بساتين إسبانية متنفس للهروب من الهموم والابتعاد عن ضائقة والأزمة المالية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مناطق شاسعة تستغل للتخفيف عن الناس وبناء روابط وعلاقات إنسانية

بساتين إسبانية متنفس للهروب من الهموم والابتعاد عن ضائقة والأزمة المالية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - بساتين إسبانية متنفس للهروب من الهموم والابتعاد عن ضائقة والأزمة المالية

بستان
مدريد ـ لينا عاصي

تنتشر في إسبانيا منذ الأزمة الاقتصادية، الآلاف من البساتين الحضرية التي يُنظر إليها كمتنفس ينسي هموم البطالة والضائقة المالية، كما أنها باتت مساحات للتقارب الاجتماعي، ويرتاد الإكوادوري فيليكس غامبو البالغ 51 عامًا، بستانا حضريا في حي أديلفاس الشعبي في مدريد، بين المباني المشيدة في زمن الفقاعة العقارية التي أدى انفجارها عام 2008 إلى التعجيل في وقوع الأزمة الاقتصادية الحادة.

وقبل 15 عامًا وصل غامبو إلى إسبانيا في الفترة التي كان فيها الكثير من أعمال البناء، وأبرز: "كنت أجني الكثير من المال، حتى ثلاثة آلاف يورو شهريًا"؛ لكنه خسر وظيفته عام 2010، ولم يوفق في العثور على عمل آخر، شأنه في ذلك شأن كثيرين، وعندها قررت مجموعة من السكان احتلال قطعة أرض واسعة تمتد على السكة الحديد في المنطقة، وعمل العشرات على ري هذه الأرض القاحلة وفق وتيرة مستمرة، في جهد جماعي أتى ثماره.

وكما الحال في حي أديلفاس، ثمة الكثير من البساتين الحضرية في إسبانيا قرب السكك الحديد، حيث لا تحديد واضح للملكيات وفق عالم الاجتماع في المجموعة الإسبانية للزراعة البيئية غريغوريو باليستريو الذي أشار إلى أنّ البساتين الحضرية التي ظهرت بداية في الولايات المتحدة وفي أوروبا الشمالية نهاية القرن التاسع عشر خلال فترة الثورة الصناعية، مرتبطة تاريخيا مع ظواهر أزمات أو الحروب، أما اليوم، فهي تصب أكثر في إطار السعي إلى الاكتفاء الغذائي وتوفير محيط بيئي ملائم. وأضاف باليستريو أنّه في العام 2006، لم تكن إسبانيا تضم سوى 2500 بستان شعبي في البلاد تشغل أقل من 26 هكتارا في 14 مدينة؛ لكن بعد مرور ثماني أعوام، واستفحال الأزمة الاقتصادية سجل نموًا مذهلًا لهذه المواقع، الذي تحدث عن وجود 15 ألفا منها في 200 مدينة تغطي مساحتها أكثر من 166 هكتارا.

وفي الأندلس على سبيل المثال، المنطقة التي تسجل فيها أعلى نسبة بطالة في إسبانيا مع حوالى 30 في المائة، في مقابل 22,4 في المائة كمعدل على المستوى الوطني، شجعت الحكومة المحلية على إنشاء حدائق اجتماعية للعائلات التي تعاني من مشكلات اقتصادية.

كما تظهر في أماكن أخرى من البلاد مبادرات خاصة كتلك المسماة "خوان توماتي" والموجهة للمشردين، وبيّن فيكتوريانو كاستيلانوس البالغ 59 عامًا، وحوله محاصيل الطماطم والخيار والفلفل والكوسى، أنّه "مخرج للولادة من جديد، لأننا كنا أمواتاً وعدنا إلى الحياة".

وكاستيلانوس واحد من خمسة مشردين يزرعون هذا البستان العضوي للخضار والزهور والنباتات العطرية المؤسس من جانب دير سان خوان دي ديوس، على مقربة من أحد ملاجئه في مدريد، ويتم استخدام الخضار المزروعة لإعداد الطعام داخل المركز، حيث لفت المدير المساعد خوان أنطونيو دييغو إلى أنّ ثمة أناسا في المركز كانوا مشردين لفترة طويلة؛ لكنه يضم أيضا وافدين جدد ورؤساء شركات سابقين ومحامين.

وبيّن فيكتور نوغويرا البالغ 62 عامًا والحاصل على شهادة في علم الاجتماع من إحدى جامعات باريس: "أن يشعر أحدهم بأنه بلا فائدة في سوق العمل أمر يصعب تقبله"، حيث تنقل هذا الرجل في حياته بين مدن عدة، بينها بوينوس آيرس ونيويورك وكامبريدج، قبل الانتقال إلى مدريد التي خسر فيها وظيفته ووصل قبل أربعة أيام إلى المأوى، مشيرًا إلى أنّ "هذا الأمر يوفر الكثير من التوازن على الصعيد النفسي"، أيضًا انتشرت البساتين الحضرية على الأراضي القابلة للبناء والمهجورة من أصحابها منذ انفجار الفقاعة العقارية نهاية عام 2008.

وتلفت كانديلا مارتينيث البالغة 34 عامًا والناشطة في مشروع "أيستا أيس أونا بلازا" في حي لافابييس داخل مدريد الذي تعود إدارته إلى مجموعة تابعة لحركة "الغاضبون"، إلى أنّ المنطقة كانت قبل أن يعيش فيها سكان الحي أرضا شاسعة (...) أكواما من النفايات والحقن"، المستخدمة لتعاطي المواد المخدرة.

وزادت مارتينيث، أنّه في هذا الحي من العاصمة الإسبانية، حيث يمتزج مهاجرون أفارقة مع شبان عاملين، يسعى المشروع إلى أن يمثل مساحة للالتقاء الاجتماعي، مبينة: "هنا نعمل على بناء العلاقات والمشاعر".

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بساتين إسبانية متنفس للهروب من الهموم والابتعاد عن ضائقة والأزمة المالية بساتين إسبانية متنفس للهروب من الهموم والابتعاد عن ضائقة والأزمة المالية



GMT 09:04 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول 753 رأس أبقار إلى ميناء بنغازي مستوردة من إسبانيا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 02:07 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذا أوبيروي بيتش ريزورت"يدعو ضيوفه للاستمتاع بموسم الأعياد

GMT 04:24 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

روسيا تواصل حصد الذهب في بطولة أوروبا للجمباز

GMT 18:46 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

خمسة كواكب داعمة خلال الشهر

GMT 10:10 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بدوي يؤكّد استعداد مصر لطرح السيارات الكهربائية

GMT 04:11 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

أهمّ وأجمل المَعالِم والوجهات السياحية في ساوثهامبتون

GMT 21:38 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

الرجاء يؤهل نناح ونغا لخوض الديربي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya