ظروف الحرب والإصابات تزيد من إقبال العراقيين على عمليات التجميل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الأطباء يحذِّرون من اللجوء إليها نتيجة غياب الخبرة والنتائج غير المضمونة

ظروف الحرب والإصابات تزيد من إقبال العراقيين على عمليات التجميل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ظروف الحرب والإصابات تزيد من إقبال العراقيين على عمليات التجميل

زيادة إقبال العراقيين على عمليات التجميل
بغداد – نجلاء الطائي

حذرت وزارة الصحة من عمليات التجميل التي تجرى في مراكز ليس لديها إجازة ممارسة المهنة، لافتة إلى أن تلك الرخص لا تمنح إلا للأطباء المتمرسين في هذا المجال، في وقت كشفت مصادر عربية أن أكثر من 20 مليون عملية تجميل تجرى سنويا حول العالم حسب إحصاءات الجمعية الدولية لجراحة التجميل، وأن أكثر من 40 مليار دولار تم إنفاقها في عمليات التجميل عام 2017.

ويقول أستاذ الجراحة التجميلية في كلية الطب في الجامعة المستنصرية علي البزاز أن "80% من عمليات التجميل في العراق تجرى للنساء"، فيما يشدد على ضرورة "الحذر من هذه العمليات لأنها قد تحتوي على أخطاء نتيجة غياب الخبرة عند بعض الأطباء".   ويعترف الدكتور أسامة الزبيدي المتخصص في جراحة التجميل، بوجود أخطاء في عمليات التجميل يعزوها إلى أن "العديد من المراكز تتعامل مع الطب بشكل عام والجراحة التجميلية بشكل خاص كمصدر رزق، بغض النظر عن النوعية المقدمة من الخدمات للمريض"، ويضيف أن "العراق لا يمتلك تاريخا طويلا في التعامل مع هذا النوع من العمليات".

ووفقا لأسعار بعض مراكز التجميل في بغداد، يدفع الزبائن مبلغا في حدود 600 دولار في جراحة الأنف، ومبلغا مماثلا لنفخ الخدود، فيما تزيد تكلفة عمليات تكبير الصدر عن 1500 وتصل إلى 3000 دولار أميركي حسب شهرة الطبيب، فضلا عن تكاليف بعض المواد التي يستوردها المريض بنفسه من خارج البلاد أو يشتريها من الصيدليات العراقية كمادة السيليكون الخاصة بنفخ الشفاه والخدود.

وتقول شيماء وهذا ليس اسمها الحقيقي لـ"العرب اليوم" وهي تعاني من تشوه في الوجه  إن "ما دفعني إلى إجراء عملية تجميل لوجهي هو الإعلانات المغرية التي تقدمها مراكز التجميل على شاشات القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي". وتضيف "أنا مثل أي امرأة أحلم دائما بأن أكون الأجمل والاكثر تميزا بين قريناتي، لذلك توجهت إلى مركز تجميل ودفعت مبلغا ماليا ضخما مقابل إجراء العملية، ولكن النتيجة كانت كارثية، حيث فشلت العملية وأصيب وجهي بتشوه لا أعرف كيف أعالجه".

وقال الدكتور أسامة الزبيدي المتخصص في جراحة التجميل، الذي يدير مركزا خاصا للتجميل إنه وطبقا للإحصائيات الأولية للعامين الماضيين، فإن نسبة النساء اللواتي يجرين عمليات التجميل في مركزه وصلت إلى 86% مقارنة بنسبة الرجال التي لم تتعدَ 14 %. وتحظى عمليات زراعة الشعر بموقع الصدارة بالنسبة للرجال، تليها عمليات تجميل الأنف وإزالة الشعر بالليزر لمنطقة الوجه لاسيما في منطقة الوجنتين وحول الرقبة.

وتوجد لدى وزارة الصحة مستشفيات خاصة بالجراحة التقويمية وأشهرها مستشفى الواسطي، لكن يبدو أن مراكز التجميل الأهلية استغلت ثغرة أنه من الناحية القانونية، تمنع وزارة الصحة العراقية المستشفيات العامة من إجراء عمليات التجميل الكمالية، ولمعرفتها بحاجة الفتيات والنساء لعمليات تجميل كمالية فتحت مركزها، الذي ذهب أبعد من ذلك، فاستيراد الأدوية والمعدات فيه لا يتم عن طريق وزارة الصحة ولا عبر مؤسساتها.

تحتاج الحقن الطبية التي تستخدم في هذا المجال إلى وسائل حفظ عالية النظافة ومنها حقن "بي ار بي" و"الفيلر" بأنواعها والكاربوكسي وغيرها، ولكن رغم نظافة المكان في صالة الانتظار، إلا أن العيادة الداخلية مختلفة تماما عن واجهتها الجميلة، إذ بدت مليئة بالدماء ومخلفات الشاش الأبيض الذي تم رفعه من أنوف الزبائن، او من رؤسهم.

وفي غضون ذلك كشفت مصادر عربية أن أكثر من 20 مليون عملية تجميل تجرى سنويا حول العالم، وهذا يعني أن هنالك زيادة بنسبة 700% مقارنة بالأعوام الماضية, وأن انخفاض أسعار العمليات والتطور في عمليات الجراحة اسهما في زيادة عيادات طب التجميل، فبعد أن كانت ضرورة طبية لإصلاح التشوهات باتت خياراً في متناول اليد لمن لا يعجبه مظهره.

وتقول الدكتورة وسن الشمري إن "كان الشخص يعاني من سمنة مفرطة نلجأ إلى قص المعدة لأننا نعلم أن الزبون أضاع الكثير من الوقت ولابد من تدارك ما بقي من وقت لتقليل الوزن بأسرع ما يمكن، أما إذا كان هناك بداية سمنة فيتم متابعته مع أخصائي تغذية لمدة ستة أشهر ومراقبة النتائج، فإذا كانت إيجابية والوزن طبيعي فنكون قد تخلصنا من العملية، أما إذا كانت النتيجة سلبية لابد من تقييم الحالة لمعرفة ما إذا كانت في حاجة إلى عمليات جراحية أو الاستمرار في برنامج التغذية او اللجوء لأساليب تخسيس أخرى، مثل أدوية التخسيس أو الأجهزة الخاصة بترتيب الجسم، أو إذابة الدهون في مناطق الجسم المختلفة". وأضافت أن "سبب لجوء الشباب لإنقاص أوزانهم رغم أنها ضمن الطبيعي إلى التغييرات الهرمونية التي تلحق بالجسم في هذه الفترة".

واشارت  إلى ضرورة "الأخذ في الاعتبار الفئة العمرية، فيعد المراهقون والشباب من الفئات الحسّاسة فسيولوجيا، نظرا للتغيرات الهرمونية التي تكون داخل أجسامهم في هذه الفترة، حيث نلاحظ أن المراهقين دائما ما يشعرون بعدم الرضا عن أشكالهم الخارجية حتى ولو كانت أوزانهم ضمن الطبيعي، فالتغيرات الهرمونية التي تحدث في فترة المراهقة لها تأثير كبير في عدم تقبل المراهقين لشكل أجسامهم، ومن هنا يجب أن نؤكد على الدور الأساسي للعائلة لتوضيح هذه التغيرات الفسيولوجية لهم، والجلوس مع المراهق حتى يقتنع بجسمه ويحب شكله".

من جانبه أكد الدكتور نجاح جابر الاختصاص في مجال التجميل، أن " الاقبال المضطرد على إجراء عمليات التجميل، يفرض على وزارة الصحة العراقية  التعامل بشكل جاد لتلبية هذه الحاجة عبر افتتاح مراكز تخصصية في المحافظات العراقية، لتقليل الإنفاق على هذه العمليات في خارج العراق، ولحماية المواطن من الوقوع ضحية لشركات النصب التي تتعامل في العراق بشكل مباشر مع المواطن من دون ضمانات واضحة من قبل الجهات ذات العلاقة".

واضاف، أن "هذه العمليات منخفضة التكاليف، لأنها لا تتطلب جهداً او علاجاً ما، بقدر الحاجة إلى القيام بإجراء تداخل موضعي، وعن التكاليف يقول إنها منخفضة تبدأ بـ25 إلف دينار في بعض الحالات، ولا تتعدى الـ500 ألف في حالات معقدة بعض الشيء". وأشار  إلى أن " أكثر المراجعين من النساء، ولكن هذا  لا يلغي  وجود رجال، ولكن بأعداد أقل بالتأكيد، أما عن وجود مخاطر من إجراء مثل هذه العمليات فلا توجد مخاطر كبيرة".

وبيَّن  الكوافير والماكير فراس القلعة عن ازدياد عمليات التجميل باستخدام الليزر من قبل الشباب، قائلا إن "شبابنا باتوا يبحثون عن الجمال والأناقة حالهم حال الفتيات، ونجد أن الكثير من الشباب يقومون بإجراء هذه العمليات تقليدا للموضة، ويريد كل منهم أن يبدو أصغر سنا، وهناك أسباب متعددة تقف وراء إجراء عمليات التجميل من أهمها الذين يتعرضون للإصابة بطلق ناري وشضايا التفجيرات الإرهابية والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، والمصابين من القوات الأمنية من الشرطة والجيش والحشد الشعبي، وأكثر العمليات إقبال عليها من قبل الشباب هي عمليات تصغير الأنف وشد البطن وشفط الدهون". وقال فراس، إن "تفسير ظاهرة التصاعد المتزايد لعمليات التجميل وخصوصا بين الرجال والشباب تعود إلى انعدام أو قلة الثقة بالنفس والفراغ الروحي الذي يعانيه شبابنا من الظروف التي يمر بها البلد.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ظروف الحرب والإصابات تزيد من إقبال العراقيين على عمليات التجميل ظروف الحرب والإصابات تزيد من إقبال العراقيين على عمليات التجميل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya