باريس - المغرب اليوم
توقع أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عبدالله البدري زيادة الطلب العالمي على النفط بقرابة مليون و200 ألف برميل في اليوم خلال الفترة المقبلة مؤكدا أن "أوبك" تنتج حاليا قرابة 30 مليون برميل من النفط يوميا وهي التي تحدد هذا الرقم كسقف لإنتاجها منذ مدة طويلة.
وقال البدري إن أسواق النفط تشهد حاليا نوعا من التوازن النسبي،
مؤكدا أن "أوبك" تحرص بأن يظل السعر الحالي المسجل في الأسواق في مستوى لا يؤثر في النمو الاقتصادي العالمي ما سيمكن المستثمرين من تسجيل أرباح معقولة تمكنهم من مواصلة استثماراتهم.
ووصف السعر الحالي المسجّل في السوق النفطية بالمستقر رغم الأحداث السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وأوروبا متوقعا أن يشهد الطلب العالمي على النفط زيادة بقرابة 20 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030.
وقال " الأسعار الآن في أحسن حال أي بين 105 إلى 106 دولارات للبرميل ويمكن أن أقول في هذا الصدد أن المنتجين والمستهلكين على حد السواء عبروا لنا عن رضاهم عن هذه الأسعار".
وأشار إلى أن تعطل الإنتاج في ليبيا جعل أوبك تسارع إلى تعويض الكمية التي تنتجها طرابلس في السوق لكنه في المقابل توقع عودة قوية لليبيا إلى السوق بحكم أنها تظل الوحيدة التي تمتلك القدرة على رفع الإنتاج بشكل كبير بحكم أن إنتاجها كان معطلا و غير مستغل.
وأضاف أن إنتاج ليبيا انخفض وتعطل بالكامل لكني على يقين أنها ستعود وبقوة لكننا في أوبك أخذنا احتياطاتنا وهذا الأمر معروف حيث عوضنا هذه الكمية الناقصة من النفط الليبي في الأسواق، أما بالنسبة للعراق وإيران الأمر يتعلق بكميات ستشهد زيادات وإن كانت بنسبة بسيطة وقد ترتفع لكن لن يكون في استطاعة العراق أوحتى إيران البدء بكميات كبيرة من أول يوم.
وحذّر البدري من تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على السوق النفطية على المدى القصير والمتوسط خاصة في أوروبا التي تعتمد في 30 في المائة من احتياجاتها من الطاقة على النفط والغاز الروسي.
ودعا أمين عام أوبك من وصفهم بالحكماء في المنطقة بالعمل على تهدئة التوتر ونزع فتيل الأزمة وإلا فإن أوبك ستكون مدعوة للبحث عن بديل للنفط والغاز الروسيين على المدى البعيد لتلبية السوق الأوروبية رغم صعوبة المهمة.
وقال " الأزمة الأوكرانية فعلا أزمة كبيرة ومن المعلوم أن 30 في المائة من واردات أوروبا من الغاز و النفط تأتي من روسيا و نصف الكمية يمر عبر أنابيب توجد على الأراضي الأوكرانية وعلى المدى القصير والمتوسط سيكون من الصعب جدا تعويض هذه الكمية أو حتى استبدالها، معربا عن أمله أن ينجح الحكماء في نزع فتيل التوتر في هذه المنطقة ويعملوا على حل هذه المشكلة بطريقة سلمية حتى يتواصل تدفق النفط و الغاز الروسيين في الأسواق العالمية خاصة الأوروبية.
وعن تداعيات لجوء الولايات المتحدة إلى مخزونها من النفط الصخري على السوق النفطية العالمية قال البدري إن منظمة أوبك ساعدت الولايات المتحدة على بناء مخازنها الإستراتيجية من النفط الصخري بشرط أن لا تعمد هذه الأخيرة إلى توجيه ما تنتجه من المادة نحو الأسواق وأن تستخدمه فقط عند حالات الطوارئ.
وأضاف "المفهوم العام لهذه المخازن من البداية أنها ليست موجهة للتجارة هذه مخازن نلجأ إليها في حال وجود طوارئ فقط وحين عاشت الولايات المتحدة الأمريكية كارثة طبيعية من خلال إعصار كاترينا كانت هناك مشكلة تبرر اللجوء إلى مخازن النفط الصخري ونفس الشيء حدث حين واجهتهم بعض المشاكل في العالم ونحن تدخلنا في إطار اوبك وحاولنا معالجة هذه المشاكل.
وفي رد عن سؤال بشأن إمكانية وجود اتفاق مكتوب مع الولايات المتحدة تلتزم بموجبه لعدم توجيه ما تنتجه من نفط صخري نحو التجارة.. قال أمين عام منظمة أوبك " لا يوجد هناك اتفاق مكتوب بين الدول المنتجة والمستهلكة في هذا الشأن لكن كان هناك فهم أدبي مفاده أننا نساعدكم في بناء هذه المخازن الاستراتيجية لكن بشرط لا تستخدموها في ما هو تجاري" حسب ما ذكرت وام.
وقال " الولايات المتحدة لجأت إلى استخدام احتياطاتها من النفط الصخري وستستمر في إنتاج هذه المادة إلى حدود العام 2018 حيث تنتج 9ر4 مليون برميل في اليوم إلا أن هذا الرقم سيبدأ في الإنخفاض بعد عام 2018 ، وفي الحقيقة نحن نرى هذا الجديد الآتي كإضافة جديدة للطاقة لكنه في الواقع لن يكون له أي تأثير على إنتاج أوبك ومستقبل منظمة أوبك".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر