تسخين الطعام في المواد البلاستيكيّة يؤثر على عمل الغدد الصمّاء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يؤدي إلى الإصابة بالسرطان والسكري وأمراض القلب

تسخين الطعام في المواد البلاستيكيّة يؤثر على عمل الغدد الصمّاء

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تسخين الطعام في المواد البلاستيكيّة يؤثر على عمل الغدد الصمّاء

أواني بلاستيكية في الميكروويف
لندن ـ كاتيا حداد

أكّد الخبراء والباحثون في الشأن الصحي أنَّ المواد البلاستيكيّة تحتوي على مواد كيميائية تسبب خللا في الغدد الصماء، وهي قادرة على إنتاج الهرمونات التي تتحكم في كل شيء تقريبًا في أجسامنا، بما في ذلك طريقة التكاثر والنمو والشفاء والتطور العقلي وحرق الطاقة.

وأوضح الخبراء أنَّ "الهرمونات هي (رسول كيميائي) ينتقل عبر مجرى الدم لاستهداف الخلايا في أجهزة محددة، هناك مستقبلات تستقبل الرسول وتقوم بعدها بالاستجابة البيولوجية، وبالتالي تعطيل نظام الغدد الصماء يخدع الأجهزة، مما يجعلها تقوم بوظيفتها على النحو الخطأ، ويثير ردود فعل غير طبيعية".

وبيّن الخبراء أنَّ "المواد الكيميائية التي تعطل الغدد الصماء تدخل عبر أنظمة الصرف الصحي، وحرق النفايات والزراعة، ونتعرض لها جراء ابتلاع الطعام والماء والغبار واستنشاق الغازات والجسيمات في الهواء وملامسة الجلد".

 

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنَّ "هناك أكثر من 800 مادة كيميائية تستخدم بكميات كبيرة في كل مكان، ليس فقط في المنتجات ولكن أيضًا في البيئة والسلسة الغذائية".

وحدد تقرير منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تعطيل الغدد الصماء وارتباطه بمشاكل مثل سرطان الثدي والبروستاتا والعقم والسكري والبلوغ المبكر والسمنة وأمراض المناعة الذاتية والربو وأمراض القلب والسكتة الدماغية وصعوبات التعلم ومرض الزهايمر ومرض الرعاش.

وأوضح أنّه يشتبه في حوالي 800 مادة كيميائية يجري استخدامها، تعمل على تعطيل الغدد الصماء، بما في ذلك الفثالات، وتلك المواد لم يجر اختبارها لمعرفة تأثيرها على الهرمونات، حيث تعترف المنظمة بإمكان التعرض لمرض معين أو اختلال وظيفي، بما في ذلك العقم والسمنة.

وخلص إلى أنَّ الكثير من المواد الاصطناعية الكيميائية لم تختبر لمعرفة آثارها على تعطيل النظام الهرموني، وبالتالي يمكن أن يكون لها آثار صحية كبيرة.

وكشفت دراسة كندية أنَّ الأطفال الذين لم يولدوا بعد يتعرضون للسمنة، والنوع الثاني من مرض السكري لاحقًا في الحياة، كما توضح جمعية الغدد الصماء أنَّ أكثر المواد الكيمائية قلقًا موجودة في زجاجات المشروبات، التي يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى، وحاويات تخزين المواد الغذائية.

وحذرت المفوضية الأوروبية، في عام  2011، من زجاجات الأطفال، بعد ثبوت آثارها الضارة على الكبد والكلى والغدد الثديية.

وفي دراسة أميركية على 2500 طفل فوق سن السادسة في عام 2004، عبر أخذ عينات البول، أوصت بعدم طهي الطعام في الميكروويف باستخدام الحاويات البلاستيكية، والتي بسبب الحرارة تسرب المواد الكيميائية إلى الطعام، كما ينبغي استخدام السلع المعلبة بصورة أقل، وأكدت على ضرورة استخدام أواني الزجاج والخزف أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

وشدّد الخبراء على ضرورة مواجهة حجم المشكلة الهائل، حيث إن مادة الفثالات الكيميائية تستخدم وحدها بصورة ضخمة وعلى نطاق واسع، داخل المواد الغذائية، وهي توجد أسفل المصارف لتجد طريقها إلى الأنهار.

وبدأت بعض الحكومات تفقد صبرها بسبب هذا التلوث، ورفعت السويد دعوة قضائية ضد اللجنة في محكمة العدل الأوروبية، لأنها فشلت في تقديم تعريف لنظام تعطيل الغدد الصماء.

واتخذت الدنمارك بعض الخطوات في عام 2012 لحماية سكانها، وأصدرت منشورًا للنساء الحوامل، بتجنب استخدام المنتجات التي تلعب على الغدد الصماء، مثل صبغات الشعر والجلد الاصطناعي وأيّ منتجات خضعت لعلاج ضد الجراثيم.

واعترف رئيس نقابة الصحة البريطانية الدكتور روجر فيل، بأنه "تبيّن أن بعض المواد الكيميائية تتفاعل مع النظام الهرموني في الجسم، وهناك حاجة إلى عمل تنظيمي ملائم".
وأضاف "هناك سموم معروفة منذ القدم، مثل المبيدات، والتي دومًا ما ترتبط بالسرطان، ومحظورة منذ السبعينات، وعرفنا عنها منذ فترة طويلة أنها سامة، ولكن يمكن استخدامها بكميات أقل، أما مشكلة الغدد الصماء فنحن لا نعرف حتى المعاير التي ينبغي تطبيقها مثل المستويات الآمنة للاستخدام".

وأوضح الدكتور فيل أنه "إذا لم تتمكن من فهم النصوص التي على المنتجات، فمن المحتمل وجود مادة كيميائية سيئة".

وطلب مجلس حماية المستهلك في الدنمارك وقف استخدام بعض المواد المصنعة، لاسيما مستحضرات تجميل لها دور حساس في العمل ضد الغدد الصماء، وفي عام 2012، اتفقت 58 علامة تجارية على ذلك، إلا أنّ بعضها خالف القواعد، وتمّ فضحه لاحقًا.

وتصرّ شركة "لوريال" لمستحضرات التجميل على أنها "لا تستخدم مواد كيميائية تعمل ضد الغدد الصماء، وأنها تتبع الحدود الرسمية الصادرة من طرف منظمة الصحة العالمية"، لكن النشطاء يؤكّدون أنَّ نتائج التجارب على الحيوانات، وزيادة المشاكل المرتبطة بالهرمونات، غير المبررة، تخالف ذلك، وتوضح أن الوضع خطير.

وشدّدت منظمة الصحة على "ضرورة حظر المواد الكيميائية التي تسبب ضررًا كبيرًا وطويل الأمد"، ولكن في ضوء تغاضي اللجنة الأوروبية عن الصناعات الكيماوية، يمكن لعدد قليل جدًا من المستخدمين حماية أنفسهم.

ويعتقد بعض الخبراء أنّ استخدام المواد الكيميائية يضر بالفعل، والبعض الآخر يرى أنّ ردة الفعل مبالغ فيها، حيث يبيّن رئيس قسم الغدد الصماء في مستشفيات نيوكاسل أبون تاين الدكتور ستيف بول أن "هناك موادًا كيميائية تؤثر بالفعل على الهرمونات في أجسامنا مثل ثنائي الفينول، وحادث مثل انفجار مصنع الكيماويات في بوال عام 1984، خلف ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان ومشاكل النمو لدى الأطفال، نتيجة انفجار كميات كبيرة من المواد الكيميائية، وبالتالي التعرض لتلك المواد خلف أضرارًا على المدى الطويل".

وأشار إلى أنه "لهذا السبب تجنبوا تدفئة البلاستيك في الميكروويف، فقد أظهرت العديد من الدراسات خطورة ذلك لترشح مادة الفثالات على الطعام".

وأبرزت أستاذ السموم البيئية في جامعة ليدز أليستر هاي، "بالتأكيد هناك بعض الأدلة على أنّ الأشياء في البيئة تؤثر على الوضع الهرموني للحيوانات، ما يسمى بنظرية اضطرابات الغدد الصماء نراه في الحياة البحرية، والتي قد تكون بسبب الهرمونات التي تدخل التيارات المائية".

ولفت أستاذ علم الأدوية وعلم السموم في جامعة تكساس ورئيس مجلة الغدد الصماء أندريا غور، إلى "أنا لا أستخدم البلاستيك أثناء تسخين الطعام في الميكروويف، ولا أشرب من زجاجة المياه البلاستيكية، أستخدم أدوات المطبخ من السيراميك، وأوصي بتناول الطعام الطازج طوال الوقت".

وفي المقابل، أكّد مدير وحدة السموم الصحة العامة في "آمبريال كوليدج" في لندن، ورئيس تحرير الفخري في مجلة علم السموم الغذائية والكيميائية، البروفيسور آلان بوبس، "أنا غير مقتنع بنظرية أنّ اختلال الغدد الصماء يضر بصحة الإنسان، لا أزال استخدم البلاستيك للتغليف، وأطهو في أواني بلاستيكية في الميكروويف، وأتجنب الطعام العضوي لأنه مكلف".

وأفاد المحاضر والباحث في التنوع البيولوجي، والصحة الحيوانية والطب المقارن، في جامعة غلاسكو الدكتور ميشيل بيلينجهام، "أتجنب مزيلات العرق والكريمات المرطبة ومستحضرات التجميل التي تحتوي على المواد الكيميائية، دائمًا أرتدي قفازات مطاطية عند استخدام منتجات التنظيف ورش المبيدات"، ويضيف "لا نستخدم معطرات الجو أو الشموع في المنزل، أشتري المواد الغذائية المغلفة بالبلاستيك، ولكن لا أسخنها في أواني بلاستيكية، ليس هناك حاجة للقلق، ولكن أفضّل أخذ الاحتياطات اللازمة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسخين الطعام في المواد البلاستيكيّة يؤثر على عمل الغدد الصمّاء تسخين الطعام في المواد البلاستيكيّة يؤثر على عمل الغدد الصمّاء



GMT 16:51 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى الهضبة يستخدم جهاز متطور خاص بالقسطرة القلبية

GMT 09:41 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مصراتة الليبية تًعلن تسجيل 89 إصابة جديدة بوباء "كورونا"

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya