الدار البيضاء - ناديا أحمد
فشل رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، في خفض حضيرة المدخنين بواسطة عصا الضريبة، التي تم تطبيقها تدريجيًا على الفاعلين في القطاع ضمن القانون المالي 2013 من خلال رفع الضريبة الداخلية على استهلاك التبغ بشكل تصاعدي على مدار ثلاثة أعوامًا، إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على الاستهلاك الذي ظل في مستويات مرتفعة، موازاة مع حجم إنتاج الشركات في السوق، التي تعززت أخيرًا بدخول فاعل إماراتي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تطورت الأسعار بشكل مهم، من خلال رفع أسعار سجائر "ماركيز" و"مارلبورو"، الأكثر استهلاكُا في المغرب، بدرهم واحدًا في العلبة، مع بداية السنة الجارية.
وأشارت الإحصاءات الأخيرة إلى ارتفاع حجم مبيعات السجائر في نقط البيع المهيكلة بزائد 1.54 %، ليستقر عند 714.54 مليون علبًة مقابل 703.70 ملايين علبًة مباعة خلال السنة السابقة، علمًا أنّ التصنيع المحلي ليس مصدرًا لهذا النمو، ذلك أنّ الوحدة الإنتاجية الوحيدة في المغرب لتصنيع التبغ التابعة للشركة المغربية للتبغ، سجلت تراجعًا في الإنتاج بناقص 4.5% متم السنة الماضية، ليتنقل حجم العلب المصنعة من 602 ملايين علبًة إلى 574.
وأوضح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون العامة محمد الوفا، أنّ الحكومة تمتلك رؤية واضحة للقطاع تشمل الجدوى الضريبية من أي زيادة في الأسعار، إلى جانب الهاجس الصحي المتمثل في تقليص دائرة المستهلكين للتبغ في المغرب، وهو الأمر الذي تتشدد فيه وزارة الصحة الحاضرة عبر ممثل لها في لجنة الأسعار والمنافسة، في الوقت الذي تعتزم الشركة المغربية- الإماراتية لتصنيع وتوزيع التبغ، فرع مجموعة "الراشدين" القابضة الدولية، تعويض انسحاب شركة "فيليب موريس" من سوق التبغ المغربية، والتي ترتبط بعقد مع الشركة المغربية للتبغ.
إذ تحضر الشركة الأميركية للخروج من السوق عبر إلغاء عقدها الذي ينتهي متم السنة المقبلة، وتحل شبكتها للتوزيع قبل يناير من السنة المقبلة.
ويرتقب أن توزع الشركة المغربية- الإماراتية لتصنيع وتوزيع التبغ، التي حصلت على ترخيص وزارة التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، علامتي "مارلبورو" و"إل أند إم" بالسوق المغربية، علمًا أن انسحاب "فيليب موريس" من السوق يتزامن مع صدور المرسوم الجديد حول توزيع التبغ في الجريدة الرسمية، الذي يلزم الشركة الأمريكية بتوقيع عقود مع 830 بائع تبغ على الأقل، في عشرة أقاليم وعمالات.
وأفادت الإحصائيات الجديدة تأثير السياسة الضريبية الحكومية على أنشطة شركات تصنيع التبغ محليًا، وأنعشت في المقابل الاستيراد والاستهلاك الداخلي، ذلك أن حصة الشركة المغربية للتبغ في السوق الوطنية، حيث استقرت عند 70 % متم السنة الماضية، في الوقت الذي بلغت حصة شريكها "فيليب موريس" 16 % موازاة مع ارتفاع حصة "جابان أميركيان طوباغو" من 8 % إلى 12 ، بينما حظيت "بريتيش أميريكان طوباغو" بحصة 2 % من أنشطة سوق التبغ.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر