الليرة السورية تفقد 90  من قيمتها أمام الدولار الأميركي واستفسارات حول دفع ثمن الأسلحة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

رغم محاولات الحكومة المستمرة لعلاج الأزمة الاقتصادية الراهنة

الليرة السورية تفقد 90 % من قيمتها أمام الدولار الأميركي واستفسارات حول دفع ثمن الأسلحة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الليرة السورية تفقد 90 % من قيمتها أمام الدولار الأميركي واستفسارات حول دفع ثمن الأسلحة

الليرة السورية
دمشق – خليل حسين

فقدت الليرة السورية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار الأميركي منذ بدء الصراع المستمر منذ عام 2011 ، في وقت عجزت فيه الحكومة السورية عن فعل أي إجراء حقيقي ينقذ عمليتها الوطنية واكتفت بالتصاريح والتهديد والوعيد وحملت التجار مسؤولية فوضى وارتفاع سعر الصرف، واعتبر رئيس الحكومة وائل الحلقي أكثر من مرة "أن التجار يتلاعبون بقوت المواطن السوري ويتحملون مسؤولية انخفاض قيمة الليرة".

حاول مصرف سورية المركزي التدخل عبر طرح ملايين الدولارات في السوق السورية عله ينجح في وقف التدهور رغم عدم امتلاكه سيولة كافية لضخ كميات كبيرة من العملة الصعبة إلى السوق، وحتى لو توفرت هذه السيولة لديه فإن السوق بفعل الحرب سرعان ما ستبتلعها وتطالب بأخرى. وفي المقابل لا تسهم السيولة المحدودة التي يضخها البنك في تلبية حاجات السوق التجارية أو حتى غير التجارية.

وبعد أن فرغت جعبة مصرف سورية المركزي بدأ يفتش عن أي مبلغ مهما كان ضئيلا ولذلك طار الحاكم (أديب ميالة) إلى العاصمة الكوبية لبحث إمكانية الحصول على ديون قديمة مترتبة على الحكومة الكوبية، وتؤكد التقارير التي نشرت في دمشق أنه وقع مع رئيس المصرف الوطني الكوبي اتفاقية الترتيبات المصرفية لتسوية الديون المترتبة على كوبا لصالح سورية.

ويؤكد تقرير صادر عن الحكومة السورية أن مجموع الديون المستحقة التي سيحصل عليها ميالة من كوبا نحو 158 مليون دولار ترتبت جراء توريد كمية من النفط الخام السوري ثقيل وخفيف/ بموجب العقد رقم 49/92 ورقم 31/92 الموقع بين "الشركة السورية للنفط" وشركة "كوبا ميتاليس".

ورغم ضآلة المبلغ فإنه يعد بحسب مراقبين هنا في دمشق مهما إلى حد ما لتوفير ولو قليلا من احتياجات الحكومة السورية التي أعلنت على لسان سفيرها في موسكو رياض حداد" في 17 آذار/ مارس أن "دمشق دفعت ثمن جميع الأسلحة التي وردتها موسكو في إطار العقود القائمة، وتعتبر المساعدة المقدمة من قبل القوات الجوية الروسية التي نفذها الجانب الروسي بلا مقابل".

ورفض الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة سبوتنيك الروسية قبل يومين الإفصاح عن ثمن الأسلحة التي استوردتها سورية من موسكو معتبرا حجم عقود السلاح سري فقال "نحن عادة لا نعلن عن حجم هذه العقود، يبقى الموضوع بين الجيش السوري والجيش الروسي".

وأثار تصريح السفير السوري في موسكو حول دفع ثمن جميع الأسلحة المستوردة من روسيا تساؤلات لدى المحللين والمراقبين معتبرين أن ذلك يفضح حقيقة امتلاك السلطات السورية لمبالغ طائلة كافية لإنقاذ مواطنيها من كارثة الجوع التي أصبحت تهدد البلاد.

وفور عودة حاكم مصرف سورية المركزي من كوبا باع فورا 150 مليون دولار لشركات الصرافة لمحاولة الحفاظ على قيمة الليرة ومنعها من التدهور إلى مستويات أقل، ولكن سرعان ما ظهر عدم جدوى هذه الخطوة لاسيما بعد أن حدد المصرف سعر مبيع الدولار بـ 485 ليرة للدولار الواحد؛ بذريعة منع المضاربة والحد من تأثير السوق السوداء، فقد انخفضت قيمة الليرة السورية بعد ساعات فقط من هذه الخطوة إلى 515 ليرة مقابل الدولار مطلع الأسبوع الجاري.

ويتوقع خبراء اقتصاديون استمرار تدهور الليرة في ظل ما وصفوها بالسياسات الاقتصادية الفاشلة، خصوصا في ظل عجز "مصرف سورية المركزي" عن تحسين سعر الليرة رغم تدخلاته المستمرة في السوق.

وأثر التدهور في سعر العملة السورية على توفر السلع الغذائية والوقود في الأسواق، ورفع معدلات البطالة التي تجاوزت مستوى الـ 70% ، وبحسب خبراء اقتصاد سوريين فقد أدى تدهور العملة السورية إلى تضخم فاق 500%، وفي بعض الحالات تجاوز 1000%، ووصل هذا التضخم داخل المناطق المحاصرة إلى 4000 – 8000% وجعل استمرار تدهور قيمة الليرة ما يزيد على 80% من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر.

هذه الحال دفعت الكثيرين داخل الدولة إلى توجيه نقد لاذع للحكومة، نظرا إلى زيادة الفجوة الكبيرة بين أسعار المواد بشكل عام قياسا بالمرتبات التي يتقاضونها، وعدم قدرة الحكومة على ضبط الوضع.

ويجب القول إن أزمة انخفاض الليرة مقابل الدولار ترتبط في الجزء الأكبر منها بحالة الحرب التي تعيشها البلاد، وضعف الاحتياط النقدي للعملة الصعبة في خزينة الدولة، وتكالب التجار على الدولار، فضلا عن عمليات تهريب الليرة إلى خارج البلاد وتحويلها إلى الدولار.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الليرة السورية تفقد 90  من قيمتها أمام الدولار الأميركي واستفسارات حول دفع ثمن الأسلحة الليرة السورية تفقد 90  من قيمتها أمام الدولار الأميركي واستفسارات حول دفع ثمن الأسلحة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:11 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الميزان

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف"يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 10:54 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامي أسامة منير يقدم نصائح للشباب عن فترة "الخطوبة"

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان

GMT 17:15 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

رجاء بني ملال يهزم الماص في عقر داره بهدفين

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya