لندن ـ كاتيا حداد
انتشرت صورة صفية خان، تواجه عضو في رابطة الدفاع الإنجليزية في برمنغهام، في نيسان/أبريل الماضي، ربما ستتذكر الصورة التي تظهر صفية خان - ذات العشرين عاما، طويلة القامة، ومختلطة العرق، وترتدي حلق في الأنف – تبتسم ابتسامة تجمع بين مزيج من التعالي وعدم التصديق في وجه الزعيم برابطة الدفاع الإنجليزية إيان كروسلاند، في مسيرة الكراهية التي أقيمت في برمنغهام.
ومن المفهوم إنه لم يلاحظ أحد وجه صفية على المنصة في أسبوع الموضة في لندن هذا الشهر، إذ ارتدت صفية الشعر المستعار الذي يضعه القاضي مع مكياج غريب على طراز كابوكي، بالإضافة إلى أن عرض المصممة التركية ديلارا فينديكوغلو لربيع 2017 هو أول ظهور لها في عالم الأزياء، ولكن يبدو أن هذا سيتغير بالنسبة لصفية، التي يُنظر لها باعتبارها "رمز المقاومة" في برمنغهام، إذ وقعت عقدا مع وكالة إليت لعارضات الأزياء، على أمل أنها قد تجلب نشاطها المجتمعي إلى صناعة الأزياء.
في البداية، أصبحت صفية محبوبة من اليسار الاشتراكي، ولم يتوقف هاتفها عن الرنين. ظهرت في فعاليات حزب العمل، ومقابلات وفيديوهات، ثم جاءت صناعة الأزياء، إذ دعتها وكالة إليت لكي تكون جزء من القسم الجديد لديها - والذي يمثل المواهب بدلا من عارضات الأزياء المحترفات - ومنذ ذلك الحين ظهرت صفية في مجموعة دار أزياء بالينكياغا، وصُورت لمجلة الخريف مرتدية زي بيثاني ويليامز، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تشارك بها في عرض أزياء.
وقالت "اتصلت بي وكالات أخرى لكني كنت أعرف أن تلك هي الوكالة الأنسب بالنسبة لي، وستقدم لي ما أود القيام به"، "يحدث تحسن في تمثيل التنوع بوضوح داخل عالم الموضة - ليس فقط من خلال عارضات الأزياء، ولكن أيضا المحررين والمصممين وما إلى ذلك، يبدو أن هناك حركة حقيقية في الوقت الراهن من حيث ما تريد صناعة الأزياء تمثيله، مع المزيد من المصممين الذين يستخدمون تلك الصناعة كمنصة لتعزيز رسالة المساواة"، وأيضا في الشهور الأخيرة بدأت في تصميم قمصانها الخاصة التي نقلت اهتمامها بمفهوم الأخلاق، وتقول: "أرى أن الفن والموضة عمليتين فنيتين تتداخلان طبيعيا".
وكان عرض فينديكوغلو مزيج حيوي من موسيقى "هاردكور بانك" والأزياء ذات الطبقات مع عناصر غامضة منسوجة خلال الزي، وقد تواصل وكيل المصممة مع صفية، إحدى المعجبات بالتصميمات، في الصيف، وكانت فينديكوغلو قد صممت ثوبًا وردي يصل إلى الأرض، مع وضع صفية في الاعتبار، إذ أرادتها أن تمثل "العدالة" في العرض على خلفية عملها كناشطة".
وركزت الصحافة المتابعة لعرض فينديكوغلو على تنفيذ العرض في سياق يعرض قوى خارقة للطبيعة لحد ما في كنيسة، وتقول صفية "هذا العرض لا يستحق ردود الفعل السلبية التي قدمها بعض الناس، إن ديلارا لم تكن ترغب أبدا في الإساءة أو مضايقة الناس ... إنها مصممة موهوبة جدا مع عين لا تخطئ للتفاصيل". وقالت كنيسة سانت أندرو أنهم أجروا المكان بحسن نية، ولكنهم اعتذروا عن القيام بذلك.
ومن المؤكد أن ظهور صفية مرة أخرى - بغير قصد هذه المرة – أثار المعارضة لدى اليمين المتطرف، فعرض المذيع بقناة إنفو وارس على اليوتيوب أليكس جونز فيديو يستنكر العرض باعتباره مناسبا لـ "العربدة الشيطانية" وجزء من مؤامرة الشاطين التي تحاول أن تحكم حياتهم.
ومنذ نيسان/أبريل، تحدثت صفية عن التضامن والنشاط المجتمعي في لقاءات في لندن، وعملت مع حزب العمال، فكانت تستقبل الضيوف وراء الكواليس في مؤتمر الحزب في برايتون، وتصف نفسها بأنها "ناشطة شغوفة ومبدعة" مع التركيز على الحفاظ على الأماكن العامة مثل المكتبات والمدارس وعيادات الخدمات الصحية"، كما صبغت شعرها إلى الوردي الفاتح، وتقول: "من حين لآخر يلاحظني أحد الأشخاص، وأجد ذلك أمرا إيجابيا"، وأضافت "ذلك يحفزني لبذل المزيد من الجهد المجتمعي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر