بني ملال – سعيد غيدَّى
بني ملال – سعيد غيدَّى
تُعاني الكثير العائلات المغربية والعديد من المستضعفين، الذين يصنّفون ضمن المستفيدين من رخص النّقل، و من اللوبي الخطير الذي أجهز على حقهم في مدينة خنيفرة وسط معاناتهم الشديدة من سوء الأوضاع المادية، فيما ينتظر فتح تحقيق نزيه من قبل المسؤولين لمعرفة أوجه حصول عائلات غنية في خنيفرة على أكثر من رخصتين، بينما
يُحرم الفقراء من الحصول عليها لإعانتهم على العيش.
فقد حرم المواطن المغربي محمد بن العربي طلاوي من مواليد سنة 1937 في أيت شارط التابعة لمدينة خنيفرة المغربية، وهو أب لـ4 أبناء عاطلين عن العمل، من رخصة للنقل منذ سنة 1989، أي قبل سنة التّقاعد بأشهر قليلة، و لا يعرف مصيرها ولا الجهة التي تستغلها، رغم وثيقة سُلّمت له تؤكد حصوله على الرخصة كحق له، تعويضًا على الترقية في الرتب التي لم يعوض عليها بتاتا، و الوثيقة موجودة بين يديه وعائداتها لا يعرف مصيرها، حيثُ يبقى مصير إعالة الأسرة المكونة من 6 أفراد معلقا على معاش هزيل لا يتعدى 900 درهم.
ويذكر أن الرجل قد ولج سلك القوَّات المساعدة بتاريخ 19 كانون الثاني/ يناير 1968 تحت رقم "M. aux F.A 1/68 1086 1Makhzen Mobile" في مدينة الحاجب، وقضى 22 سنة في الخدمة، أغلبها بالصحراء، تعرّض خلالها للإصابة في إحدى المعارك الضارية دفاعًا عن وطنه، استمر حتى أول كانون الثاني/ يناير سنة 1990 حيث تم منحه التقاعد مقرونا برخصة خاصّة بالنقل، تعويضا له على الرُّتب الخاصة التي لم يعوض عنها، و "المغرب اليوم" تتوفر على وثيقة تؤكد ذلك وهي موقعة بتاريخ 16نيسان/ إبريل 1989، وهو التاريخ الذي كان فيه المعني بالأمر قيد الخدمة في سلك القوات المساعدة.
ويعيش الرجل في بيته الكائن بحيّ تاغزوت لاسيري بمعاشه الشّهري الذي لا يتجاوز 900 درهم، وهو المبلغ الذي لم يغطّه حتى تبعات وضعه الصحي.
أما عن زوجته فتعاني الأمرين، إذ تقوم بالمراقبة اللصيقة له، تضع له الحفَّاظات، حيث لم يعد يتحكم في قضاء حاجته، تغذيه حيث لا يقوى أبدا على الحركة، تضعه على كرسي حيث لا يقوى على الوقوف، تراقب حركاته وكأنه طفل صغير مخافة أن يصيبه مكروه، حتى الكلام لم يعُد على إخراجه من جوفه.
أسئلة كثيرة تؤرق العائلات والعديد من المستضعفين، الذين يصنّفون ضمن المستفيدين من رخص النّقل، تراه من هو اللوبي الخطير الذي أجهز عن حق الرجل من داخل مدينة خنيفرة كما أجهز على حقوق العديد من أمثاله؟ تراه هلا تم فتح تحقيق نزيه من قبل المسؤولين لمعرفة أوجه حصول عائلات غنية بخنيفرة على أكثر من رخصتين؟
وقال زوجة الرجل "إنه في سنة 2012 أجريت لزوجها عملية جراحية نتجت عنها إزالة الحصى من كليتيه ومثانته، حيث استغرب الطبيب لحالته وكيف أن الرجل بقي على قيد الحياة خاصة وأن كمية الحصى التي كانت بجسده كبيرة جدا.
وطالبت زوجته المسؤولين بإعادة النظر في الرخصة المسلمة " لزوجها الذي يتزايد وضعه الصحي ترديا، فبالإضافة إلى أتعاب وأثقال الحياة وتبعات المرض الذي يعاني منه، تبقى مصاريف التشخيص لصحته أكثر طلبات الأسرة إلحاحا عسى أن يسترجع عافيته، وختمت متمنية أن يوضع حدّ للتّسويف الذي يشوب ملف زوجها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر