طوكيو ـ علي صيام
أكّد باحثون أنه يمكن للسيدة التي ترغب في الإنجاب تعزيز فرص حملها بشكل كبير إذا كانت تنام لفترة تتراوح بين سبع وثماني ساعات كل ليلة، إذ أعلن الباحثون أن اتباع روتين محدد، حيث الذهاب إلى الفراش في الوقت ذاته والاستيقاظ في الوقت ذاته كل يوم - قد يعزز أيضًا بشكل كبير من معدلات النجاح.
ووجدت دراسة أنه على عكس السيدة التي تستلقي حتي وقت متأخر - أو التي لا تحصل على قسط كافٍ من النوم – حيث تضر
بفرصها في الحمل، وفقًا لدراسة يعتقد الأكاديميون أن كمية النوم تُغيّر مستويات بعض الهرمونات التي تؤثر على الخصوبة.
وشككوا أيضًا في أن عادات نوم المرأة ترتبط ارتباطًا وثيقا بأسلوب حياتها، بما في ذلك النظام الغذائي وممارسة الرياضة وعادات الشرب، التي سوف تؤثر جميعها على قدرتها على الحمل.
وفي دراسة أُجريت على 656 امرأة تم إجراء عمليات التلقيح الصناعي لهن، وجد الباحثون ان من ينمن ما بين سبع الى ثماني ساعات كل ليلة كانت نسبة احتمالية حملهن 25 % اكثر ممن ينمن تسع ساعات أو أكثر في الليلة، وبالمثل كانت نسبة احتمالية حملهن 15 % اكثر ممن ينمن اقل من سبع ساعات في الليلة.
وعلى الرغم من أن أبحاثهم مرتبطة بالمرأة التي أجرت عمليات التلقيح الصناعي فقط ، فإن الأكاديميين يعتقدون ان جميع النساء اللائي يرغبن في الإنجاب يمكنهن الاستفادة من النوم سبع أو ثماني ساعات كل ليلة، ويمكن البدء في ذلك قبل ثلاثة أسابيع من محاولة الحمل.
ومنذ سنوات والخبراء ينصحون البالغين بالنوم لمدة تتراوح بين سبع وتسع ساعات كل ليلة لخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، والسمنة، وأنواع معينة من السرطان وحتى الخرف، ولكن حتى الآن هناك ابحاث قليلة جدا عن تأثيرها على الخصوبة.
ووجد الدكتور دانيال بارك وزملاؤه من جامعة "Inje University" في كوريا الجنوبية ان السيدات ممن اجرين عمليات التلقيح الاصطناعي وينمن بين سبع وثماني ساعات كل ليلة كانت نسبة احتمالية حملهن 53%.
وانخفضت المعدلات إلى 43 % لدى السيدات اللاتي ينمن تسع ساعات أو أكثر، و 46 % لمن ينمن أقل من ست ساعات.
وأعلن الدكتور بارك، الذي قدم نتائج دراسته في اجتماع للجمعية الأميركية للطب التناسلي في بوسطن، ان "معظم الناس يعتقدون عادة أن النوم يمكن أن يكون له تأثير جيد على الخصوبة، إلا أن دراستي اظهرت ان النوم المُفرِط - أكثر من ثماني ساعات – يمكن ان يكون له تأثير سيئ".
وأوضح "فالذين يُفرِطون في النوم قد يكون لديهم أنماط حياة غير منتظمة، حيث إنهم يستيقظون في وقت متأخر، ويفتقدون وجبة الإفطار، بالاضافة الى الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر، وهذا كله يؤثر على الخصوبة".
وليس لدى الدكتور بارك حتى الآن تفسير لاستنتاجاته، لكن يعتقد خبراء آخرون أن النوم يؤثر على هرمونات معينة.
وكشف الدكتور هيان شيم، الذي يدير عيادة للخصوبة في كوريا الجنوبية، عن أن ساعات النوم الكثيرة ترفع مستويات هرمون البرولاكتين، المعروف بإضعاف الخصوبة، والنساء اللاتي ينمن ساعات قليلة للغاية من المحتمل أن يكون لديهن مستويات أعلى من هرمونات ضغط معينة مثل الكورتيزول، والتي لها تأثير سلبي مماثل على القدرة على التكاثر.
ويخطط الدكتور بارك الآن لبحث ما إذا كان توقيت توجه النساء إلى الفراش والاستيقاظ يؤثر على الخصوبة، اذ يشك في ان السيدات اللاتي تحافظن على أوقات النوم ذاتها وضبط المنبهات من أجل الالتزام بالوقت ذاته كل يوم سيكون لديهن معدلات نجاح أعلى.
وأكد البروفيسور تشارلز كنجزلاند، المتخصص في الطب التناسلي في مستشفى ليفربول للنساء، "إنها دراسة مثيرة للاهتمام لأسباب كثيرة".
وصرح "ما يحتاج ان ناخذه في الاعتبار هو ما اذا كان الكثير من النوم سيؤثر على عمليات التلقيح الصناعي أم انه انعكاس عن أسلوب حياة شخص ما".
وأوضح "إذا كان الشخص ينام فقط فترة قصيرة فقد يعاني من الإجهاد الشديد. إذا كُنّ ينمن لأكثر من عشر ساعات فقد نفترض أنهن لا يمارسن التمارين، ويعانين من زيادة الوزن التي تؤثر على الخصوبة".
وأعلن الدكتور ستيوارت افري، وهو استشاري أمراض النساء في عيادة التلقيح الاصطناعي هامر سميث في لندن، أن "هذا السؤال رائع".
وأكد "يُعتقد أن النوم بالاضافة الى التعرض للضوء لها تأثيرات مهمّة على وظيفة الجهاز التناسلي لدى الحيوانات".
وكشفت نتائج الدكتور افري عن أن الوقت ما زال مبكرًا لتقديم المشورة رسميًا لجميع النساء اللواتي يحاولن إنجاب الأطفال للنوم سبع أو ثماني ساعات كل ليلة.
وتوجد الآن أدلة دامغة على أن أساليب حياة المرأة والرجل بما في ذلك وجباتهما الغذائية، عدد ساعات ممارسة الرياضة، وحتى الضغط الذي يتعرضان له، كلها عوامل تؤثر بشكل كبير على خصوبتهما.
وأظهر بحث، الثلاثاء، أن الرجال الذين يأكلون فقط شريحة من لحم الخنزير المقدد في اليوم يمكن أن تضعف فرصهم في الانجاب.
ووجد الأكاديميون في جامعة هارفارد أن اللحوم المعالجة تتلف نوعية الحيوانات المنوية، وأعلنوا ان يجب على من يريدون ان تزيد لديهم احتمالات الإنجاب تناول السمك بدلاً من ذلك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر