الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
كشفت الحكومة السودانية عن حملة دبلوماسية واسعة لشرح أبعاد قرار وقف ضخ نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية، وينتظر أن تبدأ الخارجية السودانية اعتبارًا من الإثنين قيادة هذا التحرك الدبلوماسي. وقالت الخارجية السودانية "إن التحرك يشمل تنوير سفراء الدول المعنية بالأمر،
إضافة إلى تنوير سفراء المجموعات المختلفة، كما ستتم مخاطبة الاتحاد الأفريقي، والآلية الأفريقية رفيعة المستوى، ومجلس الأمن الدولي، بالاضافة الي إرسال مبعوثين لعدد من الدول، خاصة الأفريقية، حاملين رسائل من الرئيس السوداني عمر البشير لقادة تلك الدول، تتضمن شرحًا لدواعي القرار، فضلاً عن توجيه سفارات السودان بعقد مؤتمرات ولقاءات صحافية تقدم فيها كل المعلومات الأخيرة التي تثبت تورط جنوب السودان في الاستمرار في تقديم الدعم والمساعدات للتمرد والحركات المسلحة التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وكشف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية السفير أبو بكر الصديق أن وزير الخارجية السوداني علي كرتي سيلتقي، الإثنين, سفراء الصين وروسيا والقائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم، لإطلاعهم على أبعاد قرار بلاده الخاص بوقف ضخ نفط الجنوب.
وأضاف الناطق باسم الخارجية في تصريح إلى "المغرب اليوم" أن لقاءات كرتي ستتواصل لتشمل السفراء الآخرين، وأضاف أن سفارات بلاده في الخارج ستلعب دورًا مهمًا في الحملة الدبلوماسية التي سيكون مسرحها أيضًا المنظمات الإقليمية والدولية (الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة).
وقال السفير أبو بكر "إن الحملة تتزامن مع تفهم وقناعة دولية متنامية بأن الجنوب متورط في دعم المتمردين السودانيين، وأن الكثير من الدول باتت مدركة لحقيقة أن حكومة جنوب السودان السودان لم تلتزم نصوص اتفاقاتها الموقعة مع الحكومة السودانية، خاصة في جانب الترتيبات الأمنية، وفي ما يخص دعم وايواء حركات التمرد في السودان.
وقال السفير أبو بكر الصديق "إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وفي لقاء جمعه، الأسبوع قبل الماضي، في أديس أبابا مع نظيره السوداني علي كرتي أشار إلى أنه على قناعة بأن جنوب السودان لا يزال يحتضن ويدعم المتمردين، ووعد كيري بالضغط على حكومة جنوب السودان لوقف هذا الدعم.
وفي سؤال لـ "المغرب اليوم" إن كان السودان يتطلع لدور أميركي حقيقي ينهي الأزمة مع الجنوب بالنظر إلى أن الخرطوم تتهم واشنطن بأنها تنحاز في مواقفها إلى جنوب السودان، أجاب الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية "الولايات المتحدة الأميركية تستطيع فعلاً الضغط على جنوب السودان"، مضيفًا أن بلاده تامل بأن يحدث ذلك لصالح العملية السلمية، فالدعم الذي تقدمه حكومة الجنوب لا يحقق لها فائدة، ولا تجني منه أي نوع من المصالح، فالمال الذي تقدمه حكومة جنوب السودان للمتمردين أحق به المواطن في جنوب السودان الذي ظل ينتظر القليل من التنمية والخدمات.
واختتم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية تصريحاته إلى "المغرب اليوم" بتأكيد حقيقة أن توقف حكومة جنوب السودان عن دعم المجموعات المسلحة وقطع علاقاتها بالحركات التي تسعى لإسقاط النظام الحاكم في بلاده بقوة السلاح هو الأساس لبناء علاقات صحيحة بين البلدين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر