حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يعملون في ظروف غير صحيَّة وبأجور زهيدة ومعظمهم شباب جامعي

حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة

المحاجر الجزائرية
الجزائر - سميرة عوام

تحولتْ المحاجر المهجورة، في أعالي قالمة الجزائرية، إلى مكان لكسب العيش وقوت الكثير من الرجال والشباب، الذين وجدوا أنفسهم مجبورين على أن يحملوا بين أيديهم وعلى أكتافهم النحيلة أدوات الحفر، ويدفعون بعجلات نقل قديمة يسيرون جماعة من أجل العمل لسعات طويلة، تحت أشعة الشمس، والغبار المتطاير، بالإضافة إلى أن المنطقة محفوفة بالمخاطر، لأنها ملغمة بالقنابل، التي زرعها المستعمر الفرنسي إبان الثورة الجزائرية المباركة، باعتبارها منطقة محظورة وقتها.
ورغم خطورة الوضع، إلا أن الجوع والفقر دفع هؤلاء الرجال إلى مقاومة الموت بين الألغام المزروعة، والبحث عن ورشات التنقيب، وحفر الحجارة الصلبة، لتفتتها أنامل الشبان، حتى يتمكنوا من بيعها بأثمان زهيدة، لاستعمالها في المساكن، لتزيين شرفات الفيلات وغيرها، متحملين مشقة الصعود إلى علو عشرات الأمتار دون حبال إنقاذ، وهو حالهم منذ سنوات كثيرة.
وأكَّد بعض الرِّجال العاملين في تلك المحاجر، أنهم "يطلقون عليهم عبيد الحجارة، لأن صورهم وهم ينقبون عن الحجارة تشبه عمل المساجين المعاقبين بالأعمال الشاقة، وعددهم يفوق 12 شخصًا موزعين على مختلف زوايا المحجرة".
ووجدناهم منهمكين في تحطيم نوع من الحجرة القاسية، معتمدين على قوة عضلاتهم، ثم يرمون بها عبر أنابيب بلاستيكية، ذات حجم متوسط، وذلك لتحويل حمولة الحجارة، التي تتدحرج بسرعة عبرها، ليلتقطها آخرون ينتظرون وصولها من حين لآخر، من أجل حملها على متن شاحنات، قدمت بعد عقد صفقات بيع.
وأكَّد أحد الرجال العاملين، ويدعى محمد (30 عامًا)، أنه "مضطر للعمل رغم مخاطر الألغام التي زرعها المستعمر، إلى جانب خطورة المحجرة، لكنه يستغل ذلك الوقت لتوفير الدواء لابنته المصابة بمرض السرطان، وعليه تم الاتفاق مع بعض الشبان من أجل ممارسة ذلك العمل، والحصول على مصروفه".
وأضاف شاب يدعى خالد، وهو خريج جامعي، أن "الحياة حرمته من العمل في الإدارة الجزائرية، فوجد ذلك العمل الشاق كوسيلة لكسب قوته، لأنه بقي دون عمل منذ 10 سنوات، حيث يعمل في دفع العجلات المعبأة بأوزان محسوبة من الحجارة، ليلقي بها إلى الأسفل، واصفًا نفسه بـ"السجين"، ورغم معاناته استكمل الشاب عمله مع بقية رفاقه، الذين يعتقدون أن مستقبلهم مجهولًا، بعد أن وضعوه بين الألغام والحجارة، والتي تُشكِّل أكبر خطر على حياتهم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة حياة عُمَّال المحاجر بين المعاناة وألغام المستعمر الفرنسي في قمالة الجزائريَّة



GMT 09:04 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول 753 رأس أبقار إلى ميناء بنغازي مستوردة من إسبانيا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya