لندن ـ رانيا سجعان
قد تكون تأسست قبل 156 عاما، ولكن "بربري" تُسخّر تقنيات التسويق الإلكتروني الممكنة لتصبح في طليعة بيوت الموضة.
بينما لاتزال علامات تجارية فاخرة تخوض على استحياء تجربة التسويق عبر الإنترنت معتبرة إياه تقليلا من شأنها، تشهد بربري نموا متسارعاً في مبيعاتها عبر الإنترنت حيث حرصت على توظيف وسائل الإعلام الاجتماعية لإلغاء
الحواجز بين متاجرها الموجودة على الأرض وعالم التسويق الإلكتروني.
وتقول المدير المالي كارول فيروذر، إن مجرد وجود إعلاناتهم على مواقع صينية مثل سينا ويبو (النسخة الصيني من تويتر)، ويوكو ( موقع على غرار يوتيوب) ساعد "بربري" على التفوق على علامات تجارية أخرى منافسة لها في المنطقة. فهي لديها أكثر من نصف مليون متتبع على موقع سينا ويبو كما أنها تستفيد من تأثير بعض عملائها من المشاهير. فعندما حضر الممثل شن كون عرض الملابس الرجالية الذي أقامته "بربري" أخيراً ، أرسل تعليقين ل48 مليون متتبع له على موقع سينا ويبو ، الذين يزيدون عن متتبعي نجم البوب الكندي جاستن بيبر بستة ملايين شخص.
كذلك تقوم "بربري" بعمل عروض موسمية على الإنترنت وفي متاجرها، مما يسمح لعملائها طلب المنتجات واستلامها في وقت مبكر مع إضافة لمسة شخصية، مثل إلصاق لوحة محفور عليها اسم العميل على المعطف أو الحقيبة.
العاملون في متاجر الشركة يحملون "إيباد" وذلك لمساعدة العميل في إيجاد المقاسات أو الألوان التي يريدها التي قد تكون قد نفذت من المتجر.
ولا يرتبط النشاط الرقمي لبربري بالأفكار الثابتة والمعروفة. فهذه العلامة التجارية لم تتخوف أبداً من تجربة أفكار جديدة وغريبة . أحدث هذه الأفكار هي "قبلات بربري" التي طورتها بالتعاون مع جوجل، والتى تتيح للمستخدمين التقاط صور وهم يعطون قبلة على الهاتف الذكي أو كاميرا الحاسوب وإرسالها في رسالة الرقمية إلى من ترغبون في تقبيله.
كذلك، تم إضافة بطاقة إلكترونية إلى الملابس والاكسسوارات، وعند مرور هذه الملابس أو الاكسسورات أمام شاشات خاصة في المتجر، تظهر صوراً متحركة، توضح هذه القطعة وهي ترتديها عارضة الأزياء على الممشى.
وهذه الخدمة هي جزء من مجموعة من التقنيات الإبداعية للعرض والتي ضمها أحدث المتاجر الذي افتتحته "بربري" في شارع ريجنت في لندن في أيلول/سبتمبر الماضي. وتحت اسم "عالم بربري الحي" يتيح المتجر للمتسوقين إمكانية عمل طلبية حسب الرغبة لمعاطف بربري الشهيرة الواقية من المطر ، وذلك عبر الإنترنت، كما يتيح لهم الفرصة لمشاهدة عدد من الحفلات مثل حفلات فريق "كايزر شيفس" وحفلات المغني المراهق جيك بج، التي يتم بثها على الإنترنت.
وتمثل هذه الحفلات جزءاً من مشروع ترفيهي تتبناه "بربري" ويتضمن سلسلة من الأفلام القصيرة لنجوم الموسيقى البريطانيين الصاعدين والذين تم اختيارهم من قبل المدير الإبداعي للمجموعة كريستوفر بايلي. الأفلام تصور مجموعة الفنانين الشباب في مواقع خلابة وهم يرتدون ملابس "بربري". هذه الحملة الترويجية تحقق نجاحاً لهذه العلامة التجارية وهي أنجح بكثير من قبعات البيسبول ومظلات الغولف المزيفة التي كانت الدعامة الأساسية لحملات التسويق في أنحاء المملكة المتحدة كلها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر