ضعف الخدمات الصحية يفاقم معاناة وآلام مرضى ميدلت عاصمة التفاح
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يضطر السكان للتنقل إلى المحافظاتطلبا لخدمات طبية بسيطة

ضعف الخدمات الصحية يفاقم معاناة وآلام مرضى ميدلت "عاصمة التفاح"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ضعف الخدمات الصحية يفاقم معاناة وآلام مرضى ميدلت

خالد آيت طالب، وزير الصحة
الرباط -المغرب اليوم

يردد سكان مدينة ميدلت، أو "عاصمة التفاح"، جملة "المستشفى الإقليمي لميدلت، الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود"؛ كلما أراد أحدهم زيارة هذه المؤسسة الصحية لإجراء فحص طبي أو الخضوع للعلاج، تبرز معاناتهم مع ضعف الخدمات الصحية بمدينتهم، يعرف المستشفى الإقليمي لمدينة ميدلت، الذي يقصده المرضى من كل مناطق الإقليم، نقصا حادا في الموارد البشرية، فضلا عن قلة التجهيزات ونقص الأدوية، وهو ما يحرم عددا كبيرا من المواطنين من حقهم في العلاج تصبح معه حياتهم مهددة، وغالبا ما يضطرون للتنقل إلى الرشيدية أو مكناس أو فاس طلبا لخدمات طبية بسيطة، وفق إفادة العديد من المواطنين.

وبالإضافة إلى هذه المشاكل، يقول عيسى حمداوي، من الساكنة المحلية لمدينة ميدلت، "يعاني المواطنون الذين يقصدون هذا المرفق الصحي، الذي لا يرقى إلى مستوى المركز الاستشفائي الإقليمي، ويلات عناء السفر ومصاريف إضافية، بالإضافة إلى ضرورة الانتظار لعلهم يظفرون بعناية أو يرجعون إلى حال سبيلهم يترعون الآلام بالجملة"، وفق تعبيره.

الأطر والمرضى يعانون

ومؤسسة صحية ضخمة مكتوب على بوابتها "مستشفى ميدلت" توجد بمركز المدينة، لكنها تخفي بداخلها معاناة وآلام المرضى والأطر العاملة بها، رغم الزيارات التي يقوم بها من حين إلى آخر وزراء الصحة، آخرها الزيارة التفقدية التي قام بها الوزير خالد ايت الطالب.ولم يخف عدد من الأطر الطبية الذين تواصلت معهم هسبريس أن المعاناة بالمستشفى الإقليمي لا تقتصر فقط على المرضى وطالبي العلاج، بل إنهم هم أيضا يواجهون كثيرا من المطبات التي تحول دون قيامهم بواجبهم بالجودة المطلوبة.

هؤلاء الأطر الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم للعموم لأسباب مهنية، أجمعوا في تصريحات متطابقة لهسبريس على أن "العدد الكبير من القاصدين للمؤسسة، وضعف شروط عمل الأطباء والممرضين، عاملان يؤثران على تدبير تقديم العلاجات والخدمات"، داعيين وزير الصحة إلى "عدم الاكتفاء بزيارات تفقدية، بل يجب الاستماع إلى معاناة المرضى والأطباء والممرضين معا"، على حد قولهم.موحى داودي، من ساكنة بومية، قال إن "واقع الصحة بالإقليم مزرٍ ولا يستجيب لتطلعات الساكنة المحلية"، مضيفا أن "المستوصفات تستقبل المرضى وبعدها يتم إرسالهم إلى المستشفى الإقليمي بميدلت الذي بدوره يقوم بإرسالهم إلى وجهة أخرى، مَكيْخسْرو عْليكْ غيرْ شْويّة دْيالْ السيروم ويقطعوا ليك الورقة للرشيدية".

حفيظة حرطوس، ابنة المنطقة، عانت مشاكل كثيرة مع ضعف الخدمات الطبية، قالت: "كنت قبل شهر أشعر بألم حاد في بطني وتم نقلي إلى المستشفى الإقليمي وبعدها تم توجيهي إلى الرشيدية لإجراء تحاليل طبية بسيطة"، وخاطبت المسؤولين بالقول: "عْلاشْ خلّيتو هادْ السبيطارْ محلول ملّي مكايْنْ والو، هادْشي بزّافْ وخاصْ الناس توْعى بالمخاطر لّي كتهددها في هاذْ القطاع".وطالبت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، الوزارة الوصية بـ"فتح تحقيق في الاختلالات التي تشوب القطاع الصحي بميدلت حفاظا على أرواح رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله"، مشيرة إلى أن "الوقت حان لتغيير بعض المسؤولين المشرفين على تدبير شؤون القطاع بالإقليم من أجل استرجاع ثقة المواطنين"، وفق تعبيرها.

الأدوية والتجهيزات

لم يخف عدد من العاملين بالمستشفى الإقليمي بميدلت أنه لا اختلاف حول ما يتحدث عنه الشارع العام من ضعف الخدمات والنقص في التجهيزات والأدوية، موضحين أن المؤسسة تعرف خصاصا كبيرا في الأدوية وضعف الإمكانات اللوجيستيكية وغياب أطباء متخصصين.وأكدت المصادر التي تحدثت إليها هسبريس داخل المستشفى، وطلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الإدارة يجب أن تتحمل مسؤوليتها في ما آل إليه القطاع الصحي بالمستشفى الإقليمي بصفة خاصة، وبالإقليم بصفة عامة، موضحة أن "بعض الأطر يتغيبون بدون مبررات، ما يؤثر على السير العادي للمرفق"، مشيرة إلى أن "الوضع يتطلب تدخل السلطة المحلية لتسجيل غيابات الأطباء وتقديمها للوزارة عن طريق السلطة الإقليمية الممثلة في شخص العامل".

وأضافت المصادر ذاتها أن "المستشفى يعاني أيضا ضعف التجهيزات الطبية والنقص في الأدوية، ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المرضى الوافدين بكثرة عليه"، مشددة على "ضرورة تزويد المؤسسة الصحية بجميع أنواع الأدوية والتجهيزات الطبية الضرورية، خصوصا جهازي السكانير والرنين المغناطيسي، للتخفيف من معاناة المرضى مع التنقل إلى المدن المجاورة"، وفق تعبيرها.

ومطالب العاملين بالمستشفى هي المطالب نفسها التي يرفعها المرضى كل مرة؛ فقد أكد إدريس عرجاوي، من الساكنة المحلية، أن الأدوية والتجهيزات من الضروريات التي لا يجب أن يترافع عليها أحد قبل الإدارة المشرفة على تدبير شؤون المستشفى، موضحا أن "صحة المواطنين لا تعني شيئا بالنسبة للقائمين على القطاع الصحي بالإقليم، مما يفرض إقالتهم وتعيين مسؤولين قادرين على تغيير الوضع من واقعه الحالي إلى حسن أو أحسن"، وفق تعبيره.

مسؤول صحي يجيب

كما هي عادتها في كثير من المناسبات السابقة، رفضت فاطمة شبعتو، المندوبة الإقليمية لوزارة الصحة بميدلت، الرد على اتصالات هسبريس من أجل نيل تعليقها على هذا الموضوع.وعلى إثر ذلك، تواصلت هسبريس مع مسؤول بالمندوبية الإقليمية للصحة قبل الحديث شريطة عدم ذكر اسمه، حيث أكد أن الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي لميدلت هي نفسها التي تقدم بالمستشفيات الإقليمية بالجهة عموما، مستدركا بالقول: "لكن هناك خصاصا في الأطر والتجهيزات، وهذا ليس بيد المسؤولين المحليين بل بيد الوزارة"، وفق تعبيره.

وقال المصدر ذاته، "هناك إقصاء ممنهج حقا في حق هذه المناطق في ما يخص القطاع الصحي. يجب على الدولة أن تعطي لكل منطقة حقها من التجهيزات والأطر والأدوية، وعدم التعامل بمنطق المغرب النافع والمغرب غير النافع"، مضيفا: "نحن كأطر الوزارة نعاني قبل المرضى، والجميع يفكر في ترك الوظيفة لهذه الأسباب".وشدد المصدر ذاته على أنه "لا المندوبية الإقليمية للصحة ولا إدارة المستشفى يمكنهما حل الإشكالية التي تسببت فيها الوزارة على مستوى المركز، ومن يطالب بإقالة المسؤولين المحليين كان عليه أن يطالب بإقالة الوزير الذي بيده كل شيء"، وفق تعبيره.

قد يهمك ايضا

وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل جديدة عن تموين السوق من دواء "ليفوثيروكس"
الدكالي يستقبل زيرة الشؤون الخارجية لغينيا بيساو لبحث التعاون المشترك

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضعف الخدمات الصحية يفاقم معاناة وآلام مرضى ميدلت عاصمة التفاح ضعف الخدمات الصحية يفاقم معاناة وآلام مرضى ميدلت عاصمة التفاح



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري

GMT 03:41 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

فيلم "the shape of water" يقترب من حصد جوائز النقاد في 2018
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya