أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

لسبب نقص الوقود الوارد عبر "الأنفاق" جراء تشديدات الجيش المصري

أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان

انقطاع الكهرباء في غزة يؤرق السكان
غزة ـ محمد حبيب

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية خلال شهر رمضان المبارك، حيث تضطر العديد من العائلات في القطاع إلى الإفطار في الأماكن العامة، كنتيجة حتمية لِتحول منازلهم إلى مقابر مظلمة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، لسبب أزمته الحادة نتيجة نقص الوقود الوارد إلى قطاع غزة عبر الأنفاق التي تشهد تشديدات من الجيش المصري، والذي يلزم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع.
ويعاني قطاع غزة منذ سنوات عدة من معضلة انقطاع التيار الكهربائي، والتي أثرت بالسلب على كل تفاصيل الحياة، حيث أن هزاتها طالت الحالة الاجتماعية لبعض الأسر، والتي نتج عنها مشاكل اجتماعيه عدة، إضافة إلى تعطل حركة الإنتاج، ووفاة عدد من المواطنين، وتعرض آخرين للإصابة بالحرق.
وأكد الغزي أبو علاء العشي (45 عامًا) برفقة زوجته، أنه يعكف منذ ساعات ما بعد العصر في يوم انقطاع للتيار الكهربائي في منطقته، على تجميع "زوادة الإفطار"، والتحضير لمعركة الإفطار في أحد الأماكن العامة مثل منتزه الكتيبة، بجوار جامعة الأزهر في غزة، والتي غالبًا ما تختاره زوجته، موضحًا أنه وعائلته يجدون "راحة نفسية" عند الهرب من البيوت تجاه منتزه الكتيبة، وأنه عندما تقطع الكهرباء في منطقتهم، يتحول البيت وبيوت الجيران إلى جحيم، لا سيما أن درجات الحرارة مرتفعة وأعلى من معدلاتها، فأجد أن وعائلتي راحة في قضاء وجبة الإفطار بعيدًا عن المنزل.
وأشار أبو علاء "ممتعضًا" إلى أنه على الرغم من قضاء وجبة الإفطار خارج المنزل وفي أماكن عامة جميلة، إلا أن بهجة رمضان تنتقص تلقائيًا بمجرد الخروج من المنزل، حيث يجد فيه "أجواء رمضانية وراحة أكبر"، لافتًا أن أعداد ضخمة من المواطنين في قطاع غزة باتت تهرب من بيوتها جراء أزمة الكهرباء، تجاه الأماكن العامة ومعظمها يتمزكر على "شاطئ بحر غزة".
ومن المنغصات التي تعانيها عائلة أبو علاء هي التكلفة الزائدة من ناحية النفقات على وجبة الإفطار، والحرية المكبلة نتيجة المكوث في الأماكن العامة المفتوحة ومحافظة العائلة، علاوة على نقص في الحاجات اللوجستية التي لا تتوافر في تلك الأماكن، لكن تلك الإشكاليات تظل صغيرة عابرة أمام الإفطار في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما وصفته العائلات بـ"الموت الأحمر".
وأعلنت شركة الكهرباء أخيرًا عن خطة تحسينية لإدارة أزمة انقطاع الكهرباء، لكن المواطن الغزي لم يلمس تحسنًا في إدارة الأزمة، والبعض أوضح أن انقطاع التيار في منطقتهم زاد سوءًا مع حلول شهر رمضان.
ولا يختلف حال عائلة المواطن أدهم العكة (35 عامًا)، وهو أب لأربعة أبناء، عن باقي عائلات القطاع، إن لم تكن أكثر امتعاضًا من غيرها، نظرًا إلى التكلفة العالية التي تتكبدها العائلة في ظل الدخل المحدود لأدهم، حيث يتسبب انقطاع التيار الكهربائي للعائلة في انعدام الأجواء الرمضانية، وحدوث بعض الإشكاليات التي وصفها بالخارجة عن الإرادة، فيقول "للأسف تحصل بين عائلتنا مشادات كلامية، لسبب الأجواء الكئيبة التي يضفيها انقطاع التيار الكهربائي على البيت، وما يزيد الطين بلة حالة الصراخ في البيت نتيجة الانقطاع وحرارة الجو التي لا يطيقها أطفالي الصغار، وهو ما يدفعنا إلى الهرب إلى شاطئ البحر، حيث يجد الأطفال متعة في تناول طعام الإفطار في هذا المكان".
ويجد العكة ثقل في تكبد "مصاريف" الإفطار في الخارج على الرغم من تحضيره بالبيت، حيث أن أجرة المواصلات وقلتها ترهق كاهله، ويوضح أن "معضلة الكهرباء أضرت بعموم المواطنين في غزة من جميع النواحي الاقتصادية والصحية والنفسية، وبجميع الشرائح (العامل، والطالب، والمهندس، والصحافي)، وكثيرًا ما تعتذر العائلة "لزائريها"، نظرًا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وغالبًا ما تجد العائلة السبب نفسه لتأجيل زيارتهم لصلة أرحامهم، وتتبلور المعضلة عند العائلات الغزية عند قطع الكهرباء مع ساعات السحور، "فتلك مصيبة لا يعرفها إلا من وطأ غزة".
وكرر العكة مناشدته الحكومات والمسؤولين، بضرورة حل لمعضلة انقطاع التيار الكهربائي، وإن لم يكن كليًا فعلى الأقل وضع خطة تحسينية لإدارة الأزمة بشكل معقول.
وقال خبراء علم الاجتماع، إن الغزيين يجدون طعم وبهجة شهر رمضان بقضاء إفطاره في بيوتهم وسط "جَمْعة العائلة"، لكن تلك البهجة باتت مهددة في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، والذي أثر بشكل سلبي على الروابط الاجتماعية والنفسية للمواطن في غزة بشكل أو بآخر.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تؤرق سكان القطاع وتحرمهم من بهجة رمضان



GMT 09:04 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول 753 رأس أبقار إلى ميناء بنغازي مستوردة من إسبانيا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya