السوبر باغ في اليمن يهدّد بانهيار النظام الصحي الذي يواجهه أزمات كبيرة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أدى القصف الجوي إلى شلّ مراكز إمداد الطعام والبني التحتية الحيوية

"السوبر باغ" في اليمن يهدّد بانهيار النظام الصحي الذي يواجهه أزمات كبيرة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الوضع في اليمن
صنعاء - خالد عبدالواحد

نشر موقع "مكتب التحقيقات الصحافية"، تحقيقا تحت عنوان "اليمن: مزيج قاتل من الدواء والمقاومة والحرب". ويقول الموقع في بداية تحقيقه، "فقط بعد يومين من العملية، بدأ الأطباء يشمون الرائحة، حيث قاموا بتضميد رجل طالب جامعي (22 عاما)، مزقتها قنبلة، التي هشمت العظام، ومزقت اللحم، إلا أن رائحة بدأت تنبعث منه، يطلق عليها الأطباء في أدبياتهم (هجوما)، ويعني التهابا سيئا وخطيرا يهدد الحياة، ولم يكن يتحسن".

ويشير التحقيق، إلى أنه عندما شعر الأطباء في مركز أطباء بلا حدود أن الجرح يقاوم المضادات الحيوية، فإنهم قاموا بإرسال عينة دم للتحليل في مختبر الميكروبات التابع للجمعية في عدن، الذي افتتح العام الماضي، وهو الوحيد المتوفر في المنطقة، ويحتوي على معدات قادرة على اكتشاف الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.

ويكشف الموقع عن أن النتيجة كانت سلبية، حيث أن هناك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية المعروفة كلها، ومن غير المعلوم لأحد كيف دخلت البكتيريا إلى جسد الطالب، الذي عرف باسم Acinetobacter baumanni على اسم البكتيريا؛ للحفاظ على هويته، مشيرا إلى أنه من الشائع في اليمن أنها قد تكون دخلت جسده من القنبلة، أو الرمل عندما سقط على الأرض، بحسب ما يقول الدكتور المسؤول عن برنامج المضادات الحيوية في مركز أطباء بلا حدود نجوان منصور.

ويلفت التحقيق إلى أن أطباء المركز بدأوا البرنامج في مجال المضادات الحيوية المتخصصة، التي لا تستخدم بسبب مخاطرها والأعراض الجانبية، حيث تم إجراء عدة عمليات على الطالب، وكان عددها سبعا في المجمل، مشيرا إلى أن ما كان يحتاج علاجا لمدة خمسة أيام فإنه امتد لثلاثة أسابيع، حيث تم وضع الطالب في عزلة؛ حتى لا تنتقل العدوى إلى بقية المرضى، وعندما كانت عائلته تزوره لم يكن يسمح لها بلمسه دون استخدام الواقيات القطنية، وفي النهاية نجا الطالب، حيث يقول الدكتور نجوان: "لقد أنقذناه من فم الموت".

ويفيد الموقع بأن "الغارات الجوية التي قام بها التحالف السعودي في اليمن أدت إلى آلاف الجرحى، لكن الثمن الحقيقي قد لا يعرف إلا بعد سنوات مقبلة، فبعد سنوات من القصف الجوي الذي لا يرحم، الذي أدى إلى شل مراكز إمداد الطعام والبني التحتية الحيوية، وعرقل الإمدادات الطبية، فإن اليمن تحول إلى جبهة المقاومة للمضادات الحيوية، وحتى الآن فإن مخاطر (السوبر باغ) كانت خطرا نظريا، حيث اقتصرت على حالات معزولة أدت إلى إثارة قلق الأطباء والعلماء الباحثين حول ما يمكن عمله في حال خروجها عن السيطرة، فمشكلة السوبر باغ أو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في اليمن تهدد بانهيار النظام الصحي، الذي يواجه معوقات كبيرة".

ويذكر التحقيق أن حالات المقاومة للمضادات الحيوية زادت مدة بقاء المصابين في المستشفى الميداني بأربعة أضعاف للنجاة من جراح الحرب، أي من المعدل المعروف خمسة أيام إلى 19 يوما، لافتا إلى أن هذا الوقت الإضافي، والمضاد الحيوي المتخصص الذي يحتاجه المرضى لمقاومة مرضهم، يعنيان أن عددا قليلا منهم يستطيع الحصول عليه؛ لأنه مكلف، ففي المراكز الطبية العامة، التي لا توجد فيها مراكز متخصصة أو أدوية، فإن هناك احتمال وفاة الكثير من المرضى بسبب الالتهابات التي يمكن في الغالب علاجها.

وينقل الموقع عن المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن الدكتورة أنا نيري، قولها: "إنه عبء ضخم على النظام الصحي، الذي لا يمكنه التعامل مع الخدمات الصحية الأساسية"، فنسبة 70% ممن أدخلوا في مستشفى أطباء بلا حدود في عدن يعانون من مقاومة للمضادات الحيوية في نظام الدم لديهم، وتضيف نيري: "هذا مخيف، والمقاومة المتعددة للأدوية التي نراها في الشرق الأوسط أمر مخيف أيضا".

وبحسب التحقيق، فإن تقارير لمنظمة أطباء بلا حدود تشير إلى أن المرضى يعانون من التهابات Methicillin-resistant Staphylococcus aureus (MRSA); extended-spectrum beta-lactamase- (ESBL); and some with carbapenem-resistant Enterobacteriaceae (CRE). ويبدو أن الكثير من المرضى يخسرون أطرافهم أو يموتون بسبب المقاومة للمضادات الحيوية، فيما سجلت حالات مشابهة في مناطق أخرى في الشرق الأوسط، بما فيها سورية والعراق والأردن.

وقال الموقع إن المرضى الذي يعالجون في مستشفى أطباء بلا حدود محظوظون؛ لأن غالبية المرضى ينتهون في مستشفيات تديرها الحكومة، أو مستشفيات خاصة، ليست لديها برامج أو إجراءات لمعالجة مقاومة متعددة للمضادات الحيوية، ويقول الدكتور نجوان إن هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من مقاومة متعددة للمضادات الحيوية يموتون دون معرفة السبب.  وينوه التحقيق إلى أنه عادة ما يعالج الأطباء في اليمن الالتهابات من خلال أنواع مختلفة من المضادات الحيوية، التي تجعل المرض أسوأ ليس للمريض فحسب، لكن للسكان كلهم، وهذا يؤدي، كما يقول الدكتور نجوان، إلى "خلق جيل جديد مقاوم لأنواع عدة من المضادات الحيوية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوبر باغ في اليمن يهدّد بانهيار النظام الصحي الذي يواجهه أزمات كبيرة السوبر باغ في اليمن يهدّد بانهيار النظام الصحي الذي يواجهه أزمات كبيرة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya