أبحاث جديدة تُؤكّد أنّ نِسب السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تُساعد المناطق الطبيعية على الاهتمام بالأنشطة البدنية

أبحاث جديدة تُؤكّد أنّ نِسب السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أبحاث جديدة تُؤكّد أنّ نِسب السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية

السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية
لندن - المغرب اليوم

يتساءل كثيرون بشأن هل ترك المدينة والسفر إلى الريف يُعزّز سعادتك وصحتك أم لا، الأبحاث المستندة إلى الأدلة التي يمكن أن تساعدنا في تحديد أكثر البيئات صحة في الحياة هي شحيحة بشكلٍ مدهش. وبينما يبدأ العلماء في تفكيك الروابط بين الرفاه والبيئة، فإنهم يجدون أن العديد من الفروق الدقيقة تُسهم في الفوائد التي توفّرها بيئة معينة وتنتقص منها، سواء أكانت مدينة مليئة بالملايين أو بشاطئ مهجور.

يقول ماثيو وايت، وهو عالم نفسي بيئي في كلية الطب بجامعة إكستر إن "ما نحاول القيام به كمجموعة من الباحثين في جميع أنحاء العالم لا يتمثل في الترويج لهذه الأشياء بملء إرادتنا، ولكن لإيجاد دليل مؤيد وخالٍ عن كيف أن البيئات الطبيعية -وانفصالنا المتزايد عنها- قد تؤثر على الصحة".

يكشف وايت وغيره من الباحثين أن عددا لا حصر له من العوامل يحدد مدى تأثيرنا على البيئة المحيطة بنا، ويمكن أن يشمل ذلك خلفية الشخص وظروف حياته، وجودة ومدة التعرض والأنشطة المنفذة فيه.

عمومًا، تشير الأدلة إلى أن المساحات الخضراء جيدة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الحضرية، ويميل أولئك الذين يقيمون بالقرب من المنتزهات أو الأشجار إلى الاستمتاع بمستويات أقل من تلوث الهواء المحيط، وتقلص التلوث الناتج عن الضوضاء من صنع الإنسان والمزيد من تأثيرات التبريد (وهو أمر سيزداد فائدته مع ارتفاع درجة حرارة الأرض)، فالمناطق الطبيعية تؤدي إلى أنشطة بدنية واجتماعية وكلاهما مرتبط بمنافع لا تعد ولا تحصى خاصة بها.

وارتبط الوقت في الطبيعة بانخفاض العلامات الجسدية مثل الإجهاد. عندما نكون في نزهة أو مجرد الجلوس تحت الأشجار، فإن معدل ضربات القلب وضغط الدم يميلان إلى النزول، كما نطلق المزيد من "الخلايا القاتلة" الطبيعية: الخلايا الليمفاوية التي تتجول في جميع أنحاء الجسم، وتطارد الخلايا السرطانية المصابة بالفيروس.

لا يزال الباحثون يحاولون تحديد سبب ذلك، على الرغم من أن لديهم عددا من الفرضيات. تقول آمبر بيرسون، عالمة جغرافية صحية في جامعة ولاية ميشيغان إن "إحدى النظريات السائدة هي أن الفضاءات الطبيعية تعمل كخلفية تهدئة للمحفزات المزدحمة للمدينة.. من منظور تطوري، نربط أيضًا بين الأشياء الطبيعية كموارد أساسية للبقاء، لذا فإننا نفضلها"، لكن هذا لا يعني أن سكان المدن يجب أن ينزحوا جميعًا إلى الريف، إذ بينما ترتفع نسب الإصابة بالربو والحساسية بأنواعها والاكتئاب بين سكان المدن، أشارت دراسات إلى أن نسب السمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية، وأن سكان المدن أقل عرضة للانتحار والاستهداف في حوادث القتل، فضلا عن أن كبار السن في المدن أسعد حالا وأطول عمرًا من نظرائهم في المناطق الريفية.

ربما نكون اعتدنا أن نربط المدن بالتلوث والجريمة والضغوط النفسية، لكن الحياة في المناطق الريفية لها مساوئها أيضًا، فإن الحشرات الحاملة للأمراض والعناكب والقرادات والعقارب وغيرها من الحيوانات التي تنتمي إلى طائفة العنكبوتيات قد تنتقص من المزايا الصحية للعيش في كوخ ريفي يطل على مناظر أخاذة.

ويمثّل التلوث أحد المخاطر الكبرى في المناطق الريفية، إذ تسبب تلوث الهواء في الهند في وفاة 1.1 مليون مواطن في عام 2015، وكان 75 في المائة منهم من سكان القرى، وذلك لأن سكان الريف أكثر عرضة لاستنشاق الهواء الملوّث بالدخان المتصاعد من عمليات حرق الأشجار والمخلفات الزراعية أو الأخشاب أو روث الأبقار الذي يستخدم كوقود للطهو وللتدفئة.
وتسببت بعض الأساليب الزراعية في إندونيسيا، مثل قطع الأشجار وحرقها لتهئية الأرض للزراعة، في تصاعد سحابة من الدخان، وقد يغلف إندونيسيا الضباب الدخاني لشهور، وأحيانا يصل تأثيره إلى البلدان المجاورة، كسنغافورة وماليزيا وتايلاند.

ومن المعروف أن دخان الحرائق في أميركا الجنوبية وجنوبي أفريقيا ينتشر إلى نصف الكرة الجنوبي بأكمله، ورغم ذلك فإن الهواء في نصف الكرة الجنوبي أنظف من الهواء في نصفها الشمالي، لانخفاض التعداد السكاني هناك.

ولا يقتصر التلوث في المناطق الريفية على البلدان النامية وحدها، إذ تتسبب حرائق الغابات في غربي الولايات المتحدة الأميركية في تدني جودة الهواء، ويؤثر التلوث الناجم عن الأسمدة الكيماوية على جودة الهواء في أوروبا وروسيا والصين والولايات المتحدة.

ولكن ماذا عن هواء الجبال النقي؟ صحيح أن انبعاثات الكربون الأسود والتلوث بالجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء يقل كلما ارتفعنا عن سطح الأرض، لكن الانتقال فوق الهواء الملوث يسبب مشاكل أخرى.

وأشارت دراسة إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية والسكتة القلبية وبعض الأنواع من السرطان كان أقل بين السكان الذين يعيشون على ارتفاع 2.500 متر أو أكثر فوق سطح الأرض، لكنهم في الوقت نفسه أكثر عرضة للوفاة الناتجة عن مرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الجهاز التنفسي السفلي، ربما لأن السيارات وغيرها من المركبات تقلّ كفاءتها كلما ارتفعنا عن سطح الأرض، وتنبعث منها كميات أكبر من الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون، وهذه الغازات تصبح أكثر ضررا بسبب شدة أشعة الشمس في هذه المناطق.
ولعلّ الخيار الأمثل للحفاظ على الصحة هو العيش في أماكن على ارتفاع يتراوح ما بين 1.500 و2.500 متر من سطح الأرض.

من جهة أخرى، ثمة مزايا عديدة للعيش بالقرب من البحار أو غيرها من المسطحات المائية، إذ أشارت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من المحيط في المملكة المتحدة على سبيل المثال يتمتعون بصحة أفضل من أقرانهم الذين يعيشون بعيدا عن الساحل، مع الأخذ في الاعتبار عوامل السن والحالة الاجتماعية والاقتصادية.

ويقول وايت إن ذلك ربما يُعزى لعدة أسباب، منها أن البشر ينزعون إلى البحث عن الأماكن التي يزيد فيها التنوع الحيوي، إذ كان الناس منذ قديم الأزل يستدلون بالبحار على مصادر الغذاء، كما أن الشواطئ تتيح الفرصة لممارسة الرياضة يوميا والحصول على فيتامين د.

وأشارت دراسة أجرتها بيرسون وزملاؤها في عام 2016، في العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون، إلى أن السكان الذين يعيشون بالقرب من المحيط أقل عرضة للضيق النفسي، فكلما زاد حجم المساحات المائية (من بحار ومجار مائية) التي يراها الناس بنسبة 10 في المائة، قلّت الضغوط النفسية بمعدل الثلث، حسب مقياس كيسلر للضيق النفسي الذي يتنبأ بالقلق والاضطرابات المزاجية.

وتقول بيرسون، تعقيبًا على هذه النتائج: "قد يتوقع المرء أن تؤدي زيادة إتاحة المناظر المائية الطبيعية بنسبة 20 إلى 30 في المئة إلى تخفيف درجات الضيق النفسي".​

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبحاث جديدة تُؤكّد أنّ نِسب السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية أبحاث جديدة تُؤكّد أنّ نِسب السّمنة أعلى بين سكان المناطق الريفية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 21:40 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الفنانة شادية إلى منزلها بعد استقرار حالتها الصحية

GMT 02:37 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

"عارضة الأزياء بيلا حديد تتظاهر من أجل "القدس

GMT 04:39 2016 الأحد ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المكسيكي غابرييل داو يصمِّمم "قوس قزح" بألوانه الزَّاهية

GMT 09:40 2016 الثلاثاء ,06 أيلول / سبتمبر

الذكرى 46 لرحيل الأب جيكو

GMT 16:24 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

خالد الصاوي ينعي رحيل الفنان مصطفى طلبه

GMT 01:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أطعمة تساعد على تحسين مزاجك وإحساسك بالراحة

GMT 01:43 2016 الإثنين ,15 آب / أغسطس

متي يمكن معرفة جنس الجنين بوضوح

GMT 23:56 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

عبد السلام وادو يحصل على شهادة مدير عام نادي رياضي

GMT 00:25 2014 الأحد ,05 تشرين الأول / أكتوبر

9 مليارات درهم أرباح سوق الأضاحي في المغرب

GMT 02:03 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

شرطي متخفي يكتشف رصاص حي معروض للبيع في آسفي

GMT 01:23 2014 الإثنين ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة ميساء مغربي تخطف الأضواء مع رئيس الشيشان

GMT 22:54 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أدوية حرق الدهون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya