مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تمنح الشخص فرصة ذهبية من أجل الهروب منه

مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية

مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية
لندن - المغرب اليوم

تعتبر الحالة الصحية التي تسبق ظهور المرض فترة مثالية للتدخل الطبي، ومنع الإصابة بالمرض أو الوقاية منه، ومن المهم جدًا الانتباه إلى هذه المرحلة الفارقة لأنها تؤثر بشكل جذري في الملف الصحي للشخص المعرّض للمرض، وتمنحه فرصة ذهبية للهرب منه قبل أن يحل ضيفًا ثقيلاً عليه.

وتشهد مرحلة ما قبل المرض تغيرات بطيئة في خلايا الجسم، ربما تمتد على مدى سنوات قبل أن تظهر العوارض السريرية التي تؤكد وجود المرض، لذا فإن اكتشاف هذه المرحلة يعطي أملاً كبيرًا في جعل مسار الداء يصب لمصلحة المريض لا لمصلحة الداء، ولكي نفهم تمامًا ماهية مرحلة ما قبل المرض نقدم عددًا من الأمثلة التي توضح المقصود من هذه العبارة:

- مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم 

 معظمنا سمع بالرقمين 150 ميلليمترًا زئبقيًا و90 ميلليمترًا زئبقيًا، فهذا الرقمان يشيران إلى الحد الفاصل الذي يقال عنده إن الشخص مصاب أو غير مصاب بارتفاع ضغط الدم، وإذا وصل رقم الضغط الانقباضي إلى 150 أو أكثر، أو إذا بلغ الرقم الانبساطي 90 أو أكثر، وإذا كان الرقمان مرتفعين سوية فعندها يكون الشخص يعاني ارتفاعًا في ضغط الدم، ما يستدعي العلاج تفاديًا للمشاكل الصحية وهي كثيرة، مثل مرض الشريان التاجي، والداء السكري، ومرض الكلى المزمن، وغيرها، لكن ماذا إذا كانت أرقام الضغط في المنطقة الرمادية؟ أي أعلى من الحدود الطبيعية (120 إلى 80) لكنها لا تتجاوز الرقمين المشار إليهما أعلاه؟، تشير المعطيات الطبية إلى أن شخصًا واحدًا من أصل ثلاثة تقع أرقام الضغط عندهم في المنطقة الرمادية لكن لا يتم اتخاذ قرار العلاج بالأدوية، إلا إذا كانت هناك متاعب صحية تشكل خطرًا على الحياة.

وهناك توجهات طبية باعتبار أرقام الضغط الواقعة في المنطقة الرمادية بأنها مرحلة ما قبل ارتفاع الضغط، وأنه من الضروري جدًا إحداث تغييرات في أسلوب الحياة من أجل منع ارتفاع الضغط الحقيقي.

ويتضمن أسلوب الحياة الصحي في مرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم الحصول على الوزن المثالي، وتخفيف استعمال الملح، والابتعاد قدر الإمكان عن المأكولات الجاهزة الغنية بالصوديوم، والإقلاع عن التدخين، والسير على هدى حميات غذائية أثبتت جدارتها في السيطرة على أرقام ضغط الدم، ومن أشهرها حمية "داش" وحمية "البحر الأبيض المتوسط".

- مرحلة ما قبل الداء السكري
عندما يتأرجح مستوى السكر في الدم ما بين الحد الطبيعي وبين نسبة أعلى قليلاً، لا تسمح بتشخيص الإصابة بشكل صريح، فإن هناك شكوكًا قوية باحتمال الإصابة قريبًا بمرض السكري. إن مرحلة ما قبل السكري هي مرحلة صامتة تمر بدون عوارض يشكو منها المصاب، وستقود إلى مرض الداء السكري (النوع الثاني) وما ينطوي عليه من اختلاطات تطال القلب والشرايين والدماغ والعين والكلى والعيون، ومن هنا يجب التدخل في مرحلة ما قبل السكري من أجل تأخير أو حتى منع حدوث مرض السكري الصريح وما يحمله من مضاعفات.

ويمكن التعرّف إلى وجود مرحلة ما قبل السكري بعد قياس مستوى السكر الصباحي، أو بعد إجراء اختبار تحمّل السكر النهاري بعد صيام ليلة طويلة، أو عقب القيام باختبار تحمّل السكر إثر تناول وجبة غنية بالنشويات، وإذا أثبتت النتائج أن مستوى السكر في الدم أعلى من حد معين يوصي الطبيب باتباع برنامج صحي يهدف إلى إرجاع مستوى السكر في الدم إلى حدوده الطبيعية لقطع الطريق على المرض الصريح، وللوقاية من اختلاطاته الفعلية من خلال تخفيف الوزن، وممارسة نشاط رياضي يومي لمدة 30 دقيقة، وتناول وجبات صحية من الطعام، فهذه النصائح البسيطة تساهم بدرجة كبيرة في منع الإصابة بمرض السكري.

- مرحلة ما قبل سرطان القولون والمستقيم

إن غالبية حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم تبدأ بنشوء لحميات ورمية غدية تحتاج إلى مدة طويلة قبل أن تنتهي بالإصابة بالسرطان، وفي كثير من الحالات تكون هناك أرضية وراثية لنشوء اللحميات الغدية. وإذا اكتشاف اللحميات الغدية في القولون والمستقيم بصورة مبكرة ومن ثم العمل على استئصالها يعتبر خطوة في غاية الأهمية من أجل منع تحوّلها إلى ورم خبيث، يعيث فسادًا في الجسم، وظهور الدم في البراز، ووجود سوابق عائلية بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، والمتابعة الدورية، خصوصًا الفحص بالمنظار، تساعد في كشف مرحلة ما قبل الإصابة بسرطان القولون.
وختامًا، يشكل اكتشاف مرحلة ما قبل المرض تحديًا طبيًا كبيرًا، لكنه يمثل استراتيجية مهمة جدًا لقطع الطريق على المرض أو على الأقل تأخير استحقاق وقوعه، وتكون هذه المرحلة قصيرة أو متوسطة أو طويلة الأمد في أمراض أخرى، ولعل الأهم في كل هذا هو رصدها قبل فوات الأوان.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية مرحلة ما قبل المرض تمثل الوقت المناسب للتدخل الطبي والوقاية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya