رشيد الوالي بصمة إبداعية لا تُمحى في تاريخ الدراما المغربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أطلق العنان لمواهبه وتركها تجول بين مختلف الأعمال الفنية

رشيد الوالي "بصمة إبداعية لا تُمحى" في تاريخ الدراما المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - رشيد الوالي

الممثل المغربي رشيد الوالي
الرباط - المغرب اليوم

أدرك رشيد الوالي منذ انطلاقته ما يريده وما يصبو إليه، فلم يحدد لنفسه سقفا يعرقل أحلامه، ولم ينسج حوله شرنقة تكبح طموحاته..

أطلق العنان لمواهبه، وتركها تجول بين مختلف الأعمال الفنية؛ فمرة تجده يقترب حتى التماس من رغبة النقاد في تشكيل ملامح إبداعية جادة خالية من الشوائب والتشوهات، ومرة أخرى تجده ينصهر ويتماهى مع القاعدة الجماهيرية وما ترغب فيه من أعمال خفيفة وبسيطة، لا مركبة ولا معقدة، وفي الوقت نفسه بعيدة قدر الإمكان عن الابتذال والسطحيّة والركاكة، ومشاركته في مثل هذه الأعمال كثيرة ومتنوعة، فهل يمكننا الحديث عن الدراما المغربية دون الإشارة إلى أسماء بعينها، أسماء حققت لها نوعا من الاستقرار ودفعتها دفعا إلى الحضور عبر بث الروح فيها وتفعيل استمراريتها؟

أقرا ايضا:

الوالي يقدم اعتذاره لسعاد صابر عن موقفه معها في "اليوم العالمي للمرأة"​

هل يمكننا الحديث عن الدراما المغربية دون أن نرسم ملامحها بوجوه تعوّد عليها الجمهور المغربي وأصبحت جزءا من ثقافته البصرية؟

لا يمكننا ذلك بكل تأكيد، وإن لا سنكون بحق مجحفين وجاحدين. طبعا، ليست كل الأسماء قابلة للتحليل والتفكيك؛ فهناك أسماء وجب الوقوف على أعمالها وتتبع أثرها وتكريم مسارها، وأسماء أخرى وجب نسيانها ولفظها من الذاكرة..

لا لشيء فقط لأنها تجبرك كواحد من الجمهور على التحول من مُشاهد ينشد النشوة والمتعة الفنية إلى شاهد على ما تقترفه من جرائم بشعة في حق التمثيل والتشخيص.

هو اسم انطلق من الصفر، ليصبح بعد صبر، وكفاح، واجتهاد سهما مضمون الربح داخل البورصة الفنية المغربية، ممثل من الممثلين القلائل الذين حققوا شعبية واسعة، وتقبلهم الجمهور المغربي في كل أدوارهم، مما جعل وجوده على الشاشة مطلوبا ومرغوبا.

هو رشيد الوالي بكل بساطة، لم تتأتِ لرشيد الوالي هذه الشعبية من فراغ؛ فهو فنان مبدع استطاع أن يبني مهاراته ويصقل مواهبه من بداياته الأولى، اختياراته ذكية لا تخضع للمعادلة الاستهلاكية المتداولة، ولا لمبدأ التذلل والتسول الذي أضحى مع الأسف الشديد سلوكا مشروعا في هذا الميدان، هو شخصية مميزة، شفافة وسهلة القراءة، حروفها واضحة، ومعانيها مكشوفة.

ورغم أن البعض يقرأ من خلال خرجاته وأحاديثه الحوارية العكس، فيبدو له مجرد إنسان متعال، محب للقيادة والاستحواذ والتسلط، فإن الوالي هو في واقع الأمر وعلى الأرض شخصية إنسانية بامتياز، شخصية بسيطة جدا تخفي وجها آخر، وجه بنفحات صوفية يرشح تواضعا وطيبوبة.

رشيد الوالي شخصية طموحة تتميز بثقة عالية في النفس، وهذا لا يعيبها بطبيعة الحال، فبهذه الثقة وهذا الطموح حقق أهدافه، وبهما أسهم في إغناء وإثراء منجزنا الدرامي.

حضور رشيد الوالي داخل الشاشة يتسم بخطاب تشخيصي سلس يتجاوب ويتماهى معه المتلقي بسهولة ويسر، خطاب يعتمد في حبكته على روح الشخصية بكل تفاصيلها وحالاتها النفسية، يحرص على ترجمتها بأدوات وآليات يتقن استغلالها كتعابير الوجه، ولغة الجسد، ونبرة الصوت، وصدق المشاعر...

وهي آليات لا يحسن استخدامها إلا من تمرسّ وتعمق في الفن التشخيصي وارتوى من مناهله، وهذا ما ينقص الكثير من ممثلينا ''المحترفين''، على الرغم من ممارستهم لهذا الفن لسنوات طوال.

يمكن لرشيد الوالي ارتداء كل الأدوار والتأقلم مع كل الشخصيات، سواء كانت محورية أو ثانوية، مركبة أو بسيطة...

وهذا ليس بغريب عن ممثل تتلمذ على يد واحد من كبار المسرحيين ببلادنا وهو المرحوم عباس إبراهيم، هذا الأخير الذي ترك خلفه حلقة من المبدعين المتميزين؛ فبالإضافة إلى رشيد الوالي نجد منى فتو، ومحمد خيي، وبنعيسى الجيراري.. وغيرهم من الأسماء التي حققت بفضله حضورا قويا في المسرح والسينما والتلفزيون.

أن تكون انطلاقتك الأولى من فوق الركح، متشبعة بروح المسرح الحقيقي، حتما ستجعل وقوفك أمام الكاميرا أكثر سهولة وتناسقا وتوازنا... وهذه من المسلمات -كما يعرف الجميع؛ فالتعمق في التجربة المسرحية يجعلك متمكنا من أدواتك التشخيصية، مما ييسر خلق الشخصية لديك، ويدفعك إلى السيطرة على خيوطها ومساراتها، وبالتالي تجسيدها بسهولة.

مقارنة بين أعماله أجد أدوار رشيد في السينما أكثر عمقا وقوة ونضجا مقارنة بنظيرتها في التلفزيون.. ويعود ذلك التفاوت إلى عدة أسباب؛ من بينها ضعف الإنتاج التلفزيوني وافتقاره إلى أبسط المقومات والآليات الاحترافية، الشيء الذي يحد للأسف من الرغبة والطموح في صياغة عمل ناضج قائم على سبر أغوار الشخصيات ودراستها وتشكيلها كما يجب.

فيكفي أن نشاهد بعضا من أفلام رشيد الوالي السينمائية حتى نقف على قدراته الحقيقية وعمق أدائه التشخيصي، وفيلم ''مكتوب'' للمخرج نبيل عيوش يشهد على ذلك، وكذا أفلام حكيم النوري الذي يعتبر بالمناسبة أكثر مخرج اشتغل معه سينمائيا وخصوصا في أفلامه التالية "سارق الأحلام" 1995، "عبروا في صمت" 1997، و"مصير امرأة" 1998، وكلها أعمال شكلت بلا شك جزءا كبيرا من مسار رشيد الوالي الفني كممثل.

يبقى أن أشير إلى أن رشيد الوالي من الممثلين المميزين لدينا، وبصمته في الدراما المغربية لن تمحى أبدا، أعطى للفن الكثير سينمائيا وتلفزيونيا ومسرحيا، حيث قضى في هذا الأخير أكثر من اثنتي عشرة سنة، أخذ فرصته كاملة وما زال يستفيد منها ويستغلها أحسن استغلال، له سجل حافل يضم العشرات من الأعمال المتنوعة والمختلفة، بفضل تميزه واجتهاده ونشاطه وطموحه؛ وهو ما لم يتحقق للكثير من ممثلينا، فقليلون هم من لديهم مثل هذا الغنى في ريبرتوارهم الفني.

قد يهمك ايضا:

رشيد الوالي يذرف الدموع على الهواء لهذا السبب

التراث العربي يسيطر على الأعمال الفنية في معرض استوكهولم الدولي

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشيد الوالي بصمة إبداعية لا تُمحى في تاريخ الدراما المغربية رشيد الوالي بصمة إبداعية لا تُمحى في تاريخ الدراما المغربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين

GMT 20:28 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

توقيف قطار من أجل مواطنة روسية في محطة فاس

GMT 15:33 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

احتجاجات في المغرب بارتداء السترات الصفراء على غرار فرنسا
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya