دشن رجال الشرطة في بريطانيا حملة جديدة لتوعية الناس بالتهديدات "الإرهابية"، تضمّنت توزيع منشورات في محطات القطار، تشمل تعليمات عن ما يجب القيام به حال وقوع هجوم "إرهابي" مماثل لما شهدته مومباي، فيما قرّرت وزير الداخليّة إصدار قانون لمكافحة "الإرهاب" يتضمن مجموعة من المقترحات المدروسة والمستهدفة.
وأعلنت الشرطة البريطانيّة أنّ "هذه الحملة جاءت في إطار تزايد تهديدات المتعصبين"، مشيرة إلى أنّ "توافر المعلومات لدى الركاب قد ساهم في منع حدوث مؤامرات فيما سبق".
وأبرزت الأجهزة الأمنية أنها نجحت في الأعوام الأخيرة في إحباط "هجمات عصابات مسلحة"، في حين انتقد بعض الركاب المنشورات، ووصفوها بأنها "مثيرة للذعر".
وتوجه رجال الشرطة إلى أكثر محطات السكك الحديد ازدحامًا في بريطانيا، لإرشاد الركاب في حال وقوع أي هجوم إرهابي على غرار ما حدث في مومباي، حيث قام الضباط بتوزيع منشورات على الركاب، مكتوب فيها الكلمات "أركض، اختبأ، وبلغ"، في حال تم القبض علي الإرهابيين في الهجوم، وجاء ذلك بعد تحذيرات الحكومة البريطانية بأنها تتلقى تهديدات من متعصبين إسلاميين، بوتيرة "أكثر من أي وقت سابق".
وتعرض هذه صورًا لمجموعة من الركاب، وهم قلقون ويهرولون على أدراج المحطّة، وهم يتحدثون بفزع عبر هواتفهم النقالة، وقد بدا عليهم الرعب في الظلام الدامس.
وتأتي هذ الحملة ضمن حزمة إجراءات كبيرة سيتم عرضها على البرلمان، لمجابهة تهديدات المتطرفين على المستوى المحلي، فضلاً عن العائدين من القتال مع تنظيم "داعش".
وأوضح رئيس شرطة النقل البريطانية بول كروثر أنه "يرتاد خطوط سكك الحديد أكثر من ستة ملايين شخص يوميًا"، مشيرًا إلى أن "الركاب الذين يقومون بالرحلة نفسها أكثر من مرة يصعب عليهم إدراك ما يحيط بهم، ولكن عليهم أن يبقوا متأهبين، وأن يثقوا في غريزتهم للإبلاغ عن أيّة هجمات خارج النطاق أو مشبوهة".
وأضاف "تم الحكم على رجل، في وقت سابق من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لارتكابه جرائم إرهابية، بعد أن تم ضبطه وفي حوزته معلومات عن كيفية صنع القنابل".
وأبرز أنه "كان لهذا أثر مباشر في حث ركاب السكك الحديدية على الإبلاغ عن أيّ شكوك لمسؤولي المحطات، فنحن في حاجة إلى أن يحذو الآخرون الحذو نفسه وأن يقوموا بدورهم في الحفاظ على وسائل النقل البريطانية في مأمن من الإرهابيين".
ووزعت منشورات في مختلف أنحاء البلاد، بمناسبة أسبوع التوعية ضد الإرهاب، على الرغم من انتقاد البعض لهذه الحملة، وإتهام الشرطة بنشر الذعر.
وقارن المنتقدون هذه المنشورات مع تلك التي كانت توزع في الأعوام الأولى للحرب الباردة، والتي كانت تحت شعار" انحني واختبأ".
وأكّد المواطن روتشستر كريس ارفين "لا أستطيع أن أصدق أن من دشن تلك الحملة هم رابطة ضباط الشرطة ورئيس شرطة العاصمة، إن مثل هذه المنشورات تثير القلق بصورة كبيرة"، مشيرًا إلى أنه "نشأت في أيرلند الشمالية، ولكنني لم أرى شيئًا مثل ذلك؛ لا أحد ينكر ضرورة أخذ التهديد على محمل الجد، ولكنني لا أرى أن بث الرعب والفزع بين الناس سوف يساعد في شيء".
وصبّ جزء آخر من مرتادي السكك الحديدية غضبهم على الحملة عبر تغريداتهم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث كتب غاري ليفي "هل تم دفع أموال لشخص ما ليصنع هذا العبث؟ اعتقد أن البلد أصبح مفلسًا! يالها من مضيعة للمال"، بينما أضاف مايكل إيرل "إن ما يحدث لا يصدقه عقل! كان عليهم بالأحرى قول اذهب للجحيم وتعايش مع الخوف".
وفي سياق متصل، تصدر وزير الداخلية تيريزا ماي، الخميس، قانون مكافحة الإرهاب والأمن، والذي يتضمن صلاحيات جديدة، ومنها الشروط القانونية التي تتقدم بها المدارس والسجون والمجالس، لوضع سياسات لردع المتطرفين.
وأوضحت ماي "بما أننا في منتصف مرحلة صراع الأجيال ضد العقيدة الإرهابية القاتلة، فإن هذه الصلاحيات ضرورية، لمواكبة ما نوجه من تهديدات شديدة الخطورة وسريعة التغير".
وأضافت "ليس بمقدورنا القضاء تمامًا على تلك التهديدات الإرهابية، لاسيما في مجتمع مفتوح وحر كمجتمعنا هذا؛ فدعونا ننطلق من قاعدة القيم والأهداف المشتركة بيننا، بحيث نفعل كل ما في استطاعتنا للحد من مخاطر أعدائنا".
وأشارت إلى أنه "يتضمن القانون مجموعة من المقترحات المدروسة والمستهدفة، والتي تساهم في توفير الأمان في أحلك المواقف، لتضمن دفاعنا عن أنفسنا".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر