الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يوصف بأنه "صوت البندقية" الذي يُعبِّر عن الوضع الراهن تحت الاحتلال

الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات

مجموعة من الفنانيين الفلسطينيين
غزة - محمد حبيب

يُحاوِل الفن الفلسطيني في قطاع غزة الخروج من دائرة ضعف الإمكانات إلى حيث الإبداع وتقديم الجديد بأي وسيلة يمتلكها، فيُصِرّ الفنان الغزي أمام الصعوبات على التحدِّي وعدم التوقف عندها، ويواصل مسيره مستعينًا بكل ما أوتي من قوة. وتتعالى أصوات الفنانين الفلسطينيين في غزة، مطالبين بحماية الفن والفنانين من الانقراض، حيث بات الفنان مهضوم الحقوق في حال يُرثَى له، ينتظر عين المسؤول التي تكفل حقوقه وتحفظ أعماله من الضياع.
الفنان الواعد محمد الحجار يؤكِّد "حقي أصبح مهضومًا، وليس لديّ حقوق يُحافظ عليها من ناحية الشهرة والأعمال المنتجة".
الوضع الصعب للفن دفعه لعمل أستوديو تسجيل خاص به داخل بيته، لكن أعماله لا تكون بالكفاءة والجودة المطلوبة.
لكن الكبت الفني دفعه بأن يطور من نفسه، فلديه أعمال كثيرة تنتظر إبصارها النور في ظل هذا الحال المرير.
ونوه الحجار بأن الشعب لا يهتم كثيرًا بالفن وعدم وضوح فكرة الفن الإسلامي والوطني لديه، واللجوء لفنانيّ الخارج وعدم الثقة بوجود ناس محترفة ومبدعة.
وفي الشارع الغزّي نرى عزوفًا كبيرًا من قبل المواطنين عن الفنان في غزة، وإقبالهم الشديد على الفنانين الخارجي أمثال عبد الرحمن القريوتي وعبد الفتاح عوينات وغيرهم.
أما المنشد محمد كباجة فيؤكد بأن الفن موجود وبقوة، بتوافر الملحنين والكتاب والموزعين والمخرجين، ويرى أن الخلل يكمن في الإعلام في إيصال قضيتهم للجميع حيث راح يهتم بمن هو خارج أسوار غزة وتجاهل مكانتهم، مما جعل الناس لا يعرفون عنهم شيئًا.
وأعلن أن المؤسسات الإنتاجية غير قادرة على تلبية الحاجات نظرًا إلى قلة التجهيزات والإمكانات المحدودة، والفنان في حاجة لتكاليف كبيرة لا يقدر عليها من أجل إنجاز أعماله، مطالبًا ببناء شركات إنتاج في غزة تخفف قليلاً عن كاهله وتنهض به.
ويعاني القطاع من نقص ملحوظ في المؤسسات الفنية الإنتاجية التي تعاني من نقص في المعدات والتجهيزات التي تساعد الفنان في إنجاز أعماله والترويج لها وعرضها.
ويُوصف الفن بأنه صوت البندقية الذي يعبر عن الحال في ظل الوضع الراهن تحت الاحتلال.
ويعلن الممثل المسرحي راجي النعيزي أن المشكلة لا تكمن في الفنان نفسه بل في الفن بشكل عام، متسائلاً عمن سيحتضنه ويدافع عنه، حيث عزف عنه الجميع ولم يكيلوا له الاهتمام؟ من يحمي الفنان الذي أصبح حقه مهضومًا؟
وأوضح النعيزي بأن الفن أصبح تجارة فيه عرض وطلب حسب الظروف المعيشية للوضع الفلسطيني، منوهًا بأنه لا توجد مؤسسات تهتم بالفن كفن له مكانته، بل تحتضن الفنانين تحت إطار نقابي لا أكثر.
وأشار إلى أن الفن ينتظره مستقبل مظلم، ويتقدم بشكل بطيء، فليس هناك أية جهة تدعم الفنان تدافع عنه وتساعده في إنتاج أعماله، معتبرًا أنه من الصعب تحميل أحد المسؤولية لأن الفنان يريد بيئة تساعده على الظهور ولا تتوافر حاليا مثل مصر، الذي يجد فيها الفنان حريته، ويتمتع بأعماله بصورة مغايرة عن الحال في غزة.
وعكف العديد من الفنانين في غزة عن الفن، وأصبحوا يعملون في مجالات مختلفة كالبناء والتجارة لعدم وجود من يدعمهم ويكفل له العيش الكريم .
من جهته، أعلن رئيس رابطة الفنانين الفلسطينيين سعد كريّم بأن الفن الفلسطيني يعاني من عدم اهتمام الجهات الحكومية، مبينًا أنهم يمتلكون خطة تشغيلية ترتقي بالفن لمستوى القضية الفلسطينية.
ويؤكِّد كريّم "الفنان الفلسطيني قدم روحه وماله وقدم جهده في سبيل قضيته العادلة، فهو مجاهد على ثغر الفن المقاوم الهادف".
وأفاد "نمتلك خطة واضحة المعالم للارتقاء بالفن والفنان الفلسطيني محليًا ودوليًا ولكن هذا يتطلب تعاون الجهات الحكومية مع الرابطة"، مطالبًا بالاهتمام بصناعة المواهب من فرسان الفن الهادف وتسليط الضوء الإعلامي عليهم للتعريف بهم وتصديرهم للمشاركة في الساحات والمحافل الدولية.
وتساءل كريّم عن دور بعض الفضائيات الفلسطينية؟ وأين التكامل بين الإعلام المقاوم والفن المقاوم؟ وأين تكريم الحكومة الفلسطينية وجهات الاختصاص للفنانين الذين قدموا فنًا نظيفًا هادفًا ومقاومًا؟، ولو بلقاء بسيط يعبر عن موقف حب وتقدير منهم لهؤلاء الفنانين.
وحصل فيلم "عاشق البندقية" على المركز الأول في مهرجان اتحاد الإذاعات والتليفزيونات الإسلامية، مما يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح للمسار الفني، وتمثيل فلسطين فنيًا في محافل دولية عدة.
وبهذا يكون الفنان له حقوق يطالب بها بانتظار من يمد له يد العون والمساعدة، كما تنتظر العديد من المؤسسات الفنية توفير التجهيزات اللازمة والدعم ليصبح الفن له مكانته ويعود للواجهة من جديد.
ومع حالة ضعف الإمكانات التي يعانيها القطاع الفني الفلسطيني، فإن التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الانقسام هما الحاجة الماسة لهذا القطاع، كما يقول كريّم، إضافة إلى إعداد خطط إستراتيجية وتشغيلية مرحلية للعمل الفني، وتكاتف وتوحيد الجهود الحكومية والخاصة في دعم وتمويل تنفيذ الخطة الإستراتيجية بمراحلها المتمثلة في الخطط التشغيلية المرحلية.
ويُوضِّح: "بعض العوائق البسيطة يُتَغلب عليها بإصرار وعزيمة الفنانين الفلسطينيين وتحديهم للاحتلال من خلال الفن المقاوم، ولكن الفن صناعة ويجب اكتمال أركانها"، مبينًا أنه في كثير من الأحيان يتم تجاوز العائق وإتمام العمل الفني بوجود نقص في المعدات أو الخبرة البشرية، وهذا يسهم في ضعف روح الإبداع عند الفنانين، ويؤدي إلى تقليل جودة المنتج الفني، وأيضًا يحدث أن يتم العمل من خلال الاستعانة بالخبرات الفنية الخارجية، وبعض الشركاء الذين تربطهم بجهات داخل غزة اتفاقيات تعاون مشترك، مع التخلص من العشوائية في التعامل مع المشكلات التي تواجه العمل الفني، واعتماد الدراسات المتخصصة، والاستفادة من مخرجاتها، وتشكيل لجان مختصة لتنفيذ المخرجات للوصول إلى حلول ناجعة.
وحسب قول كريّم، فإن الكثير من المؤسسات الفنية الغزية الحكومية وغير الحكومية تمتلك علاقات مع جهات فنية خارجية، وتحصل على دعم من جهات دولية، إلا أن "تشتيت الجهود وتكرار العمل من دون خطة موحدة يجعلان الفنان الغزي لا يشعر بنتيجة هذا الدعم".
ويُبيِّن أنه منذ سنوات طويلة لم يخرج أي وفد فني متخصص من غزة لتطوير قدراته لدى جهة دولية، ولو مرة واحدة في العام، ولكن خلال العام 2012م، سافر وفد من خمسة وعشرين فنيًّا من المهن السينمائية في غزة إلى جهاز السينما المصري والمعهد العالي للسينما، من خلال الشراكة التي تربط رابطة الفنانين الفلسطينيين بنقابة المهن السينمائية المصرية، وكذلك غادر القطاع خمسة عشر فنانًا من المطربين والعازفين ومن فرق الدبكة الشعبية ليمثلوا فلسطين في تونس، حيث أحيَوْا مهرجانات فنية لنصرة فلسطين في ست ولايات تونسية في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات الفنُّ الفلسطينيُّ في غزة يبذل محاولات جادَّة للخروج من دائرة ضعف الإمكانات



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya