مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أصبح الطريق إلى الموت يمر منها بعد شلل تام فيها

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين

وزير الصحة المغربي الحسين الوردي
بوعرفة - إدريس الخولاني

 يعتبر المستشفى الإقليمي الحسن الثاني  بمدينة بوعرفة  بجهة الشرق المغربي من أهم وأبرز المستشفيات في اقليم فجيج. و"المغرب اليوم" ترصد الاختلالات و الاعطاب و تتكتشف مكامن الخلل في هذا الربورطاج .

لقد تأسس هذا المستشفى في أواخر السبيعينيات من القرن الماضي، وتم افتتاحه رسمياً في اواخر الثمانينات ، يحتوي على عدة أقسام، المهم منها غير مجهز ( غرفة الانعاش) ، ويعتبر من ضمن  المستشفيات النظيفة في المغرب، محيطه الداخلي مشجر كمتنفس للمرضى والنزلاء، يستقبل المرضى والمصابون من الاقليم وفي بعض الاحيان من خارجه.

فكان قبلة  الجميع  للتداوي  لسمعته الطيبة وما  يقدمه من خدمات ورعاية صحية للمرضى، رغم عدم توفره على الأجهزة الطبية، وهذا بفضل الدور الإيجابي الذي كان يقوم به طاقم بسيط من الممرضين الذين كانوا يسعون جاهدين في التخفيف من معاناة وآلام المرضى، (مقارنة مع مستشفيات اخرى).. وهذه شهادة من المواطنين في حق هؤلاء جنود الخفاء، الذين  منهم من تقاعد ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، مما أكسب هذا المستشفى رصيد جيد من سمعة طيبة، يعمل به حاليا بعض الدكاترة وطاقم من الممرضين وموظفين وفنيون و عمال خدمات .

غير أن هذا الصرح الطبي ومنذ البداية حتى الان أي لأكثر من عقدين ونصف و هو يعاني من تجاهل الجهات المختصة في توفير المستلزمات الضرورية و التجهيزات اللوجيستيكية ، فمنذ البداية و المعاناة ترافقه وتلاحقه فهو لم يتم افتتاحه الا بعد شق الانفس بعد فترة طويلة من اكتمال الاعمال به، وعند افتتاحه اصطدم بواقع مرير، فوجد نفسه مستشفى يعاني من انعدام كل الاشياء الطبية الضرورية المكملة الواحدة للأخرى: اقسام غير مجهزة و أجهزة طبية غير متوفرة و أطر طبية متخصصة غائبة أو ترفض الالتحاق ، فإذا توفرت الاجهزة بغرفة العمليات غاب الجرّاح، واذا حضرت الاطر الطبية انعدمت الاجهزة الطبية، وفي بعض الاحيان يخلو منهما الاثنين ليبقى به سوى الممرضين و المرضى، ورغم ذلك ظل يقدم الخدمات الطبية للمرضى والمصابون لأبناء المنطقة .

وكما يلاحظ فقد توفر أخيرا بالمستشفى وان جاء متأخرا، شيء لم يكن موجود من قبل : جهاز (السكانير) ليظل هو الاخرغالبا  دون تشغيل اما لغياب التقني عنه او لنقصان هذا الاخير الدراية والتأهيل كما يقال.

وفي ظل هذا النزيف الحاد الذي عانى منه المستشفى في عدم توفره على الاطر الطبية المختصة لعدة سنوات، و لسد هذه الفجوة وفي سنوات التسعينيات من القرن الماضي أبرمت وزارة الصحة عقد مع دولة الصين لتلتحق بعد ذلك بالمستشفى بعثة طبية مكونة من اطر طبية، قدمت خدمات جليلة لسكان المنطقة  لسنوات الى ان تم انتهاء عقدها  وتم تسريحها ليعود المستشفى الى سيرته الاولى.

وبالنسبة لغرفة الانعاش اوما يطلق عليها غرفة العناية المركزة التي تعد العمود الفقري لكل مستشفى وبدونها يعتبر مستشفى مشلولا، اذ لا يمكن للطب العاجل التدخل لتأدية خدماته بانعدامها.

وفي غياب هذه الغرفة فما أن يصل مريض أو مصاب إلى المستشفى حتى يتم تحويله الى مستشفيات أخرى في وجدة . للأسف فقد أصبح مستشفى بوعرفة مجرد  مركز لترحيل المرضى والمصابين ، وهناك مرضى توفوا في الطريق قبل الوصول ، وهناك من توفوا عند الوصول وكم من الحوادث التي حدثت في الطريق تعرضت لها سيارات الاسعاف وذهب ضحيتها المرضى والسائقون ، فلا نستعجب أن الطريق إلى الموت يمر من هذا المستشفى عبر طريق بوعرفة وجدة ، هي حوادث مؤلمة تتكرر باستمرار أكثر من مرة و أسبابها تبقى واحدة مما يكشف مدى الاستخفاف والتلاعب بأرواح المواطنين.

فهل يمكن لوزارة الصحة العمومية أن تضع استراتيجية تأهيل مستشفى  مدينة بوعرفة طبيا ، تقنيا بشريا و اخلاقيا و تمكين المواطن المغربي من حقه الدستوري في الولوج إلى خدمات صحية ذات جودة في التشخيص و العلاج والرعاية الإنسانية ؟؟

مستشفى الحسن الثاني ببوعرفة: ردائة الخدمات الصحيةو ضعف الوسائل الطبية و قلة الاطر  التمريضية و المريض يدفع تكلفة إستهثار الوزارة بالصحة العمومية

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين مستشفى الحسن الثاني في بوعرفة معاناة متجددة وإهمال المسؤولين



GMT 16:51 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى الهضبة يستخدم جهاز متطور خاص بالقسطرة القلبية

GMT 09:41 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مصراتة الليبية تًعلن تسجيل 89 إصابة جديدة بوباء "كورونا"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya