لبنان تتأرجح بين سوء الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء العارمة من جهة آمال التغيير التي تراودهم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تفاقمت الأزمات المعيشية والاجتماعية نتيجة شح المال عبر المصارف

لبنان تتأرجح بين سوء الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء العارمة من جهة آمال التغيير التي تراودهم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - لبنان تتأرجح بين سوء الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء العارمة من جهة آمال التغيير التي تراودهم

تراجع سعر صرف الليرة امام الدولار
بيروت - كمال الأخوي

يُخيّم القلق على اللبنانيين مع تناسل الأزمات المعيشية والاجتماعية وتفاقمها نتيجة شح المال عبر المصارف وتراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار، ما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية بمعدل 25 إلى 30 في المئة، وزيادة معدلات التضخم إلى أكثر من 9 في المئة، وإلى غلاء المواد الاستهلاكية ما بين 10 و30 في المئة. وتدهورت الأوضاع المعيشية في سباق انحداري مع تقلص النمو تدريجياً ليتدحرج بوتيرة أسرع مع انطلاق شرارة الحراك الشعبي في 17 أكتوبر/تشرين الأول، فأرخت ‏بظلها الثقيل على كافة فئات المجتمع اللبناني، حتى ظهرت خلال اليومين الماضيين حالات انتحار عدة، إثر تدهور الوضع المعيشي، طالت شباباً عجزوا عن تأمين لقمة العيش لأولادهم، كان آخرها ما حل بالشاب داني ابي حيدر، الأب لثلاثة أطفال والمعيل لوالديه، الذي أقدم على إطلاق النار على رأسه الأربعاء.

الدولار أساس الأزمة

وبدأت الأزمات المعيشية تطل برأسها بين اللبنانيين مع بروز أزمة شحّ الدولار التي انطلقت في سبتمبر/ايلول الماضي والتي استنفرت مستوردي السلع الاساسية الذين يعتمدون على العملة الخضراء لشرائها. وازدادت تعقيداً بعد إغلاق المصارف أبوابها منذ اندلاع الحراك وعدم التزام مصرف لبنان بالتعميم الذي أصدره لتأمين الدولار للسع الأساسية. وما فاقم الأزمات المعيشية الإجراءات ‏التقشفية التي اتّخذتها المصارف من أجل المحافظة على موجوداتها من العملة الخضراء، في حين أن سعر دولار السوق ‏السوداء بقي يدور حول 1900 و2020 ليرة مع تفاوت في أسعار الشراء والبيع بين ‏صرّاف وآخر، بحسب ما أكد نقيب الصرافين في لبنان محمود مراد لـ"العربية.نت". ولفت إلى "أن تراجع سعر صرف الدولار مرتبط بالاستقرار السياسي وتشكيل حكومة جديدة".

ارتفاع جنوني للأسعار

وأدى تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بشكل جنوني. وأوضح نقيب أصحاب السوبرماركت في لبنان نبيل فهد لـ"العربية.نت": "أن أسعار المواد الاستهلاكية كافة ارتفعت بنسبة 10 بالمئة، وهناك أصناف محددة من السلع ارتفعت بنسبة 30 بالمئة". إلا أنه طمأن إلى "أن عجلة الاستيراد عادت إلى طبيعتها منذ أسبوعين ولو بوتيرة أقل، والأولوية باتت بالنسبة لنا استيراد المواد الأساسية كالحبوب والزيوت على حساب السلع الثانوية أي الكمالية".

رفع سعر ربطة الخبز؟

كما برزت على المستوى الحياتي إشكالية ‏سعر ربطة الخبز، ربطاً بارتفاع سعر الطحين، وكلفة إنتاج ربطة الخبز بسبب ارتفاع ‏أسعار مكوّنات الربطة بالإضافة إلى الطحين. ومع أن وزير الاقتصاد، استطاع بعد مفاوضات ‏مع أصحاب المطاحن والمستوردين وأصحاب الأفران الإبقاء مؤقتاً على سعر ‏الربطة (1500 ليرة لبنانية أي ما يعادل دولارا أميركيا) كما هو، يبدو أن هذا السعر لن يصمد طويلاً بسبب المواقف المتباينة بين أصحاب الأفران بين من يؤيّد رفع السعر وأخر يدعو إلى تخفيض وزن الربطة. وأوضح بول منصور صاحب مطاحن التاج، ونائب رئيس نقابة مال القبان لـ"العربية.نت": "إن سعر ربطة الخبز سيرتفع حُكماً إذا استمرت أزمة الدولار، مع العلم أن أسعار الطحين منخفضة عالمياً". كما قال "الدولة لا تزال تدعم استيراد الطحين بنسبة 85% بالعملة المحلية (بسعر 1515)، أما نسبة الـ15% المتبقيّة فتدفعها الأفران". ووفق وزير الزراعة، يستورد لبنان سنوياً بقيمة مليارين و700 مليون دولار من الطحين.

البنزين يؤرق اللبنانيين

وليس بعيداً، لا تزال أزمة انقطاع البنزين تؤرق اللبنايين بسبب لجوء الشركات المستوردة للمحروقات إلى إعلان الإضراب أكثر من مرّة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وتراجع قدرتها على تأمين العملة الخضراء لتمويل الاستيراد. ومع أن مصرف لبنان أصدر تعميماً قضى بأن يتم الدفع من قبل المحطات والموزعين بالليرة اللبنانية بنسبة 100% للشركات المستوردة التي تؤمّن الدولار من المصارف بالسعر الرسمي (1515)، من خلال فتح اعتمادات لها بالدولار، كي تتمكن من تسديد ثمن مستورداتها، إلا أن المصرف المركزي لم يلتزم إلا بنسبة 85%، تاركاً تقاسم نسبة الـ15% المتبقية للشركات والمحطات، وهو ما يجعل مصير اللبنانيين معلّقاً على حبل خلافات هذه الجهات وتراجعها عن التزاماتها.

إقفال مؤسسات ومحال تجارية

وتحت وطأة التراجع الحاد في حركة الأسواق التجارية عقب اشتداد أزمة الاقتصاد وزيادة انكماشه في الأشهر الماضية، اضطر عشرات التجار إلى إقفال مئات المحلات التجارية في الأسابيع الأخيرة واللجوء إلى تقليص الأعمال (نصف دوام) وصرف آلاف العاملين، وشمل ذلك مؤسسات عريقة (نحو ثلاثة آلاف) ومحلات شهيرة تابعة لمؤسسات عالمية في مجالات الأزياء والمطاعم واللوازم المنزلية وسواها في مناطق معروفة بنشاطها التجاري في العاصمة بيروت ومدن لبنانية عدة. وتنوعت هذه الظاهرة بين إقفال نهائي أو إقفال فروع تابعة لشبكات تجارية محلية أو سلاسل وعلامات تجارية أجنبية.

قد يهمك ايضا :

نجيب ميقاتي يؤكد أن قرار سعد الحريري صائب ويرى أن حل أزمة لبنان يبدأ من البرلمان

جمعية مصارف لبنان توافق على فرض قيود جديدة على سحب وتحويل الأموال

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان تتأرجح بين سوء الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء العارمة من جهة آمال التغيير التي تراودهم لبنان تتأرجح بين سوء الأوضاع الاقتصادية وموجة الغلاء العارمة من جهة آمال التغيير التي تراودهم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 08:59 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تؤكد وجود الكثير من النساء الذين يفقنها جمالًا

GMT 07:53 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجوهرات "Gasia" للمرأة المُحبِّة للإطلالة الاستثنائية دومًا

GMT 01:55 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يفرض التعادل على سريع وادي زم من دون أهداف

GMT 23:36 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الجهة الشرقية في المغرب تسجل أعلى نسبة الإعاقة بنسبة 4%

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 17:06 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تفضل العمل مع أحمد عز ومحمود حميدة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya