كابول ـ أعظم خان
زادت مساحة الأراضي المنزرعة بالأفيون في أفغانستان للعام الثالث على التوالي بسبب عودة المزارعين إلى زراعة الخشخاش غير المشروعة للهروب من الركود الذي أصاب جميع القطاعات والأسواق في المجالات الاقتصادية الأخرى.
ويوضح المسح الذي أجرته الأمم المتحدة ونشرته، الإثنين، بهذا الشأن أن أفغانستان
تسير نحو تحقيق مستويات قياسية في زراعة الأفيون، بعد 12 سنة من سقوط حركة "طالبان".
وأضاف التقرير الذي أعدته إدارة المخدرات والجريمة في الأمم المتحدة أن المنطقة الجنوبية من الأراضي التي كانت خاضعة لـ "طالبان" تشهد زيادة حادة في زراعة الأفيون، خاصةً بعد انسحاب آلاف الجنود الأميركيين، بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في هذه الزراعة في المناطق التي يتأهب الجنود الأميركيون للانسحاب منها.
وبلغت مساحة الأراضي المرزوعة بالأفيون العام الماضي 154000 هكتار مقابل 131000 هكتار في 2011، وهو ما يرجح التقرير أنه ناتج عن الارتفاع المستمر في أسعار الأفيون، ووصوله إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار التقرير إلى أن زراعة الخشخاش بدأت تظهر في أماكن لم تُر فيها من قبل، وتأتي هذه الزيادة الهائلة بالتزامن مع باستعداد القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان للانسحاب الذي من المقرر أن يحدث كليةً في 2014.
وأشار التقرير إلى أن زراعة الأفيون في هيلماند ارتفع إلى ثلاثة أضعاف العام الماضي، مقارنةً بالفترة التي سيطرت فيها القوات البريطانية على الولاية منذ 2006، ويرجح الخبراء أن يستمر الارتفاع ليصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وصرح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في 2001 بأن زراعة الأفيون تُعد من أخطر أسباب استمرار الحرب والنزاعات المسلحة في أفغانستان، كما أرسلت بريطانيا فرقًا من قوات مكافحة المخدرات في 2006 إلى أفغانستان، باعتبارها من أكثر بقاع الأرض زراعةً للخشخاش.
كما تحتل أفغانستان المركز الأول على مستوى العالم في إنتاج الأفيون، الذي يستخدم كمادة خام أساسية في صناعة مادة الهيروين المخدرة، حيث تنتج 75% من الإنتاح العالمي لمحصول الأفيون، مع توقعات بتحقق قفزة واسعة تصل بإنتاج أفغانستان 90% من الإنتاج العالمي.
ومن الجدير بالذكر أن زراعة الأفيون تنتشر بصفة أساسية في ولايات أربعة تقع في جنوب وجنوب غربي أفغانستان هي هيلماند، قندهار، فاراه، وأوروزجان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر