كارل لاغرفيلد يقود حركة فاخرة من الفن الانطباعي في دار فندي الرومانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وسط حراسة مشدّدة وحركة سير مزدحمة قرب “تياتر دي الشانزليزيه”

كارل لاغرفيلد يقود حركة فاخرة من الفن الانطباعي في دار "فندي" الرومانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كارل لاغرفيلد يقود حركة فاخرة من الفن الانطباعي في دار

صيحات الموضه
باريس ـ المغرب اليوم

بدت الحركة غير عادية في “أفينيو مونتين”، مساء الأربعاء، حيث كانت الحراسة مشدّدة وحركة السير مزدحمة وكأن الكل قرر أن يتوجه إلى “تياتر دي الشانزليزيه” الواقع في نهاية الشارع، كان ضيوف دار “فندي” الرومانية سبب هذا الازدحام، فقد قررت الدار أن تعود إلى عاصمة الأناقة بعد غياب نحو 3 سنوات لاستعراض قوتها في تصميم الفرو تحديدا، آخر عرض قدمته في باريس كان في عام 2015 وفي المكان نفسه وكأن مصممها كارل لاغرفيلد يتفاءل به أو على الأقل يريده المقر الذي يرتبط باسمها مثل ارتباط لـ”لوغران باليه” بدار “شانيل”.

ويعتبر ما عرضته الدار من “هوت فورير”، مسك ختام أسبوع شهد حركة ديناميكية لم نعهدها فيه منذ سنوات، أسبوع اختزل الكثير من معاني الترف التي ترجمتها بيوت الأزياء، كل بأسلوبها ولغتها، وإذا كان مساء يوم الأربعاء الماضي ملكا لـ”فندي” فإن الأسبوع بأكمله كان ملكا لمصممها منذ أكثر من 50 عاما كارل لاغرفيلد، فقد تسلم يوم الثلاثاء وساما رفيعا من عمدة باريس أنا هيدالغو، التي لم تبخل عليه بالمديح والامتنان على ما قدمه لباريس، فلا أحد يمكن أن يُنكر دوره في الإبقاء على الأناقة فيها مشتعلة، ثم لا ننسى أنه من المصممين القلائل الذين لهم إمكانية إقامة عروضهم في أي وجهة عالمية، لكنه اختار في المقابل البقاء في باريس، فهي تحتاج إلى دعمه إثر تعرضها للهجمات المتطرّفة وما تبعها من تراجع سياحي أثر على اقتصادها، فمساء الأربعاء لم يكن لاغرفيلد مجرد فارس بل قيصر، بدليل أنه بعد انتهاء عرضه لدار “فندي” اضطر أن يخرج 3 مرات لتحية ضيوفه.

واللافت أنه بالنسبة لمصمم أعلن سابقا رفضه مقارنة الموضة بالفن، لأنه يريد المرأة أن تستعمل كل قطعة بسهولة في حياتها اليومية، فإنه قدم فنا بكل المقاييس، وكان واضحا أنه حفز حرفيي الدار لصياغة رؤيته وتصوره للفرو لتأخذ أشكال لوحات متحركة من الفن الانطباعي، لم يكن هناك شك بأنه استهدف أن يكون العرض أكثر من مجرد احتفال بالموضة والـ”هوت كوتير”، كان يريده احتفالا بالفن الانطباعي الجديد، بالنظر إلى أن أغلب القطع تستحضر لوحات لسيزان أو كلود مونيه، مثل حديقة جيفرني أو “زهور النيلوفر” وغيرها، فقد روض الفرو وجعله طوع بنانه كما لو كان دانتيلا بتخريماته أو حريرا بنعومة ملمسه، إلى حد كبير أخذ الفرو هنا الدور نفسه الذي تلعبه الريشة والألوان بالنسبة للرسام.

والتفسير الوحيد لتراجعه أو بالأحرى تناقض كلامه حول الموضة والفن وعلاقتهما ببعض، أنه يمكن استعمال كل قطعة بسهولة نظرا لخفتها، قد يكون أيضاً لأنه شعر بأنه تورط في الموسم الماضي، كان ذلك عندما قدم للدار عرضا ضخما ومُبهرا في روما على خلفية نافورة تريفي الشهيرة، كانت النافورة قد افتتحت من جديد بعد أن تولت دار “فندي” ترميمها وغني عن القول إن عرضه فيها خلف تأثيرا لا يزال صداه يتردد لحد الآن في أوساط الموضة، كان يعرف أن التوقعات كبيرة هذه المرة، وبأن عليه أن يحافظ على مستوى الإثارة نفسه إن لم يستطع الارتقاء به أكثر، وبما أن “تياتر دو الشانزليزيه”، على الرغم من ديكوراته المستمدة من الـ”آرت ديكو” وتاريخه العريق، لا يرقى لجمال النافورة الأيقونية كان الحل الوحيد أمامه أن يجعل الأزياء تعوض عن قوة المكان، كان من الضروري أن يجعلها تعبق بالدراما وتصرخ بالفنية، وهذا ما نجح فيه إلى حد جعل ضيوفا مثل برنار أرنو، أغنى رجل في فرنسا ومالك مجموعة “إل في آم آش” يقف لعدة دقائق وهو يصفق بحرارة لتشكيلة من الصعب أن نجد أي مأخذ عليها، فمن الناحية التجارية ستجد طريقها بسهولة إلى خزانة امرأة تُقدر الترف والحرفية بأي ثمن، ومن الناحية الفنية ستُغني أرشيف الدار الرومانية لعقود من الزمن وسيعود إليها مصمميها من الأجيال المقبلة، يغرفون من جمالياتها، كانت هناك معاطف على شكل “كابات” مصنوعة من قطع صغيرة جدا من الفرو وكأنها بكسلات بألوان متنوعة، بينما طرزت بورود ثلاثية الأبعاد، مثل أعمال الفنانين الانطباعيين، كانت الطبيعة الملهم والورود البطل بلا منازع، فقد ظهرت مرة على شكل أقحوان متناثر ومرة على شكل زهرة خشخاش مزروع بحجم مثير يتحرك من الجوانب مع كل حركة أو نسمة هواء وكأنه رفرفة أجنحة فراشات، بعض الأحجام كانت كبيرة مثل “كاب” بيضاوي غطته مئات الكريات الصغيرة من الفرو بينما جاءت أخرى محددة على شكل تنوارت مستقيمة أو فساتين محددة على الجسم خفف من سُمكها لتصبح بملمس الصوف أو الحرير.

والملاحظ هنا أنه على الرغم من أن الدراما أداة مهمة يستعملها بعض المصممين خلال أسبوع الـ”هوت كوتير” فإنها في يد كارل لاغرفيلد أخذت بُعدا أقل غلوا لأنه استبعد المسرحي وأبقى فقط على مفهوم الترف، فالكل يعرف أن موسم الـ”هوت كوتير، على العكس من موسم الأزياء الجاهزة والـ”ريزوت” ليس من الضروري أن يكون تجاريا، وإن أكد في السنوات الأخيرة أنه أصبح كذلك، فهو يحقق لكثير من بيوت الأزياء أرباحا لا يستهان بها مقارنة بغيره من القطاعات، بحيث كان هذا التحول مفاجأة سعيدة لصناع الموضة، الذين يتبارون حاليا على التفنن فيه وفي الوقت ذاته مغازلة زبونتهم الجديدة بكل الوسائل، فهذه شابة من أسواق بعيدة قد تتكلم لغة لا يفهمونها إلا أنها تفهم لغة الترف والتميز، وهذا يكفيهم لكي يربطوا معها حوارا حضاريا وأنيقا بعيد المدى، فمن أقوال كارل لاغرفيلد عن هذه الزبونة مثلا أنه “عندما كانت تشتري الزبونة الأميركية سابقا خمس فساتين كنا نعتبرها زبونة مهمة، الآن من السهل على الزبونة أن تشتري 20 فستانًا خلال خمس دقائق”.

ولحسن الحظ أن موسم الـ”هوت كوتير” لا يزال لحد الآن مرتبطاً بالإبداع المطلق، فالبعض يشبهه بمختبر الأفكار والابتكار، من ناحية أنه يمكنهم فيه أن يشطحوا بأفكارهم ويستعرضوا خيالهم دون قيد أو رقيب، لأنهم يعرفون مُسبقا أنهم سيُروضون هذه الأفكار ويجعلونها قابلة للتسويق في موسم الأزياء الجاهزة، بالنسبة لما قدمه كارل لاغرفيلد لدار “فندي” فإنه لم يكن اختبار أفكار بقدر ما كان قراءة في سيكولوجية المرأة ولعباً على مكامن ضعفها لكل ما هو فريد وفني.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارل لاغرفيلد يقود حركة فاخرة من الفن الانطباعي في دار فندي الرومانية كارل لاغرفيلد يقود حركة فاخرة من الفن الانطباعي في دار فندي الرومانية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة

GMT 05:29 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تفتتح أفخم فندق سبع نجوم بتكلفة 515 مليون دولار

GMT 10:07 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

ســاق علــى ســـاق

GMT 05:02 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

مرسيدس تكشف عن سيارتها الجديدة GLB 2020
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya