باحثة تؤكّد أنّ الاستمرار في العمل أقصر الطرق للاستمتاع بحياة أطول وأكثر سعادة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سيكون هناك 1.42 مليون أسرة إضافية يرأسها شخص يبلغ من العمر 85 عامًا

باحثة تؤكّد أنّ الاستمرار في العمل أقصر الطرق للاستمتاع بحياة أطول وأكثر سعادة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باحثة تؤكّد أنّ الاستمرار في العمل أقصر الطرق للاستمتاع بحياة أطول وأكثر سعادة

الاستمرار في العمل يؤدي الي حياة أطول وأكثر سعادة
لندن ـ ماريا طبراني

تروي سارة هاربر، مؤسسة معهد "Population Ageing" -"الشيخوخة السكانية"- في جامعة أكسفورد "توقف والدي عن العمل في سن 54 حيث عرض صاحب العمل في شركة "آي بي إم"، عليه التقاعد المبكر وكان متحمسًا جدًا"، لكن العمل التطوعي والتعليم الإضافي الذي اندفع إليه في سنواته الأخيرة تضاءل واختفى في النهاية واضطر إلى الاعتماد على نفسه بشكل كبير في محاولة إيجاد طرق لتمضية الوقت، مضيفة أن والدها في النهاية وجد ذلك تحديًا كبيرا حيث شعر أنه فاته وقتا ممتعا وسط الزملاء والعمل.

توفي روبرت هاربر في عام 2015 بعد العيش لأكثر من 30 عامًا على معاش عمله في شركة آي بي إم، وهي فترة أطول من فترة عمله في الشركة، وتقول سارة إنه يجب تشجيع الموظفين في بريطانيا على البقاء في عملهم لفترة أطول.

وحسبما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية، ارتفع متوسط العمر المتوقع في بريطانيا بشكل مطرد منذ عقود حيث أن الأدوية المتطورة والمضادات الحيوية قهرت معظم الأمراض المعدية، وبالمثل، فإن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسرطان أصبحت تبتعد ببطء عن التدخلات الطبية. ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط العمر في بريطانيا بصورة حادة - من أقل من 50 عامًا في عام 1900 إلى أكثر من 75 عامًا في 2000 - واستمر هذا الرقم في الارتفاع حتى يومنا هذا.

بالإضافة إلى ذلك، تزداد أعداد كبار السن بشكل نسبي ضمن السكان وهو ما يكون له عواقب على تركيبة القوة العاملة، وفي السنوات المقبلة، سيكون هناك الكثير من سكان المملكة المتحدة في سن أكبر من 50، وسيكون عليهم الحفاظ على الإنتاجية وإذكاء الصناعة، ومع ذلك، فهؤلاء هم أيضًا الأشخاص الذين يتم تشجيعهم على التقاعد مبكرًا.

تقول هاربر "يتم تشجيع الشباب أن يبقوا في التعليم حتى منتصف العشرينات، والتقاعد في منتصف الخمسينات، والعيش للاستمتاع بالحياة في التسعينيات من العمر.. لذلك لدينا أشخاص يعملون لمدة 25 عامًا فقط للتقاعد من سن 50 للتسعين.. هذه ليست الحالة التي يجب أن يكون عليها المجتمع "، كما تصر على أن موجات التغيير الديموغرافي تجتاح الأمة قائلة "إذا كان نصف بلدك تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فأنت في وضع مختلف تمامًا عما كنت عليه في منتصف القرن الماضي عندما كان نصف السكان أقل من 30 عامًا. يجب أن نتفهم الأمر".

من هذا المنظور، من الواضح أن المشاكل التي تواجهها بريطانيا مع تقدم أعمار السكان لا تؤثر فقط على المعاشات التقاعدية أو نوعية الرعاية الصحية لكنها، تنطوي أيضا على تغييرات هيكلية أساسية في التعليم والعمالة والإسكان والنقل والخدمات الطبية، وتشير التقديرات إلى أنه سيكون هناك 1.42 مليون أسرة إضافية يرأسها شخص يبلغ من العمر 85 عامًا أو أكثر. سيكون ذلك زيادة قدرها 161 ٪ على مدى 25 عاما، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على المساكن لكبار السن بشكل حاد بحلول عام 2037.

إن بناء هذه المساكن لتلبية هذا الطلب أمر بالغ الأهمية - ولكن يجب القيام به على نطاق واسع في المستقبل القريب، كما تقول هاربر "حتى الآن، كانت هناك علامات قليلة على أن السلطات المحلية فكرت في التحرك لتحقيق هذه الأهداف".

في الماضي، حافظت بريطانيا على متوسط أعمار العاملين من خلال تشجيع العمال من الدول الأخرى، وخاصة دول الجنوب بما فيها دول الكومنولث، على المجيء إلى بريطانيا، وتضيف هاربر "جاء معظمهم إلى المملكة المتحدة عندما كانوا صغارًا". "بقي الكثير منهم، ولكن الكثير عادوا إلى ديارهم بعد وقت معين"، وتوضح "النقطة الحاسمة هي أنهم لم يكونوا عبئا على بريطانيا، فقد كانوا هنا للعمل ومنح أولادهم بداية جيدة في مكان آخر، لكنهم لم يكونوا بالضرورة هنا للبقاء حتى آخر يوم في حياتهم".

ومن المرجح أن يتم منع العديد من المهاجرين المحتملين من العمل في المملكة المتحدة بعد صفقة "بريكست"، مما يقلل من عدد العمال الأجانب، وتقول هاربر "لقد كانوا مهمين للغاية لخدمة الرعاية الصحية لدينا"، وتضيف "نحن بحاجة إلى العمال المهرة والمحترفين ولكننا نحتاج أيضًا إلى العاملين في مجال الرعاية. لذا فإن فقدان المهاجرين من مجتمعنا سيكون له عواقب وخيمة للغاية على الطريقة التي سنعتني بها بكبار السن من سكاننا".

وتتضح نتيجة تقييد الهجرة بشكل كبير من خلال النمذجة التي ُنفذت في المعهد الذي أسسته هاربر. إذا تم تقييد دخول المهاجرين إلى المملكة المتحدة، فسيتعين على كل مواطن بريطاني العمل لمدة 18 شهرا أخرى لتعويض النقص، وتقول "إذا تم تقييد الهجرة إلى المملكة المتحدة، فعلى مدى السنوات الخمس القادمة، سيتعين على أولئك الذين وصلوا لسن التقاعد أن يعملوا لمدة تزيد عن عام ونصف فقط للحفاظ على الناتج الحالي".

أحد الأمثلة على تأثير تقييد الهجرة يتعلق بقاطعي الثمار - الرومانيين والبلغاريين - الذين يأتون كل عام لحصد الفراولة والتوت. تقول هاربر "منع قاطعي الفاكهة من دخول البلاد يعني خسارة كبيرة لمزارع الفواكه، وصناعات التغليف، والخدمات الإدارية والنقل، والوظائف المحلية." "إنه رد فعل متسلسل."

في الوقت الحاضر، لا يزال متوسط العمر المتوقع للمواطنين في بريطانيا جيدا نسبيًا وفي الوقت نفسه، فإن متوسط العمر في دول مثل فرنسا واليابان يتفوق على المملكة المتحدة بشكل طفيف. ففي فرنسا، متوسط العمر المتوقع للمرأة هو 85 عامًا على سبيل المثال، في المملكة المتحدة يبلغ 83 عامًا.

تتابع هاربر "في بعض الأحيان قد يبدو هذا لغزًا". "أستطيع أن أعرف لماذا قد يكون للمرأة البريطانية متوسط عمر أقل من امرأة من اليابان وذلك بفضل الحميات الغذائية المختلفة، والتركيب الجيني، وأنماط الحياة هناك. لكن فرنسا صدمتني حيث أن فرنسا لديها عدد سكان مشابه جدا لبريطانيا ".

ومع ذلك، فإن الديموغرافيين الفرنسيين لديهم إجابة مثيرة للاهتمام حيث يشيرون إلى أن النساء في شمال فرنسا وبريطانيا لهن نفس العمر المتوقع، ولكنه يختلف عن ذلك في الجنوب". ويعيش الناس لفترة أطول هناك، وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن الحمية المتوسطية تؤتي ثمارها تقول هاربر "إنهم يأكلون الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، وكذلك الأسماك، وبعض منتجات الألبان، وزيت الزيتون، وقليل من النبيذ- وليس الكثير من اللحم أيضًا - بينما يقضون الكثير من الوقت في أشعة الشمس، وفي الكثير من التفاعل مع أسرهم وأصدقائهم".

فرنسا ليست الدولة الوحيدة التي تعتمد على حمية البحر الأبيض المتوسط بل العديد من الدول الأخرى تحد هذا البحر، ومعظمهم لديهم متوسط العمر المتوقع 85 عاما.

العمر المتوقع يختلف اختلافا كبيرا في جميع أنحاء الكوكب. أدنى حد - 46 عاما - وهو في جمهورية أفريقيا الوسطى والعديد من الدول في جنوب أفريقيا وفي نفس الوقت، غالبًا ما تختلف هذه الأرقام بشكل كبير داخل حدود الدولة الواحدة، وفي بريطانيا، يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال الذين يولدون في كنسينغتون وتشيلسي حوالي 83 عاما، بينما بالنسبة لأولئك الذين يولدون في بعض مناطق غلاسكو يقل عمرهم عن 73 عاما.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثة تؤكّد أنّ الاستمرار في العمل أقصر الطرق للاستمتاع بحياة أطول وأكثر سعادة باحثة تؤكّد أنّ الاستمرار في العمل أقصر الطرق للاستمتاع بحياة أطول وأكثر سعادة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 14:07 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

الأبنوس

GMT 15:05 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نيمار يبلغ سان جيرمان برغبته في الرحيل هذا الصيف

GMT 14:42 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

السالمية الكويتي يبدأ مشواره العربي بلقاء الشبيبة الجزائري

GMT 15:23 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سنوات يفصلها رقم

GMT 11:24 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يرسل برقية تعزية إلى الرئيس الكاميروني

GMT 13:45 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

أول صالون تجميل يستقبل المحجبات في نيويورك

GMT 23:50 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

باتريس كارتيرون يُراقِب العائدين من الإعارة

GMT 00:14 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

السعودية تنفذ حكم القتل تعزيرًا في حق صدام حسين

GMT 20:47 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

"الوطني للسكك الحديدية "يعلن عن تخفيضات في تذاكر القطار

GMT 10:42 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حركة إعفاءات وتغييرات جديدة في صفوف الدرك الملكي

GMT 02:26 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ورق جدران بألوان جذابة لديكورات غرف معيشة مبهجة

GMT 22:03 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

صعقة كهربائية تودي بحياة شاب في سلوان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya