إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يشارك في "مهرجان سينما السود العالمي" في برلين

"إحياء ذاكرة مدفونة" فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"إحياء ذاكرة مدفونة" فيلم من صناعة طفل مغربي
برلين - من أمين بنضريف

يشهد "مهرجان سينما السود العالمي" الذي تنظمه برلين خلال الفترة من 8 إلى 12 من الشهر الجاري في نسخته الثامنة والعشرين، مفاجأة كبيرة بعد أن قام طفل مغربي يدعى عيسى الرباوي بعرض فيلما يوثق لحقبة تاريخية مهمة، فيما يشارك في المهرجان صانعوا أفلام من مختلف أنحاء العالم. ويجلس عيسى بعد خروجه من المدرسة وإنجازه لواجباته المدرسية، ،البالغ من العمر 12 عاما، لساعات طويلة أمام حاسوبه في غرفته الصغيرة بإحدى أحياء برلين القديمة، ليس للاستمتاع بآخر ألعاب الكمبيوتر أو للدردشة مع أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" وغيرهم، بل للعمل في أول مشروع سينمائي له، سيقدمه في "مهرجان سينما السود العالمي2013" Black International Cinema Berlin.
وتكتظ رفوف مكتبه الصغير بأشرطة الفيديو والكتب التاريخية، التي استعان بها عيسى بغية إنجاز فيلمه، فاحتاج إلى أكثر من عام ونصف لتجميع المحفوظات وصور الأرشيف ولقطات الفيديو، التي استعان بها في إنجاز فيلمه الوثائقي، وساهمت شقيقته كاهنة التي تبلغ من العمر عشر سنوات فقط في عملية البحث والمونتاج.
وجاء اهتمام عيسى بالتاريخ، بسبب ترعرعه في أسرة متعددة الثقافات والأعراق، فأمه ألمانية وأبوه مغربي. وبسبب بحثه المتواصل واهتمامه الكبير بجذوره المغربية، فكر عيسى بإنجاز فيلم وثائقي يؤرخ لحقبة تاريخية " مدفونة" أو " منسية" على حد تعبيره، وهي فترة الاستعمار الأسباني للمناطق الشمالية المغربية ومقاومة القبائل الريفية بقيادة عبد الكريم الخطابي.
ويحمل الفيلم الوثائقي عنوان " إحياء ذاكرة مدفونة" " The Return of The Repressed"في إشارة إلى عدم اهتمام التاريخ المعاصر بهذه الحقبة التاريخية، التي كان لها وقع كبير على هذه المنطقة.
وتدور أحداث الفيلم عن مقاومة القبائل الريفية مابين 1920 و1927، شمال المغرب، بقيادة عبد الكريم الخطابي للاحتلال الأسباني والفرنسي. وبعد اكتشاف مخزونات كبيرة من الحديد في مدينة مليلية شمال المغرب، تم إجبار السكان على العمل في المناجم لتلبية احتياجات الشركات الصناعية الكبيرة وتزايد الاضطهاد والاستغلال أدى بعدها إلى ارتفاع حدة المقاومة، لتندلع بعدها معركة أنوال التاريخية، التي وقعت في 22 تموز/يوليو، 1921في المغرب الأسباني بين الجيش الأسباني في أفريقيا ومقاتلين مغاربة من منطقة الريف الآمازيغية، في شمال شرق المغرب الأقصى خلال حرب الريف.

وانتهت المعركة بهزيمة عسكرية للجيش الأسباني، لدرجة تسميتها من قبل الأسبان بكارثة أنوال، ولكن الاستعمار رد على هذه الهزيمة بعدة هجمات مركزة على معاقل المقاومة الريفية، ما أدى في الأخير إلى استسلام عبد الكريم الخطابي في 26 من أيار/ مايو 1926، ونفيه إلى جزيرة لاريونيون "la réunion" إلى حدود سنة 1947؛ ليستقر بعد ذلك في مصر ويدفن فيها.
ويثير الفيلم أيضا قضية اتهام أسبانيا آنذاك بإلقاء قنابل تجريبية كيميائية وغازات سامة في محاولة لإخماد مقاومة شمال المغرب بقيادة عبد الكريم الخطابي، وفي عام 1990، كشف اثنان من الصحافيين والمحققين الألمانيين روديبرت كونتس ورولف ديتر ميلر في عملهما "الغاز السام ضد عبد الكريم: ألمانيا، أسبانيا وحرب الغاز في المغرب الأسباني، 1922-1927)، على أن القصف بالكيماوي قد حدث بالفعل. ويؤكد المؤرخ البريطاني سيباستيان بالفور في كتابه "عناق الموت"، على ثبوت استخدام واسع النطاق للأسلحة الكيماوية في هذه الحرب، متحققا من ذلك بعد دراسته للعديد من المحفوظات الأسبانية والفرنسية والبريطانية، ولكن السلطات الأسبانية تنفي استخدام الأسلحة الكيماوية في حرب الريف.
من خلال مجموعة من الصور والمحفوظات ومقاطع الفيديو، التي يحتوي عليها فيلم "إحياء ذاكرة مدفونة" ،يحاول عيسى أن يعرف بهذه الحقبة التاريخية، " من وجهة نظر المهزومين" على حد تعبيره،  وهذا يمثل بالنسبة له إشارة مهمة بغية جذب الاهتمام " إلى واحدة من القصص التي نسيها التاريخ"، حيث يشتكي عيسى غياب هذه الحقبة في المقررات الدراسية وكتب التاريخ الكلاسيكية.
ولهذا يؤكد المنتج السينمائي ومدير المهرجان، البرفيسور دونالد مولدرو غريفيت على أهمية فسح المجال لأفلام من هذا النوع.
وأضاف "يركز المهرجان على تقديم الأعمال ذات الطابع الفني والثقافي والسياسي، وبخاصة منها الأعمال التي تهتم بالتواصل بين الثقافات والتي يتم فيها تسليط الضوء على بعض القضايا، التي لا تحظى بالاهتمام الكافي.
ويعتبر دونالد أن هذا الفيلم الوثائقي هو عمل مميز لصانع أفلام واعد، استطاع ترجمة أفكاره إلى فيلم وثائقي أثار مشاعر الحاضرين، من بينهم الألمانية أنجيلا كرامر،التي تابعت الفيلم وأظهرت إعجابها بقصته التي قالت أنها" لم تسمع عنها من قبل"، ولهذا فهي ترى أن مثل هذه الأفلام" تساهم في تعزيز الحوار وتبادل المعلومات والتجارب بين الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والقومية والدينية."
وبالإضافة إلى البعد السياسي والفني والثقافي، الذي يحمله هذا الفيلم يؤكد عيسى أيضا على البعد التربوي، المتمثل في تنوير الأطفال في سنه بأهمية التاريخ والبحث عن الجذور التاريخية. ولهذا يريد عيسى بعد تقديم فيله في مهرجان سينما السود العالمي، القيام بجولة في عدة مدارس ألمانية وأوربية، ليس فقط من أجل التعريف بفيلمه " إحياء ذاكرة مدفونة" بل أيضا" بغية التأكيد على أهمية التاريخ كـ"أداة تربوية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏ إحياء ذاكرة مدفونة فيلم من صناعة طفل مغربي يبحث عن جذوره التاريخية‏



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya