعدى كونهم يريدون التخلص من الألم ليصل إلى الاستمرار في نمط حياة أكثر نشاطا، ومعظم الناس غير نشطين كفاية، ولكن أن يكون الانسان مرنا هو أمر جيد جدا، ولكن الضغط المستمر على المفاصل يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية، أما جراحي العظم جيرمي لاثام وسيمون تيلي فقاما بدارسة حديثة في انجلترا تطلب من النساء تعديد أسباب استبدال مفصل الورك ولدهشتهم أجابت 28% منهن أن الأمر يعود إلى أن ممارسة الجنس كانت سبب لإجراء العملية.
وأشار مقدم البرامج إيمون هولمز الشهر الماضي أن عمليه استبدال الورك التي قام بها على عمر 86 كانت للسبب ذاته، بعد أن علق مازحا أن زوجته روث لانغسفورد متطلبة جدًا، وأن وركه تسبب له بألم حاد على الخمس سنوات الماضية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر