جنيف - المغرب اليوم
أطلقت منظمة الصحة العالميَّة، الخميس، فعاليات أسبوع دولي للتمنيع بهدف الحث على ضرورة الاهتمام باللقاحات كواحدة من أهم التدخلات الصحية نجاحًا وفعالية.
وأوضحت المنظمة، في تقرير لها، أنّ الحملة تسعى إلى معالجة الفجوة المعرفيّة من خلال تقديم معلومات عن اللقاحات المتوفرة للحماية من الأمراض وإقناع الأفراد بالتحقق من التلقيح الخاص بهم
وبأسرهم والتواصل مع المؤسسات الصحية لمزيد من المعلومات بشأنها.
وأكّد التقرير أنّ التمنيع يحول دون وقوع ما بين مليونين وثلاثة ملايين حالة وفاة سنويًا، ويحمي الأطفال من أمراض عديدة بينها الخناق والكزاز وشلل الأطفال والحصبة بالإضافة إلى أنّ اللقاحات تحول دون أكثر الأمراض القاتلة للأطفال دون الخامسة ومنها الالتهاب الرئوي والإسهال الناجم عن فيروس الروتا.
وأوضح أنّ التمنيع واللقاحات الجديدة والمتطورة تساهم أيضًا في حماية المراهقين والبالغين من الأمراض التي تهدد الحياة ومنها الأنفلونزا والتهاب السحايا وبعض أنواع السرطانات كسرطان عنق الرحم وسرطان الكبد.
ورغم هذا النجاح، إلا أنّ المنظمة تشكو من "أنّ طفلاً واحدًا من بين كل خمسة أطفال لا يزالون مهملين من عدم وصول خدمات التمنيع الدورية إليهم" أي ما يقدر بقرابة 6ر22 مليون طفل يعيش أكثر من نصفهم في 3 دول فقط بينها الهند وإندونيسيا ونيجيريا.
وتشير بيانات المنظمة إلى أنّ التلقيح ضد التهاب السحايا والالتهاب الرئوي لا يتجاوز 45% من الأطفال في 148 بلدًا، بينما لم يتمكن سوى 45 بلدًا فقط من إدخال التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وهو العدوى الفيروسيّة الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تسبب سرطان عنق الرحم وأنواعًا أخرى من السرطان والثآليل التناسلية لدى كل من الرجال والنساء.
ولم تصل تغطية التمنيع من الأمراض الناجمة عن المكورات الرئوية التي تشمل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وتجرثم الدم الحموي، إلا إلى 19% فقط من الأطفال. وأشار التقرير إلى أنّ اللقاحات لم تصل سوى إلى 100 مليون شخص فقط في عشر دول أفريقية ضد مرض التهاب السحايا من بين 26 دولة ينتشر فيها المرض.
وأكّد أنه لم يتم القضاء بشكل تام على فيروس شلل الأطفال الذي يتلقى 84% من الرضع في العالم 3 جرعات من لقاحه المضاد. مشيرًا إلى أنّ فيروس المرض لا يزال يتوطن في ثلاث دول فقط بينها أفغانستان ونيجيريا وباكستان.
وذكر أنه رغم خطورة مرض الحمى الصفراء إلا أنّ تغطية الشريحة المستهدفة بالتمنيع لم تتجاوز 37% في 36 دولة من أصل 48 بلدًا وإقليمًا معرضًا لخطر الحمى الصفراء في كل من أفريقيا والأميركتين.
وعزا التقرير هذا التراجع إلى "عدم كفاية الإمداد باللقاحات ونقص فرص الوصول إلى العاملين الصحيين وعدم كفاية الدعم السياسي والمالي، بالإضافة إلى وجود فوارق إقليمية ومحلية في التعامل مع التلقيح وسياسات التمنيع وتضارب الأولويات الصحية وسوء إدارة النظم الصحية وعدم كفاية الرقابة والإشراف".
وطالبت منظمة الصحة العالمية بضرورة إيلاء الأولوية لتعزيز التلقيح الروتيني على الصعيد العالمي لاسيما في الدول التي يعيش فيها أكبر عدد من الأطفال غير الملقحين مع بذل جهود خاصة للوصول إلى المحرومين من الخدمات الصحية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر