حقائق وحلول أزمة تفاوت الدخل والثروة حول العالم يُقدّمها صندوق النقد الدولي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مع تتزايد عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين وداخل المناطق

حقائق وحلول أزمة تفاوت الدخل والثروة حول العالم يُقدّمها صندوق النقد الدولي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حقائق وحلول أزمة تفاوت الدخل والثروة حول العالم يُقدّمها صندوق النقد الدولي

تحليل صندوق النقد الدولي "خريطة عدم المساواة بين الدول "
واشنطن - المغرب اليوم

تتزايد عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين وداخل المناطق في العديد من الاقتصاديات المتقدمة، كما أنها في طليعة مناقشات السياسة بسبب التصورات بأن بعض الأشخاص والأماكن قد تخلفت عن الركب. ونشرت مدونة صندوق النقد الدولي تحليلاً يتناول خريطة عدم المساواة بين الدول في كافة أنحاء العالم لثلاثة اقتصاديين؛ وهم: الخبير الاقتصادي بقسم الشؤون المالية "وليام جبوهوي"، ونائب الممثل المقيم في الصين "دبليو رافائيل لام"، وكبير خبراء الاقتصاد في إدارة الشؤون المالية "فيكتور ليدو". وأدت التغيرات في التجارة العالمية والتكنولوجيا إلى تحويل الوظائف والصناعات على الخريطة، لكن المكاسب الاقتصادية داخل الدول لا يتم تقاسمها بشكل جيد.

وربما يعتقد المرء أن الحل هو سعي الناس للانتقال بحثاً عن وظائف وحياة أفضل، لكن الأشخاص وجدوا أنه من الصعب الانتقال للمدن المزدهرة المليئة بالمزيد من الوظائف مثل واشنطن العاصمة أو سان فرانسيسكو أو لندن. ويرجع ذلك جزئياً إلى أن هؤلاء الناس لا يمكنهم تحمل تكاليف المعيشة هناك أو نظراً لأنهم لا يمتلكون المهارات المناسبة المطلوبة للوظائف ذات الأجر الأعلى. وبحسب دراسة إقليمية أجراها صندوق النقد مؤخراً حول قضية عدم المساواة في 20 دولة من الاقتصاديات المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وإيطاليا وألمانيا، فإنها وجدت أن أوجه التفاوت بين المناطق في الدخل كبيرة ومستمرة بالإضافة إلى أنها تتزايد بمرور الوقت.

ومن المحتمل أن السياسات الحكومية على الضرائب والإنفاق في تلك المناطق بحاجة لإعادة التفكير، حتى تتمكن الدول من معالجة عدم المساواة بين المناطق بشكل أفضل. ويمكن أن تساعد السياسات الناس على تطوير مهاراتهم حتى تتلائم مع الوظائف ذات الأجر الأفضل، وأن تساعد في إعادة تطوير المجتمعات من أجل خلق وظائف محلية.

عدم المساواة الإقليمية: الحقائق والقوى

وكان التفاوت في الدخل بين المناطق كبيراً في العديد من الدول المتقدمة. ومن الممكن أن يعتقد البعض أن هذا الأمر يرجع بشكل أساسي للاختلافات في الأسعار الإقليمية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تشتري 100 دولار سلع وخدمات في ميسوري أكثر من نيو جيرسي. لكن التفاوت الإقليمي يظل كبيراً حتى بعد الأخذ في الاعتبار فروقات الأسعار بين المناطق. وتكمن الحقيقة المثيرة للقلق في أن المناطق ذات مستويات الدخل المنخفضة تميل إلى أن تشهد وجود فرص أقل للحصول على خدمات الرعاية الصحية كما تشهد مستويات منخفضة من التعليم وارتفاع معدلات البطالة. وما هو أهم من ذلك هو أن التفاوت في الدخل بين المناطق مستمر كذلك وقد ارتفع على مدى الـ15 عاماً الماضية، مما أدى إلى عدم المساواة في الثروة. أما المناطق التي تخلفت عن الركب – تلك التي تشهد معدلات مرتفعة من البطالة – لديها في المتوسط احتمالية بنحو 70 بالمائة في البقاء كذلك.

ويمكن أن تكون احتمالية التخلف عن الركب حتى أعلى من المتوسط في بعض الدول مثل إيطاليا وكندا. وبدلاً من اللحاق بالركب، فإن المناطق التي تخلفت في تلك الدول شهدت نمواً بوتيرة متباطئة، بنحو 1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على مدى ثلاث سنوات. ويمكن الاعتقاد بأن الناس ببساطة باستطاعتها الانتقال بحثاً عن وظائف أفضل في المناطق ذات الدخل المرتفع. لكن استناداً على البيانات الجزئية للأسر الفردية، وجدنا - صندوق النقد - أن الدخل الأعلى من المتوسط في المناطق الأكثر ازدهاراً يقابله في الغالب تكاليف معيشية أعلى. ووجد الناس أنه من الصعب الانتقال نظراً لأن تكاليف الإسكان أعلى، كما أن الوظائف ذات الدخل المرتفع أقل إتاحة بالنسبة للعمال ذوي المهارات المنخفضة في المناطق الغنية. وعلى سبيل المثال، تشير تقديراتنا إلى أنه على مدى العقد الماضي قد تراجع صافي المزايا للانتقال إلى مناطق ذات الدخل الأعلى بنحو 25 إلى 35 بالمائة بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض في إسبانيا وفي الولايات المتحدة.

السياسة المالية تمتلك بعض الحلول

يمكن أن يساعد نطاق واسع من الخيارات في معالجة عدم المساواة بين المناطق، فعلى سبيل المثال يمكن لصناع السياسة زيادة إعادة توزيع الدخل من خلال الضرائب ومدفوعات التحويلات المالية. ويمكن للسياسات الداعمة للنمو الرامية إلى تحسين التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية والإسكان الذي يمكن تحمل تكاليفه، أن تسهل على الناس ذوي المهارات الأقل والدخل المنخفض مسألة البحث عن وظيفة في كل مكان آخر. وتقدم الدراسة خيارات لصناع السياسة الذين يحاولون تحديد ما إذا كان ومتى ولمن يتم استخدام السياسات القائمة على المكان والتي تهدف لمعالجة عدم المساواة على الصعيد الإقليمي. وتستهدف تلك السياسات الأفراد والشركات في مناطق محددة من خلال الإعانات أو المنح أو الاستثمار العام.

وتتصمن الأمثلة الصناديق الهيكلية والاستثمارية الأوروبية أو مناطق المشاريع في الولايات المتحدة. ويمكن أن تكون السياسات التي تستهدف مناطق جغرافية محددة مكملة للتحولات الاجتماعية الحالية مثل إعانات البطالة. ويكون هذا الأمر أكثر نجاحاً إذا كان المستفيدين مركزين بشدة في المناطق المتخلفة عن الركب في دولة ما كما هو الحال في المكسيك والولايات المتحدة، و/أو في الدول التي تجد صعوبة في استهداف أفراد بعينها على مستوى البلاد من خلال اختبار القدرة المالية. وفي ظل تلك الظروف، يمكن أن تكون السياسات المستهدفة لمناطق جغرافية محددة مثل تلك التي تعزز الوظائف في المناطق المتخلفة عن الركب، ذات تأثير أقوى ويمكن أن تكون مكملة للتدابير الحالية.

من المسؤول؟

تحتاج كل دولة لتحديد المستوى الحكومي المناسب سواء كان محلي أو ولاية أو فيدرالي، كي تنفذ الاستراتيجيات. ويعتمد مستوى الاستقلالية جزئياً على ما إذا كانت الدولة قائمة على نظام فيدرالي أو مركزي وعلى نطاق أوسع على طبيعة الترتيبات المالية الحكومية الدولية. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يعني قدر كبير من الإيرادات والإنفاق اللامركزي أن الحكومات على المستوى دون الوطني لديها سيطرة وقدرة أكبر على تصميم وتنفيذ السياسات التي تستهدف مناطق جغرافية محددة.ويُعد التنسيق أمراً أساسياً بين المستويات الحكومية بالنظر إلى المسؤوليات المشتركة. وباعتباره مبدأ عام، في العادة تأخذ الحكومة المركزية زمام المبادرة في تصميم السياسات، في حين أن الحكومات على المستوى دون الوطني تكون أكثر انغماساً في التنفيذ على أساس أنها أفضل من يدرك الاحتياجات والتفضيلات المحلية.

وفي الدول التي تشهد نظاماً فيدرالياً أو لامركزياً بدرجة كبيرة كما هو الحال في الولايات المتحدة، تتمتع الحكومات على المستوى دون الوطني باستقلالية أكبر في تحديد الدخل ومعدل الضرائب على العقارات وحجم الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية. وتشمل الاعتبارات الأخرى النظام الحالي للتحولات الحكومية الدولية والقدرة التقنية للحكومات على الصعيد دون الوطني. وتُعد الأبعاد الإقليمية عناصر أساسية عند النظر للحقائق والسياسات المتعلقة بعدم المساواة في الدخل. وفي أيّ دولة، يمكن للسياسات التي تستهدف مناطق معينة أن تكون مكملة للتحويلات الاجتماعية التقليدية من أجل التخفيف من عدم المساواة بين المناطق.

قد يهمك أيضًا :

صندوق النقد الدولي يشيد بالمغرب وقدرة اقتصاده على التطور وامتصاص الأزمات
محللون اقتصاديون يكشفون أن انخفاض أسعار النفط في العالم له منافع عديدة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق وحلول أزمة تفاوت الدخل والثروة حول العالم يُقدّمها صندوق النقد الدولي حقائق وحلول أزمة تفاوت الدخل والثروة حول العالم يُقدّمها صندوق النقد الدولي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:11 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الميزان

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل عطور "جيفنشي" للمرأة الباحثة عن إطلالة ساحرة

GMT 01:26 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"المتحف"يقترح شهادة فنية على تراث مغربي غني

GMT 06:35 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر نفط عُمان يرتفع الى 71.14 دولار الخميس

GMT 10:54 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامي أسامة منير يقدم نصائح للشباب عن فترة "الخطوبة"

GMT 23:21 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

تعرف على أهم مراكز التزلج في لبنان

GMT 17:15 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

رجاء بني ملال يهزم الماص في عقر داره بهدفين

GMT 22:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أشرف حكيمي يلامس المجد على أرض مصر

GMT 19:33 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يفقد أحد أسلحته أمام بريمن

GMT 00:22 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

سلمى رشيد تطل على الجمهور المغربي في "دراما رمضان"

GMT 03:07 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيداع "خليجي" هتك عرض فتاة سجن الأوداية في "مراكش"

GMT 01:59 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على كيف تفاعل الحيوانات المفترسة في الطبيعة

GMT 06:36 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أجمل وأفخم أجنحة وغرف في الفنادق في دبي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya