النظام الضريبي المغربي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب قبل الولادة وبعد الوفاة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نتيجة الاعتماد شبه الكلي على ضريبة القيمة المضافة للمواد الاستهلاكية

النظام الضريبي المغربي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب قبل الولادة وبعد الوفاة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - النظام الضريبي المغربي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب قبل الولادة وبعد الوفاة

وزارة الاقتصاد والمالية
الرباط - المغرب اليوم

كشف عبد العزيز المسعودي، الأستاذ الجامعي عضو جمعية "ترانسبارانسي" المغرب، إن النظام الضريبي المعمول به في المملكة يجعل المواطنين يدفعون الضرائب "حتى قبل ولادتهم، ويدفعونها بعد موتهم"، نتيجة الاعتماد شبه الكلي على الضريبة على القيمة المضافة، والتي يؤديها المواطنون عن المواد الاستهلاكية.

واعتبر المسعودي، خلال عرض قدمه ضمن ورشة نظمها "منتدى الحداثة والديمقراطية" بالرباط، حول "العدالة الضريبية"، مساء الخميس، أن الدولة تعتمد بشكل أساسي على الضريبة على القيمة المضافة TVA؛ لأنها أسهل طريقة لاستخلاص الضرائب، باعتبار أن المواطن يدفعها بشكل غير مباشر، دون أن ينتبه إليها.

وأضاف: "في المغرب يدفع المواطنون الضريبة حتى قبل أن يولدوا، لأن الطعام الذي يصل إلى الجنين عبر الحبل السري وكذا الأدوية التي تستعملها أمّه تُدفع عليها الضريبة على القيمة المضافة، وحتى عندما يحتضر أو يموت يدفع الضريبة، لأن TVA تطبق على الأدوية وحتى على الأدوات المستعملة في الدفن".

واعتبر الإطار السابق بوزارة الاقتصاد والمالية أن الضريبة على القيمة المضافة "ضريبة غيرُ عادلة"، مشيرا إلى أن المغرب هو البلد الوحيد في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي يطبق هذه الضريبة على الأدوية.

وتطبق في المغرب ضرائب عديدة؛ كالضريبة على الشركات، والضريبة على الدخل، لكن النسبة الأكبر من مستخلصات الدولة من الضرائب تتأتّى من الضريبة على القيمة المضافة، والضريبة الداخلية على الاستهلاك، إذ درّت على خزينة الدولة 99.5 مليار درهم في السنة الفارطة.

وتوقف المسعودي عند جملة من النواقص التي تشوب النظام الضريبي المغربي، خاصة فيما يتعلق بالحكامة والشفافية والنجاعة، وكذا عدم إتاحة المعلومة للمواطنين وضعف التواصل حتى بين الإدارات المعنية؛ وهو ما يجعل هذا النظام يثقل كاهل المواطنين بالضرائب، دون الاستفادة من المردودية المتوخاة من أدائها.

واعتبر المتحدث ذاته أن من حق المواطن أن يتساءل حول ما تفعل الدولة بالأموال التي تستخلصها منه عبر الضرائب، وما إن كانت تُنفق في توفير الخدمات الأساسية، كالأمن والتعليم والصحة والنظافة.. وغيرها، موضحا أن الغاية التي أُحدثت من أجلها الضريبة هي توفير الموارد المالية لتدبير الحياة المشتركة في الفضاء العام.

في هذا الإطار، انتقد المسعودي استثناء الأقاليم الصحراوية من الضريبة، معتبرا أن هذا القرار "لا معنى له"، فعلاوة على كونه يساهم في التهرب الضريبي، حيث تلجأ الشركات إلى تسجيل عناوينها في تلك المناطق، وهي تتواجد فعليا في مناطق أخرى، للاستفادة من الإعفاء من الضريبة، فإن الضرائب تعدّ من أعمدة السيادة، وزاد قائلا: "هناك عدد من الفاعلين الاقتصاديين الشباب يريدون أن تطبّق الضريبة في الصحراء".

الإطار السابق بوزارة الاقتصاد والمالية انتقد كذلك التدبير المتبع في إعفاء الفلاحين من أداء الضريبة، حيث لا تُطبق سوى على الفلاحين الذين يزيد رقم معاملاتهم السنوي على خمسة ملايين درهم؛ وهو الإجراء الذي بدأ تطبيقه سنة 2007، بعدما كان الفلاحون معفيون كليا من أداء الضريبة، مبرزا أن هذا الإعفاء لم يتبعه تقييم لنتائجه.

علاقة بذلك قال المسعودي إن الإعفاءات والامتيازات الضريبية التي تمتع بها الدولة المستثمرين في مختلف القطاعات ينبغي أن يواكبها تقييم مستمر، لمعرفة مدى أثرها، وأن تكون مقيّدة بدفاتر تحملات، يلتزم بموجبها المستثمرون بالمساهمة في التنمية والاستثمار.

قد يهمك أيضًا

مؤسسة النقد تُقر تعديلات لتيسير إجراءات فتح الحسابات البنكية

السعودية تسعى إلى تحفيز العمل الحر عبر تنشيط آلية دفع رقمي لـ "المستقلين"

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام الضريبي المغربي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب قبل الولادة وبعد الوفاة النظام الضريبي المغربي يجعل المواطنين يدفعون الضرائب قبل الولادة وبعد الوفاة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجوهرات "Gasia" للمرأة المُحبِّة للإطلالة الاستثنائية دومًا

GMT 01:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يفرض التعادل على سريع وادي زم من دون أهداف

GMT 23:36 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الجهة الشرقية في المغرب تسجل أعلى نسبة الإعاقة بنسبة 4%

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة

GMT 03:11 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مجلس عمالة الصخيرات تمارة يصادق بالإجماع على نظامه الداخلي

GMT 22:28 2014 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

كيش السبانخ والجبنة

GMT 14:20 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أمل كلوني تجذب الأنظار إلى إطلالاتها الجديدة

GMT 02:06 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تمزيق النقاب الأسود طريقة عراقية للاحتفال بدحر "داعش"

GMT 15:36 2014 الجمعة ,08 آب / أغسطس

بذور القصعين بمثابة إكسير الصحة والطاقة

GMT 22:41 2016 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

سيارة رينو داستر 4X4 الجديدة كليًا 2016 تتخطى التحديات

GMT 02:35 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

روزي دون ترتدي ملابس بوربيري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya