الدار البيضاء ـ ناديا أحمد
حصلت فتيحة الزاوي على شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية في مجال "التلوث الإشعاعي في المجال الطبي"، العام 1986، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف عن العمل لحماية البيئة والأفراد وتأمين سلامتهم ضد الإشعاعات الطبية.
وحفزتها مسيرتها العملية والأكاديمية المتميزة والناجحة على المستويين العلمي والتدبيري، على أن تبادر إلى تأسيس مقاولتها "أمساف" المتخصصة في الحماية والسلامة الإشعاعية، العام 2011، لتغادر عملها في الوظيفة العمومية بعد تاريخ مهني دام 24 عامًا.
تعمل "أمساف" لمواكبة المقاولات ومساعدتها على تهيئة فضاء مؤمن وخال من الإشعاعات، والتحكم في مخاطر الأنشطة الإشعاعية من خلال تدابير تشمل الفحص وقياس معدلات الإشعاعات والوقاية والتكوين والمتابعة، فضلا عن تأمين حياة المرضى من الإشعاعات الطبية، والعمل على تفادي تعريض المريض للإشعاعات مرات متعددة أثناء التقاط الصور الإشعاعية عبر ضمان جودة الأجهزة المستخدمة والدقة في التشخيص.
وفي هذا الإطار صرحت الزاوي، بأنَّ المغرب يتوفر حاليا على قانون (رقم 12-142) جرت المصادقة عليه في أيلول/ سبتمبر العام 2014، يتعلق بالأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، وإنشاء وكالة لمراقبتهما.
وأشارت إلى أنَّ القانون ينص على مراقبة المنشآت والأنشطة التي تستخدم فيها مصادر الإشعاعات بما فيها المواد النووية والمواد المشعة.
وأبرزت أن المقاولة التي تديرها تقوم بمراقبة مدى مطابقة الأجهزة ذات الإشعاعات النووية، (الفحص بالصدى، الكشف عن سرطان الثدي، الطب النووي وغيرها من مصادر الإشعاعات النووية)، مع معايير وتوصيات المنظمة العالمية للصحة والوكالة الدولية للطاقة النووية.
وكشفت عن أنَّها استطاعت أن توفر خارطة لقياس معدل الإشعاع بمختلف مصادره والمساعدة التقنية لتحقيق المطابقة والتكفل بالموارد الإشعاعية غير الصالحة للعمل وتدبير النفايات الإشعاعية وتكوين العاملين في هذا الميدان في مجال الحماية وتدبير المخاطر.
وللخبرة التي استطاعت أن تراكمها الزاوي في مجال السلامة الإشعاعية، والصيت الذي أصبحت تتمتع به في الوسط الطبي، نجحت في أن تظفر بثقة مؤسسات طبية كبيرة في الرباط والدار البيضاء ومراكش ومؤسسات أخرى متعددة الجنسية ومقاولات ذات أنشطة اقتصادية متنوعة.
وفي هذا السياق، قالت الزاوي التي تعمل بشراكة مع مؤسسة (لاندور أوروب)، في حديثها إنه "ما يزال هناك الكثير للقيام به"، مضيفة أنها تعتزم إنشاء مختبرًا لقياس معدلات الإشعاع في المغرب.
ولدت فتيحة الزاوي العام 1960 في تاهلة في نواحي تازة المغربية، وتابعت دراستها الابتدائية في مسقط رأسها، لتستكمل تعليمها الثانوي في مؤسسة "أم البنين" في فاس، وتعليمها الجامعي في كلية العلوم في الرباط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر