الذهب الصيني والروسي يغزوان أسواق غزة وسط إقبال منافس لنظيره الحقيقي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

في ظل ارتفاع أسعاره والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع

الذهب "الصيني والروسي" يغزوان أسواق غزة وسط إقبال منافس لنظيره الحقيقي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الذهب

الذهب "الصيني والروسي" يغزوان أسواق غزة
غزة ـ محمد حبيب

لجأ الكثير من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، إلى البحث عن بديل يلبي حاجاتهم من الذهب، في ظل الارتفاع الملحوظ الذي تشهده أسعار الذهب في الأسواق العالمية, في محاولة للتغلب على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه، لا سيما أهالي قطاع الساحل المحاصر. وتمثل هذا البديل الذي توجه إليه المواطن الغزي في شراء الذهب الصيني أو الروسي، نتيجة لغلاء أسعار الذهب الحقيقي, حيث يتميز سعره بأنه رخيص جدًا، ولا يمكن التمييز بينه وبين الذهب العادي إلا لأصحاب الخبرة فقط.
وقال المواطن الغزي أبو أحمد، "لا يمكننا شراء الذهب في ظل ارتفاع سعره, لذا نلجأ إلى الذهب الصيني الذي يملئ قطاع غزة", مشيرًا إلى أنه قام بشراء ذهب صيني لزوجته.
وعلى غرار الذهب الصيني ، بدأ الترويج للذهب الروسي في أسواق غزة، والذي يختلف كليًا عن الصيني في خصائصه، مع تأكيدات حكومية بالتشابه بينهما جوهرًا والاختلاف في المسمى فقط.
وأوضح صاحب محلات "السعدي للمجوهرات" سائد السعدي، أن الذهب الروسي هو عبارة عن إكسسوار مطلي بقشرة من الذهب، ويأتي بموديلات وأشكال الذهب نفسها، وأن هذا النوع من الإكسسوارات يقضي حاجة الزبون في ظل ارتفاع أسعار الذهب، مضيفًا أن سعر شبكة الذهب الروسي يتراوح من 300-400 شيكل (ما يعادل حوالي 100 دولار أميركي)، في مقابل أن الشبكة الشبيهة لها في الشكل ولكن من الذهب الأصلي يتراوح سعرها ما بين 2000-2500 دينار أي ما يعادل 3000 دولار، وأن الذهب الروسي من شدة إتقان صنعه لا يستطيع التفريق بينه وبين الذهب الأصلي إلا التجار المتمرسون في عمل الذهب.
وعن الفرق بين الذهب الروسي وغيره، قال السعدي، "إن الذهب الصيني عبارة عن معدن مطلي بدهان حتى يصبح شبيهًا بالذهب، أما الروسي فهو عبارة عن إكسسوار بقشرة ذهب، يعيش لسنوات طويلة، ويأتي معه ضمان، ولكن يجب عدم تعريضه للعطور، أما المياه فلا تؤثر عليه، وأبيع الذهب الروسي منذ عام، والإقبال عليه جيد، ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب الأصلي"، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأهالي يشترونه، لا سيما في مناسبات الأفراح لتنقيط أبنائهم وبناتهم به، وأن بعض العرائس يشترين كمية من الذهب الروسي بجانب الذهب الحقيقي لتزيد من كمية ذهبها أمام الناس، وأن المواطنين من الطبقة الشعبية يقبلون عليه بشكل كبير.
واعتبر المهندس الغزي رأفت حسونة، أن الذهب الصيني عبارة عن ذهب "تمشية وقت"، أي لفترة قصيرة فقط أو لمناسبة معينة، يتم خلالها إقتنائه لتلبية الحاجة، نظرًا لعدم مقدرة الموطن على شراء الذهب العادي لزوجته، مضيفًا "قمت بشراء أسورة وعقد لزوجتي في إحدى المناسبات، ولم يكلفني ذلك سوى 200 شيكل فقط, ولكن عندما أحاول أن أشتري الذهب الأصلي فإن 500 دينار أردني لا تكفي ذلك".
وقال أبو زياد أحد أصحاب محلات الذهب، إن الذهب الصيني عمل على التخفيف من معاناة الكثير من المواطنين في ظل الوضع المأساوي الذي يمر به قطاع غزة, ولكن في الوقت نفسه له سلبيات كثيرة، وأنه عبارة عن طلاء يشبه الذهب أو ما يُسمى قشرة الذهب, وهذا النوع قد دخل قطاع غزة عبر الأنفاق من الصين, وقد تم تداوله ولاقى رواجًا بين المواطنين, نتيجة للارتفاع الهائل في سعر الذهب الأصلي.
وأشار أبو زياد إلى أن الذهب الصيني له مساوئ كثيرة, حيث حصلت الكثير من المشاكل بين العائلات بسببه, ولا سيما بين العرسان, مؤكدًا أن هناك محاولة من قبل البعض في ترويج الذهب الصيني على أنه أصلي، وغالبًا ما كان يأتينا أناس يرغبون في بيع الذهب ويكون ذهب صيني، ولكننا نرفض أن نشتريه منهم نتيجة لمعرفتنا, وهناك أناس لا يعرفون أنه صيني فيرغبون في بيعه وفي كلتا الحالتين نرفض، ولا نقول أنه صيني خوفًا أن يكونوا لا يعرفون ونتسبب في مشكلة.
وأكد المدير العام لمديرية دمغ المعادن الثمينة في قطاع غزة جمال مطر، أن أسواق قطاع غزة تحوي في الوقت الحالي على ما يُسمى الذهب "الصيني" "الألماني" و"الروسي"، وكلها عبارة عن إكسسوارات لا تمت للذهب بصلة، مضيفًا "عممنا على جميع محلات الإكسسوارات بأنواعها، منع استخدام كلمة ذهب أو مصوغات أو أي كلمة تدل على أن ما يُباع ذهب"، مشيرًا إلى أن الإكسسوارات التي تباع في هذه المحلات أصبحت تُصنع على درجة عالية من الدقة، بحيث تضاهي الذهب في شكلها ولمعانها.
وأضاف مطر، "الدقة في صناعة الإكسسوارات شكلت مشكلة عند بعض المواطنين، الذين ينخدعون بها عند شرائها بمبالغ مرتفعة تصل لعشرات الشواكل، في حين أن سعرها لا يتجاوز 2-3 شيكل، وقد أجبرت وزارة الاقتصاد الوطني محلات الذهب على عدم الخلط بين الذهب والإكسسوارات، وعلى عدم استخدام كلمة ذهب أو مجوهرات أو مصوغات أو أحجار كريمة في بيع أي من هذه الإكسسوارات، وبشأن الفرق بين الذهب كمعدن وهذه الإكسسوارات، فتعد الإكسسوارات من مادة النحاس أو الفضة أو الكروم وليست ثمينة وأسعارها قد لا تتجاوز 5 شواكل، أما أسورة من الذهب فقد يصل سعرها 400 دينار لأنه معدن ثمين.
ونصح المدير العام لمديرية لدمغ المعادن الثمينة المواطنين، بالتعامل مع محلات الذهب المرخصة والمعتمدة من قبل المديرية، مضيفًا "عند شراء الذهب المطلوب يجب سؤال صاحب المحل عن دمغة مديرية المعادن الثمينة ورؤيتها بعينه، حتى يتأكد من خلوه من الغش والتزوير، وكذلك على المشتري الحصول على فاتورة بوزن الذهب بكل دقة، وبسعر غرام الذهب، والابتعاد عن البسطات والمحلات"، داعيًا المواطنين في حال أي شك بشأن الذهب الذي اشتروه بفاتورة، اللجوء إلى المديرية لإعادة حقه.
وأشار مطر إلى أنه تم التعامل مع حالات غش كثيرة عند بعض محلات الذهب، وأن رجلاً اشترى زوجًا من أساور رأس حية، ووجد بعد ذلك أنه تم فتح فم الحية ووضع غرامات من الفضة فيها ليزيد وزنها ويغلقون الفم مرة ثانية وبيعها، وأنه في حال تكرار غش التاجر فإنه يؤخذ بجرم الأول والآخر، ويعاقب على ممارسة الغش، وقد يحول إلى المحاكمة ودفع غرامة مالية، أو الحبس، أو إيقاف الترخيص، وهو آخر إجراء يمكن اتخاذه بحق صاحب المحل، مشددًا على أن "المديرية لا تمنع بيع الإكسسوارات في محلات الذهب، ولكن ليس تحت مسمى ذهب، مع التوضيح بشكل كامل للمشترين بأنه عبارة عن إكسسوارات".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذهب الصيني والروسي يغزوان أسواق غزة وسط إقبال منافس لنظيره الحقيقي الذهب الصيني والروسي يغزوان أسواق غزة وسط إقبال منافس لنظيره الحقيقي



GMT 09:04 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وصول 753 رأس أبقار إلى ميناء بنغازي مستوردة من إسبانيا

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 11:04 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج العذراء

GMT 00:58 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة تحدّد الأطفال الأكثر عرضة لخطر السكري من النوع الثاني

GMT 19:55 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

رشيد دلال مساعدا للكيسر في تدريب أولمبيك آسفي

GMT 05:10 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تستضيف أعمال الفن العربي الحديث في متاحفها

GMT 07:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

غوايدو يدعو الفنزويليين للاحتجاجات ضد مادورو

GMT 17:50 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وهبي يراسل وزير الصحة بشأن غياب دواء مرضى السرطان
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya