واشنطن ـ رولا عيسى
يعاني الكثير من الأطفال والكبار أيضاً من اضطرابات قلة التركيز والإفراط في النشاط. ورغم أن الكثير من هؤلاء قد لا يعاني من اضطرابات سلوكية، إلا أنه قد يعاني من قلة النوم، ويرى أحد كبار الأطباء في الولايات المتحدة أن ما يزيد عن ثلث الأطفال وربع الكبار الذين يعانون من قلة التركيز والإفراط في النشاط يعانون
أيضاً من مشاكل في النوم.
إن قلة النوم وبخاصة عند الأطفال لا تسبب النعاس والكسل، كما كان يُعتقد وإنما يتسبب في مشاكل أشبه بمشاكل قلة التركيز والنسيان والسهو والإفراط في النشاط العدواني والتهور والاندفاع.
ويقول استاذ الطب النفسي المساعد في كلية الطب جامعة نيويورك الدكتور فاتسال ثاكار إن هذا التشابه في الأعراض يتسبب في عدم فهم العديد من الأطباء لمشاكل اضطرابات النوم، الأمر الذي يتسبب لدوره في ارتباك المرضى أنفسهم.
يذكر أن نسبة 5 في المائة من أطفال بريطانيا يعانون من اضطرابات قلة التركيز والنسيان والسهو والإفراط في النشاط العدواني والتهور والاندفاع، وارتفعت هذه النسبة إلى 70 في المائة خلال الفترة من العام 2005 وحتى العام 2011 من خلال قيام الأطباء بوصف العقاقير المخدرة، وخاصة عقار"ريتالين" كوسيلة للعلاج مع أطفال عمرها ثلاثة أعوام. هذا فضلاً عن الآثار الجانبية للعقاقير، والتي تتمثل في فقدان الشهية وضيق الصدر والتفكير في الانتحار وتضرر الكبد.
تربط بعض الدراسات العلمية بين هذه الحالة ومشاكل في التنفس أثناء النوم مثل الشخير وتباطؤ حركة التنفس. كما كشفت دراسة أجريت على 11 ألف طفل بريطاني يعاني من مشاكل في التنفس أثناء النوم أن هؤلاء أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل سلوكية في مرحلة لاحقة في حياتهم ما بين سن الرابعة وسن السابعة.
وتقول هذه الدراسات إن المشاكل السلوكية المرتبطة بقلة التركيز، الإفراط في النشاط العدواني يمكن أن تختفي بحل مشاكل اضطرابات النوم.
وتشير أحدث الإحصائيات أن عدد الكبار الذين ينامون أقل من سبع ساعات كل ليلة قد ارتفع من 2 في المائة خلال العام 1960 إلى نسبة تزيد عن 35 في المائة في العام 2011.
ويقول الخبير البريطاني المتخصص في مشاكل النوم الطبيب نيل ستانلي إن أطفال اليوم ينامون ساعة أقل من أطفال بريطانيا قبل 100 عام. كما يُحصل العديد من الأطفال في سن العاشرة ساعات نوم أقل من العدد الذي يوصي به الخبراء. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تواصل الإرسال التليفزيوني على مدار الـ 24 ساعة وألعاب الكمبيوتر والهواتف النقالة لأنها لا تحفز الذهن فقط، وإنما تُحد أيضاً من معدلات هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم المنتظم لدورة اليقظة الطبيعية لسبب تاثر خلاله الضوء في قاع العين بضوء الشاشات الذي يخدع الجسم ويوهمه بأن ضوء النهار لم يختفي بعد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر