من المتوقّع أن تنتهي منتصف الأسبوع المقبل أعمال حفر البئر الإستكشافية في الرقعة الرقم 4 التي تبعد حوالى 7 كلم عن منطقة البوار. فهل يحمل هذا الاستكشاف مفاجآت سارة للبنان؟ استثنى مجلس الوزراء العاملين في حفر البئر الاستكشافية في الرقعة الرقم 4 من الإجراءات المحدّدة في مرسوم التعبئة العامة، ما يعني إنّ اعمال الحفر لم تتأثر بأزمة "كورونا" وعليه، من المتوقع الانتهاء من الحفر في منتصف نيسان، أي الأسبوع المقبل وفق ما كان مقرّرًا.
واستنادًا الى مصادر مطلعة، فأنّ من المتوقّع أن تنتهي شركة "توتال" من عملية الحفر في البئر الرقم 4 نهاية الأسبوع المقبل كحد أقصى، وستعلم الشركة بنتيجة الحفر، أي اذا كان هناك غاز ام لا، فور وصولها الى النقطة المرجوة، أي عند 2500 متر تحت قاع البحر، كاشفة عن بوادر ايجابية حول نتائج عملية الاستكشاف حتى الآن.
وأوضحت المصادر انّه سبق لشركة "توتال" أن صرّحت انّها ستعلن نتائج الاستكشاف بعد شهرين من الإعلان عن توقف الحفر، انما علميًا، غالبًا ما لا تحتاج الشركة الى كل هذه المدة، لأنّها تعرف النتيجة فور الوصول الى النقطة المحدّدة، لكن مدة الشهرين هي الوقت اللازم لإجراء التحاليل والتأكّد من النتائج.
وفور إنجاز الاستكشاف، المتوقع الأسبوع المقبل، نكون امام 3 احتمالات:
- النتيجة سلبية: لا غاز
- كمية الغاز تكون ضخمة جدًا، وبالتالي، النتيجة محسومة.
- gray area: هناك شكوك في وجود الغاز. وفي هذه الحالة ستحتاج الشركة الى مزيد من التحليلات والدراسات التي تتطلّب 60 يومًا للتأكّد منها.
ومّا اذا كانت ستعلن "توتال" الأسبوع المقبل عن نتائج الحفر، في حال كانت إيجابية، تؤكّد المصادر، انّ "توتال" ستكون على علم بالنتيجة فور الانتهاء من الاستكشاف، لكنها لن تُفصح عنها قبل توفّر مجموعة عناصر، وهي تفرض على كل العاملين في الحفر التكتّم عن النتائج. اما إذا كانت النتيجة واضحة بوجود الغاز، فإنّ الاعلان عنها سيكون في أقرب وقت وليس بعد شهرين.
اما الآلية التي تتبعها الشركة قبل الاعلان عن نتيجة اي اكتشاف، فهي تتمثل بالآتي:
- أولًا: إبلاغ بورصتي نيويورك وباريس، حيث تدرج اسهمها، بنتائج الاستكشاف، لقطع الطريق امام أي محاولة شراء او بيع لأسهم "توتال" من قِبل افراد تسرّبت اليهم نتائج الاستكشاف قبل الإعلان الرسمي عنه.
- ثانيًا: لا يُعلن عن الاكتشاف الّا في خلال يوم عمل في بورصة باريس، أي لا يُعلن عن ذلك أيام الأعياد او يومي السبت وأحد، كي يكون المستثمر على يقين بتحرّك سعر السهم.
- ثالثًا: التأكّد التقني بما يقطع الشك كليًا من وجود كميات من الغاز.
ماذا بعد الإعلان عن اكتشاف غاز في البئر 4؟
في حال تمّ الإعلان عن وجود حقل ضخم للغاز يتجاوز 4 تريليون قدم مكعب، تتخذ "توتال" قرارًا سريعًا بتطوير البئر رقم 4، وتغيّر من استراتيجيتها، بحيث لا يصبح بدء الحفر في البئر 9 طارئًا ومهمًا (هذا لا يعني انّها ستتنصّل من الحفر لأنّها سبق ووقّعت تعهّدًا مع الدولة اللبنانية للقيام بأعمال الحفر، ووضعت كفالة مصرفية لذلك)، بل سيتركّز اهتمامها واولويتها على الشروع فورًا بحفر بئر استقصائي، للتأكّد من الكمية المكتشفة ونوعيتها، ويستغرق الحفر في هذا البئر حوالى 12 شهرًا، قبل الانتقال الى مرحلة تطوير الحقل الذي يستغرق حوالى 6 سنوات لانجاز الاعمال التقنية من دون احتساب المدة التي ستستغرقها الاعمال التمويلية والتسويقية.
تأثير "كورونا"
أما عن تأثير أزمة "كورونا" وتراجع أسعار النفط عالميًا على اعمال التنقيب، قالت المصادر، انّه بنتيجة هذين العاملين خفّضت الشركات المنقّبة عن النفط الميزانية المخصصة للاستكشاف، وذلك بهدف الحفاظ على التدفق المالي للشركة. لافتة الى انّ الشركات عادة تتكفّل بتكاليف التنقيب، فيما المصارف تتكفّل بتمويل ميزانية تطوير العقود. وعليه لا تأثير اليوم لخفض ميزانية الشركة على اعمال البئر 4 التي تمضي على قدم وساق، انما هناك علامات استفهام حول موعد بدء الحفر في البئر الرقم 9، والذي كان مقررًا ان يبدأ العمل به خلال شهر كانون الأول المقبل، والذي قد يتأخّر بسبب فترة التوقف القسري التي فرضها "كورونا" على العالم.
قد يهمك أيضًا:
هبوط أسعار النفط ومخزونات غرب تكساس تقفز نحو 5.8 ملايين برميل
"توتال المغرب" تحقق زيادة 13% في المبيعات خلال النصف الأول من 2019
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر