الجزائر - سميرة عوام
طالبت نقابة أكبر عملاق للحديد والصلب "الحجار" في أفريقيا بتنصيب لجنة خاصة من قِبل وزارة الصناعة الجزائرية قبلَ الدخول في إضراب عن العمل وشل ورشات الإنتاج في البلاد، للتحري في قضايا الفساد وتبديد المال العام، واحتواء الفوضى الداخلية بعد التزام المديرية العام للمجمع الصمت، ومحاولتها إخفاء مظاهر الفساد، وذلك بسبب تواطؤ مسؤولين جزائريين مع الإدارة الفرنسية في سرقة رغوة الحديد، وتمريره إلى جهات أخرى، وفي سياق متصل أكّد رئيس نقابة الفولاذ في مجمع الحديد والصلب، كشيشي داود، أن إدارة الهندي كيلكارني لم تحترم لحد الآن الاتفاق المبرم بين الطرفين وبنود العقد الاجتماعي وتورطها في تقليص عدد العمال.
وأوضح كشيشي أنه رغم التقارير السوداء التي رفعتها النقابة لوزارة الصناعة ومجمع "سيدار" في ما يتعلق بالتلاعب بملف الاستثمار وبعض القضايا الأخرى التي تخص 4 آلاف عامل، إلا أن الوضع الحالي ما زال في نقطة الصفر، خاصة أن الإدارة الفرنسية ما زالت تتملص من الوعود التي قطعتها بالذهاب إلى طاولة التفاوض لمناقشة ملف الاستثمار، وترميم المفحمة المتوقفة على الساخن منذ 5 سنوات، إلى جانب عدم تطبيق ملف تنظيم العمل، عدم وجود اتفاقية جماعية منذ سنة 2008، عدم تطبيق القانون الجزائري الممضي في العقد الاجتماعي في كيفية تشغيل الموظفين والقيادات الرفيعة التي تدير المصنع، واتهمت النقابة غالبية القيادات بعدم حمايتها للمركب ولأموال الاستثمار، التستر على قضايا الفساد خوفصا من جرهم إلى العدالة مع غلق المفحمة والتي تعتبر ملكا للدولة حيث شكّكوا في طريقة غلقها، وتساءلوا عن قطع الغيار التي كانت مستعملة، والأشياء الثمينة التي صرفت الدولة مليارات الدولارات من أجلها، قضية سرقة النحاس والنفايات النحاسية من الورشات المغاربية لـ "أرسيلور ميتال" الجزائر، قضية 125 طنا من الحديد والفارق الموجود في مركز التوزيع بالرغاية،قضية 3 حمولات المحولة إلى جهات مجهولة 18 طنا من الحديد سنة 2011,26 طنًا من الحديد سنة 2012، 38 طنًا من الحديد سنة 2013، قضية الحمولة من L التي كانت متوجهة إلى ميناء عنابة سنة 2012، إلى جانب قضايا سرقة قطع الغيار باهظة الثمن من مستودعات التخزين، قضية تأجير مراكز التوزيع إلى أجانب بطرق ملتوية، إلغاء كل مناصب الحراسة في جميع الوحدات، مما يشجع بعض الطامعين في سرقة أدوات الإنتاج، إلغاء الحراسة والتناوب على مستودعات وتخزين قطع الغيار، توقف المفلوذة رقم 1 عن الإنتاج وخسارة بالمليارات بسبب نقص عامل كهربائي، توقف لإنتاج حديد الخرسانة بسبب نقص اليد العاملة لأن "أرسيلور ميتال" ممنوعة من توظيف عمال جدد، قضية وحدة COX وشراء الأوكسجين من شركة رغم أن المركز كان في الماضي يسوّق الأوكسجين من الشركات الوطنية من دون أي تبعية.
وعلى صعيد متصل، هدّدت النقابة بشل ورشات الانتاج والعودة إلى الاحتجاجات، وذلك لتحريك وزارة الصناعة بعد تأخرها في فض هذه النزاعات العالقة منذ 7 سنوات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر