غياب الخدمات الصحية يؤرق آلاف القرويين في إقليم الحوز المغربي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بُنيت بها مستوصفات لكنها موقوفة التنفيذ ما عرّضها للتخريب

غياب الخدمات الصحية يؤرق آلاف القرويين في إقليم الحوز المغربي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - غياب الخدمات الصحية يؤرق آلاف القرويين في إقليم الحوز المغربي

جماعة تغدوين دائرة توامة في إقليم الحوز
الحوز – المغرب اليوم

تعاني قرى عدة في جماعة تغدوين دائرة توامة في إقليم الحوز، من التهميش على المستوى الصحي، بخاصة خلال فصل الشتاء حيث البرد القارس، وفي فصل الصيف حيث تنتشر العقارب والأفاعي والحشرات السامة.

كل قرى هذه الجماعة (أيت إنزال الجبل وتغدوين وأيت أوكستيت والزات) بنيت بها مستوصفات صحية، لكنها موقوفة التنفيذ، ما عرضها للتخريب دون أن تداوي جرح الشقاء والمعاناة والألم الذي ما زال ينزف إلى اليوم.

في زيارة إلى هذه القرى ولاحظت بؤس الناس على محياهم جراء الإقصاء الاجتماعي والاقتصادي، زاد من تعميقه تهميش القطاع الحكومي على مستوى الصحة؛ فسكان هذه المناطق يحملون على النعوش وهم أحياء إلى المركز الصحي من المستوى الأول بمركز الجماعة.

اقرا ايضا:

انفجار يهزُّ القامشلي مستهدفاً أحد المستوصفات والأضرار تقتصر على الماديات

 

حسن الرحتاوي، من مشخية تغدوين، نقل معاناة 23 دوارا بساكنة تقارب 4000 نسمة، تشكو منذ 13 سنة توقف المستوصف الذي يوجد بدوار "تيلوزين"، ونقل المرض الذي كان يشتغل به إلى وجهة أخرى، في وقت توصي فيه الخطب الملكية بأولوية قطاع الصحة، وفق تعبيره.

وقال الرحتاوي: "ظننا لحظة بناء المستوصف أنه سيقدم لنا الخدمات الصحية الضرورية، كالتخطيط العائلي وتلقيح الرضع وتقديم العلاج لمن تعرضوا للدغات العقارب والأفاعي، للتخفيف عن السكان من المتاعب التي تعترضهم في تنقلهم إلى مركز الجماعة (سبعة كيلومترات)"، مطالبا بإعادة فتح المستوصف عاجلا لوضع حد لمعاناة السكان.

بعد زيارة إلى مشيخة تغدوين، انتقلت إلى مشيخة أيت اوكستيت (7000 نسمة)، فوجدت المستوصف الذي بني بدوار "تمروت" قد توقف منذ حوالي ثماني سنوات عن تقديم خدماته للسكان القرويين الذين لا حول ولا قوة لهم لوضعهم الاقتصادي ونمط عيشهم المعتمد على الفلاحة المعيشية.

عبد الواحد بوصحيب، واحد من سكان المشيخة المذكورة، طالب المسؤولين بضرورة البحث عن حل لهذه المعضلة وإعادة تشغيل المستوصف وتجهيزه، على الأقل من أجل تتبع وضع النساء الحوامل، وتقديم العلاج الأولي من لسعات العقارب، أو من رضوض وجروح جراء سقوط أحدهم من شجرة خلال عمله الفلاحي أو من سطح منزل كما وقع لطفلة من دوار "تفضنة"، أو سقوط سيدة من قمة جبل خلال بحثها عن الحطب.

وحين وصول إلى دوار ايت عشا بمشيخة أيت إنزال الجبل، الذي يبعد عن مركز الجماعة بحوالي 10 كيلومترات، وجدت مجموعة من سكان المدشر في انتظارها، رافقوها إلى مستوصف مهجور رحلت تجهيزاته إلى دوار مجاور، وفق إفادة محمد أوعطي، الذي جاء إلى الحياة يوم فقدت هذه المؤسسة الصحية الحياة سنة 1996.

كما هو الحال لمئات الآلاف من السكان والفاعلين الجمعويين المحليين، فـ"المستشارون الجماعيون بكافة توجهاتهم السياسية شغلهم الشاغل هو توفير الخدمات الصحية للقاطنين بالقرى الأربع وتجويدها، ومنتهى الأماني هو فتح هذه المستوصفات"، يقول أحمد أبرجي، رئيس المجلس الجماعي لتغدوين.

وأضاف أن "الصحة نقطة مركزية في جدول أعمال المجلس الجماعي؛ فخلال دورة أكتوبر من سنة 2018 مثلا، صادقت الأغلبية على غلاف مالي يقدر بـ100 ألف درهم لإصلاح هذه المستوصفات في أفق عقد شراكة مع وزارة الصحة أو مندوبيتها بالإقليم للإسراع بتشغيلها لأن سكان الجبل في حاجة ماسة إليها".

وقد قرر المجلس الجماعي لتغدوين المساهمة في دار الأمومة بجماعة توامة بموجب اتفاقية جماعات بغلاف مالي يناهز 20 ألف درهم، ومساهمة أخرى لمكتب حفظ الصحة بأيت أورير لأنه يقوم بمراقبة المواد الغذائية وتوفير خدمات سيارة الإسعاف لنقل المرضى والجرحى كلما دعت الضرورة إلى ذلك.

وللوقوف على برنامج وزارة الصحة بجماعة تغدوين، ربطت الاتصال بالمندوبة الجهوية لوزارة الصحة، التي طلبت مهلة للاتصال بالمندوب الإقليمي ومعرفة حيثيات الموضوع، لكن تعذر الحصول على جوابها.

وكانت راكش يوم الخميس 20 يونيو عرفت انعقاد اجتماع لمناقشة عرض مشروع خدمة الطب عن بعد، بحضور ممثل عن الكتابة العامة لوزارة الصحة، والمندوبة الجهوية، وممثلين عن شركات، ومجموعة من الأطر الإدارية والتقنية والطبية ‏بالجهة.

ويسعى هذا اللقاء لتقريب الخدمات الصحية والطبية من المواطن الذي يقطن بمناطق نائية بإقليم الحوز وغيره، ما سيخول للمتواجدين بالأماكن النائية أن يتلقوا فحوصات اختصاصية انطلاقا من المراكز الصحية بالجماعة، دون أن يتم إرسالهم أو نقلهم إلى المستشفى الإقليمي الجهوي أو الجامعي.

زيارات عاملية تفقدية

معضلة أهل تغدوين الصحية عاينها كل من العامل السابق والعامل الحالي لإقليم الحوز، "لكن طال زمن تحرك السلطة الإقليمية لنفض الغبار عن هذا الملف المؤرق لسكان الجبل خلال كل فصول السنة، لوعورة التضاريس وقلة ذات اليد وكثرة المصائب والأمراض التي تعج بها المناطق الجبلية"، بحسب تصريحات متطابقة لكل من التقت بهم خلال جولتها التي سلكت جبالا وعرة ومنعرجات مميتة.

وإذا كانت مصالح وزارة الداخلية بإقليم الرحامنة وضعت منذ فترة المستوصفات بمختلف الجماعات والدواوير رهن التتبع، وجندت عناصرها لمراقبة مدى احترام الأطر الطبية للمرضى الذين يعانون في صمت، فإن الانتظارية القاتلة دفعت كلا من حسن الرحتاوي والشاب محمد اوعطي إلى مناشدة الملك محمد السادس للتدخل من أجل توفير الخدمات الصحية لسكان جماعة تغدوين.

قد يهمك ايضا:

أنس الدكالي يدشّن مستشفى القصر الكبير وسط احتجاجات الممرضين

سيدة تضع توأمين أمام المستوصف الصحي في زايو بلا أي مساعدة من الأطباء

المصدر :

واس / spa

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب الخدمات الصحية يؤرق آلاف القرويين في إقليم الحوز المغربي غياب الخدمات الصحية يؤرق آلاف القرويين في إقليم الحوز المغربي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya