انطلقت السبت في مدينة وجدة فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الدولي الثاني للمقاولات الصغيرة جدًا والذي ينظمه مكتب الاستشارة "أتيتود كونسيي" بمشاركة خبراء ومقاولين ومختلف الهيئات والمؤسسات المهتمة بشؤون المقاولة.
وتهدف هذه التظاهرة المنظمة بشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات لوجدة والمركز الجهوي للاستثمار للجهة الشرقية، وبدعم من الولاية ومجلس الجهة، إلى النهوض بمؤهلات المقاولات الصغيرة جدًا على مستوى المنطقة، وخلق أرضية للتبادل بين المقاولين والشركاء في القطاعين العام والخاص.
كما يطمح هذا المنتدى، المنظم تحت شعار "منعطف جديد .. الاقتراب من مقاولاتنا في الجهات"، إلى تعزيز علاقة الثقة بين المقاولين في الجهة وتيسير الاستشارة لدى المهنيين المؤهلين، ومد قنوات الحوار بين مختلف الفاعلين، وتكثيف التواصل لبعث روح الخلق والمبادرة خاصة لدى النساء والشباب، إضافة إلى خلق الظروف الملائمة لتعبئة ومواكبة المقاولة في القطاعين العام والخاص، وكذا تنظيم لقاءات بين المقاولين والفاعلين الاقتصاديين المحليين ووسائل الإعلام.
وأبرزت رئيسة المنتدى آمال الشريف حوات في كلمة لها الدور الذي تضطلع به المقاولات الصغيرة جدًا التي تمثل 80 % من المقاولات المغربية في خلق فرص مهمة للشغل والنمو بالجهات، وتعزيز النسيج الاقتصادي باعتبارها عنصرًا محركًا لتهيئة التراب الوطني من خلال المساهمة في الإبقاء على اقتصاد القرب.
وأضافت أن هذه المقاولات تعد من بين المقاولات الأكثر ابتكارا وإدراكا بكيفية التأقلم مع تطورات الأسواق وحاجات المستهلكين إلى جانب كون الأنشطة التي تغطيها تشكل مخزونًا اقتصاديًا ضروريًا في الفترات الصعبة، مؤكدة أن هذا المنتدى يوفر الإجابة على التساؤلات والإشكاليات التي تعترض تطور هذه الفئة من المقاولات في الجهات خاصة الدخول إلى التمويل والتكوين والتأمينات وكذا العقار والمواكبة.
وأشارت إلى أن هذا المنتدى يشكل موعدًا مع الشباب الراغبين في تطوير مستوياتهم من الاستقلالية والإبداعية وروح المسؤولية، وكذا قدرتهم على تشخيص واغتنام الفرصة الخالقة للثروات والقيمة المضافة.
من جهته اعتبر والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد محمد مهيدية، في كلمة تلاها الكاتب العام للولاية نيابة عنه أن هذا المنتدى فرصة مناسبة لتقاسم وتبادل التجارب والخبرات المرتبطة بقطاع المقاولات الصغرى الذي يشكل الشريان الرئيسي للنسيج الاقتصادي، مبرزًا أن هذا اللقاء سيمكن أيضًا من تشخيص الممارسات والتوجهات الميكرو- ريادية وتحديد مجال الالتقائية في المجال الترابي بغية اقتراح الإجراءات الكفيلة بإنجاح الورش الوطنية التي تم انطلاقتها لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وأضاف أن المقاولات الصغرى من خلال دورها الحاسم في ورش التنمية المحلية، ستكون في صلب اهتمامات السلطات العمومية الجهوية لخلق القيمة المضافة في مشاريعها الإنتاجية وذلك من خلال إجراءات عملية وملموسة، مبرزا في هذا الصدد أن الجهة الشرقية تم اعتبارها جهة نموذجية إلى جانب ثلاث جهات أخرى قامت بتوقيع مذكرة تفاهم لتنزيل الاستراتيجية الوطنية لتنمية المقاولات الصغرى.
من جانبه، أبرز رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لوجدة ادريس حوات، الدور الكبير الذي تلعبه المقاولة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كإحدى الركائز الأساسية للاستثمار والتشغيل وخلق الثروات، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بهذه المقاولة عبر تظافر جهود كافة المتدخلين للمساهمة في وضع استراتيجية واضحة المعالم لتأهيل ومساعدة المقاولات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز قدراتها التنافسية للصمود أمام التحديات.
وبعد أن ذكر بأن وضع المقاولات الصغرى والصغيرة جدًا أكثر هشاشة وعرضة للأضرار جراء الأزمات والتقلبات على الصعيدين الوطني والدولي، أكد على ضرورة البحث عن آليات جريئة لتحسين تنافسيتها وقدراتها في مجال الاستثمار والمواكبة وكذا إيجاد حلول للمشاكل المرتبطة بالعقار والتمويل والتسويق وكذا المنافسة الشرسة التي تتعرض لها من طرف القطاع غير المهيكل.
وبدوره أبرز رئيس المركز الجهوي للاستثمار، محمد صبري، المساهمة الفاعلة للمقاولات الصغرى في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا في هذا الصدد أنه لا يمكن الحديث عن أي تنمية للجهة الشرقية دون إشراك المقاولات الصغرى لكونها المشغل الرئيسي من جهة، ولقدرتها على التجديد والتأقلم من جهة أخرى.
واعتبر أن العدد الكبير من هذه المقاولات تعيش تحت ضغوط خاصة وأن أصحابها يخوضون معارك حقيقية لتجاوز هذه الصعوبات ورفع التحدي لضمان استمرار مقاولاتهم بالرغم من كون غالبيتهم لم يتلق أي تكوين مقاولاتي، لكن مع ذلك تمكنوا من التأقلم واكتساب الخبرة في الميدان واستطاعوا بفضل الشجاعة والتجربة تحقيق النجاح والنتائج المرجوة.
وتتمحور أشغال هذا المنتدى، الذي يشارك في تأطيره فاعلون اقتصاديون ومتدخلون من مختلف القطاعات والآفاق كالبنوك والتأمينات ووكالات للتنمية وإدارات عمومية ومقاولات خاصة ، يتمحور حول ثلاث موائد مستديرة تهم مواضيع "الجهة في خدمة المقاولين" و"آليات المواكبة المالية بالجهة" و"آليات المواكبة غير المالية بالجهة".
وخلال الجلسة الافتتاحية كرم المنتدى ثلاث مؤسسات كبرى في الجهة الشرقية (الولاية، غرفة التجارة والصناعة والخدمات، ومجلس الجهة) باعتبارها الفاعلة من الدرجة الأولى في دعم ومواكبة المقاولات الصغيرة والمتوسطة وكذا في تنمية فرص الشغل في الجهة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر