موسيقى الدراما العربية في رمضان تتحوّل إلى أداة تعذيبٍ لا تُطاق
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

محمود حميدة وخالد النبوي نقطتا جذب لعمل هادئ

موسيقى الدراما العربية في رمضان تتحوّل إلى أداة تعذيبٍ لا تُطاق

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موسيقى الدراما العربية في رمضان تتحوّل إلى أداة تعذيبٍ لا تُطاق

موسيقى الدراما العربية في رمضان
القاهرة - ليبيا اليوم

يعدّ مفهوم الموسيقى (التي تُسمى خطأ التصويرية) غير واضح المعالم بالنسبة للعديد من صانعي المسلسلات، وليست كذلك بالنسبة لكثير من الأفلام السينمائية المنتجة في ربوع العالم العربي أيضاً، لكن عندما يأتي دور استخدامها في المسلسلات تتحوّل من أداة تم تشويه استخدامها أساساً، إلى أداة تعذيب لا يُطاق.تخال أن المؤلف الموسيقي يقبض أجره بالمتر أو أنه اشترط أن تستخدم موسيقاه في كل مشهد حتى لا يفوت المشاهد أي جملة موسيقية. الحال هكذا، تتساءل - إذا كنت تعرف شيئاً عن كيفية استخدام الموسيقى للعمل المصوّر

- تتعرض لضغط سيئ يدفعك لكي تترك المسلسل وموسيقاه وتبحث عن سواه… Good luck!
ليس هناك من مهرب. الموسيقى تطغى في كثير من الأحوال لا على الصورة فحسب بل على حوار الممثلين. تحاول أن تسمع ما يقولونه حتى ولو لم يكن حوارهم همساً. لكن الموسيقى لديها خطّة أخرى. تخبئ لك مكيدة مختلفة: تسود وتطلع وتنزل وتموج بتكرارها المقذع لدرجة الإساءة إلى المسلسل ذاته. الموسيقى للعمل الدرامي أو الكوميدي هي مساعد لإيصال حس يتولّد داخل المشهد المصوّر ذاته. هناك حدث مهم سيفاجئ شخصاً عائداً إلى منزله، لا بأس من موسيقى تحضيرية. خطر يحوم (وقد يقع أو لا يقع) في الشارع ليلاً يحتاج للحن مناسب. لكن عباقرتنا من المخرجين لا يعون ذلك. يستخدمون (أو يوافقون على استخدام الموسيقى) مع قدوم الشخص إلى منزله. مع فتحه الباب ثم مع ما سيراه وما بعد ما سيراه حتى ما بعد المشهد التالي الذي قد يدور عند سور الأزبكية.

«لما كنا صغيّرين»
نقطتا جذب اجتمعتا في مسلسل يمر بهدوء وسط صخب المسلسلات الأخرى.
المسلسل هو «لما كنا صغيرين» (قنوات دراما، دي إم سي، الحياة دراما) ونقطتا الجذب هما الممثلان محمود حميدة وخالد النبوي. الأول في دور رجل أعمال لديه ما يخفيه عن التحقيق بعد اتهام شاب بريء اسمه حامد بجريمة قتل. شقيقه ياسين (خالد النبوي) واثق من براءة شقيقه ومن تورط رجل الأعمال سليم (حميدة) في الجريمة على نحو ينجح المخرج محمد علي في إخفاء تفاصيله حلقة بعد أخرى.
المشاهد تتوالى باطراد وبقليل من الوقت الضائع. الحكاية جديدة نوعاً وأداء حميدة من النوع الذي يذكّرنا لماذا هذا الممثل يملك تلك الموهبة التي لا تنحني حتى عندما يؤدي أدواراً صغيرة في بعض الأفلام من حين لآخر. ولمن يقدّر موهبة خالد النبوي التي قلّما استفاد منها التلفزيون أو السينما حق استفادتها، يجد نفسه أمام عمق في تجسيد الشخصية التي يقوم بها. ثم… يتم إفساد كل ذلك بموسيقى من نادر حمدي التي تصدح في أرجاء كل مشهد. تعلو منفردة حين الطلب – خصوصاً - عندما لا يكون هناك ثمة حاجة إليها.

«خيانة عهد»
هناك مشهد معيّن تنطلق به الحلقة الخامسة عشرة من مسلسل «خيانة عهد» (قنوات سي بي سي، الحياة، قناة مصر الأولى). في هذا المشهد نجد الممثلة يسرا (التي تقوم بدور عهد) في المستشفى بعدما أصيبت بانهيار عصبي (ربما عندما أدركت أنّها تورطت في قبول هذا المسلسل!). أفراد العائلة من حولها وإحدى القريبات تقترح أن تبقى لجانبها، لكن فرح، شقيقة عهد (حلا شيحة) تتطوّع للمهمة.
طبعاً الانتظار لجانب مريض نائم لست ساعات (كما قال الطبيب لأفراد العائلة)، يتطلب كرسياً يجلس عليه المنتظر. لكن ليس هناك أي كرسي ولا مقبض معلّق كذلك الذي نجده في الحافلات العمومية لكي يقبض المنتظر عليه وهو واقف.

لكن بعد قليل يرد مشهد آخر في الغرفة ذاتها. هذه المرّة بكنبة وردية اللون كبيرة. تسع لأربعة أشخاص. كنبة من تلك التي تجدها في المنازل الفخمة. جديدة وبرّاقة. لم يدخل هذا الناقد مستشفيات كثيرة والحمد لله، لكنه لا يعرف أن هناك مستشفى بكنبات وثيرة. المفاجأة لا تنتهي هنا، في لقطة تالية في الغرفة ذاتها طارت الكنبة من المشهد. استعادها المحل الذي استؤجر منه (كما يبدو). فاتني أن أبحث عن الكرسي… هل عاد بعد اختفائه في المشهد الأسبق أو تمّ إلغاء الحاجة إليه تماماً؟

للأسف ليس المسلسل من النوع الذي يمكن الدفاع عنه في كل الأحوال، أي مع وجود هذا الخلل أو من دونه. الحكاية تأخذ وقتاً طويلاً لكي تنتقل من الحلقة الأولى إلى الحلقة الخامسة عشرة وفيها تدور الأحداث حول نفسها: عهد تحب شقيقتها فرح ولا ترتاب في أن فرح يمكن لها أن تخدعها لغاية في نفسها. تكتشف أن ابنها هشام (خالد أنور) مدمن مخدرات لكنّها لا تكتشف أن فرح (لسبب ليس معلوماً بعد) هي التي كانت تعيق إمكانية شفائه بدس المخدرات له، وذلك حتى من بعد إدخال الابن المصحة. والحلقات القريبة السابقة تواصل النبش في مواقف لتأكيد الحال ذاته ولتصوير بؤس حياة عهد، خصوصاً من بعد أن أثيرت قضية علاقتها بشخص آخر وبعد قيام مصلحة الضرائب بالحجز على ممتلكاتها نتيجة بلاغ كاذب. الموسيقى هنا تسرح وتمرح كما يحلو لها ولو على نحو خافت، وذلك بعد موّال في بداية الحلقات لتأكيد تراجيديا مفتعلة وبؤس الشخصية التي تقودها.

«البرنس»
هناك بكاء كثير تقوم به يسرا في «خيانة عهد»، لكن هناك بكاء أكثر في حلقات المسلسل المصري الآخر «البرنس» (إم بي سي). إحدى الحلقات الأخيرة تبدأ برضوان (محمد رمضان) وأحد إخوته يبكيان والبكاء ينتقل، كوباء، إلى سواهما بعد قليل. هذا قبل أن يحكم علينا المسلسل بخمس دقائق ملؤها خطبة عصماء لوكيل نيابة يتركه المخرج والمؤلف محمد سامي يتحدث بلا تدخل منه لسبب مهم واحد هو ملء الوقت ريثما تصل الحلقة إلى آخرها. قيل إنّ الإقبال على هذا المسلسل «لم يكن كبيراً لدرجة التفكير في إيقافه». إذا كان هذا صحيحاً فإن المشكلة كامنة في ضعف حكايته التي هي من نوع شخصيات يكيد بعضها لبعض طوال الوقت وبريء يُتّهم ومجرم يبقى طليقاً. الأضعف من الحكاية هو الإخراج الذي يكتفي بأن يسرد المكتوب على الورق من دون تفعيل لعنصر جذب واحد. محمد رمضان جيد فيما يقوم به، لكن مثله هنا مثل باقي الممثلين، لا يقوم إلّا بأداء المطلوب منه كون المسلسل ليس في وارد تعزيز أو تطوير شخصياته فكلها ذات خط واحد حتى الآن.

عودة إلى «الاختيار»
بعد جولات متعددة (ومتعِبة) بين العديد من المسلسلات المحتفية بالشهر الكريم، ما زال «الاختيار» أحد أفضلها. متابعته من الحلقات الأولى وحتى حلقة ما قبل يوم أمس، تؤكد ما كنا ذهبنا إليه هنا من أنّه مسلسل جيد وناضج كتابة وتنفيذاً، وأن شغل المخرج بيتر ميمي للعمل اقتصادي وحرفي في شكل جيد. لا إضاعة للوقت ولا استهانة بمستوى العمل على نحو أو آخر. عدا ذلك، فإنّ هذا المسلسل الذي يقود بطولته أمير كرارة لديه كثير ممّا يريد قوله عن الوضع الصعب الذي على قوات الصاعقة المصرية تحمّله في سبيل القضاء على البؤر الإرهابية العاملة في سيناء.

للإنصاف لا بدّ من القول إنّ الحلقتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة كان يمكن لهما أن يُدمجا معاً في حلقة واحدة. هناك مشاهد حوارية كثيرة ولو أنها ليست من باب الثرثرة بل تدخل في نطاق إعلامنا بما يحدث. والمسلسل لا ينقل وجهة نظر أبطال القوات المسلحة المصرية في التصدّي للإرهابيين فقط، بل ينقل ما يتداوله الإرهابيون وكيف يعملون ويتعاملون. إنّما حتى في نطاق وجهة نظر أبطال القوات المسلحة، فإنّ «الاختيار» حذر من ألا يدخل نطاق البروباغاندا. نعم يصوّر بطولات لكنّه لا ينفخ فيها الوعظ أو الموسيقى.

قد يهمك ايضا

توم هانكس يكشف تجربة الإصابة بـ"كورونا" ويتحدث عن "اللحظات الصعبة"

"الشارقة للإذاعة والتلفزيون" تُؤكِّد أنّ دورة برامج رمضان تأثَّرت بـ"كوفيد-19"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقى الدراما العربية في رمضان تتحوّل إلى أداة تعذيبٍ لا تُطاق موسيقى الدراما العربية في رمضان تتحوّل إلى أداة تعذيبٍ لا تُطاق



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج

GMT 03:07 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

أفكار بسيطة تساعدك على تصميم حمام رئيسي رائع

GMT 00:55 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

حكومة أم حلبة ملاكمة لبنانية؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya