بوسطن - المغرب اليوم
شهد قطاع الشحن بالحاويات نموًا قويًا في منطقة في شبه القارة الهندية ومنطقة الشرق الأوسط بلغ 5.1%، على رغم انكماش حركة التجارة العالمية، ولكن باقي مناطق العالم لم تشهد معدلات نمو كهذه، إذ انتعش الطلب على الحاويات خلال عام 2014، ولكن بحلول نهاية عام 2015، بلغ متوسط النمو العالمي للقطاع نسبة مخيبة للآمال عند 1.9%
ومع ذلك، فإن المشهد العالمي لقطاع الحاويات يؤكّد أن على رغم النمو القوي الذي تشهده المنطقة، إلا أنه يجب على خطوط حاويات الشحن اعتماد استراتيجيات جديدة لتعزيز أدائها في ظل الوضع الطبيعي الجديد والمتميّز بتباطؤ الطلب على الحاويات، وفقًا لتقرير صدر أخيرًا عن "بوسطن كونسلتينغ غروب" بعنوان "الإبحار في رياح عاتية: المعايير الجديدة للتجارة العالمية وشحن الحاويات".
وتصدرت السعودية ودولة الإمارات معدلات النمو في المنطقة، إذ ساهمت كل منهما بنسبة 28 و22% على التوالي في الزيادة السنوية في الواردات، لا سيما في قطاع المنتجات الكيماوية، وكان الهدف من الإعلان عن "رؤية المملكة العربية السعودية 2030" وبرنامج التحول الوطني في الربع الثاني عام 2016، تقليل اعتماد المملكة المستمر على النفط ومكافحة التباطؤ المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي من أجل تجديد وإعادة تنظيم الاستثمارات العامة، ورفع حصة القطاع الخاص في الاقتصاد وترشيد الإنفاق الحكومي والذي يُتوقع أن يؤدي دورًا حيويًا في مواصلة الحفاظ على معدلات النمو المنكمش والإيجابي في الوقت ذاته لقطاع الشحن، فيما استفادت الواردات في الإمارات من إستراتيجية ثابتة مستندة إلى تنويع مكثّف للاقتصاد والاستثمار في قطاعات مثل، الضيافة والتصنيع والعقارات والإنشاءات والخدمات المالية.
ومن جانبه أوضح مدير المشاريع وإدارة النقل والخدمات اللوجستية في "بوسطن كونسلتينغ غروب الشرق الأوسط"، جيوفاني موسكاتيلي أن "نمو الطلب على الحاويات جاء أقل من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي عام 2015، وذلك للمرة الأولى"، ولتحديد العوامل المحتملة المسؤولة عن تلك النتائج المخيبة للآمال، حلل التقرير، بما في ذلك حجم الواردات والصادرات، أداء ستة ممرات تجارية رئيسة تمثل مجتمعة أكثر من 80% من إجمالي تجارة الحاويات في العالم، وهي آسيا- أوروبا، وعبر المحيط الهادئ، وداخل آسيا، بما في ذلك داخل الصين، وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط، وأميركا اللاتينية وأفريقيا.
وحقق العديد من المناطق التجارية، لا سيما آسيا - أوروبا والمحيط الهادئ وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط معدلات نمو جيدة، حتى أن التجارة داخل آسيا، التي تشكّل تاريخيًا محركًا قويًا للنمو، شهدت معدلات مخيبة للآمال.
وتوقعت المؤسسة العالمية أن معدل النمو السنوي المركب لنمو الحاويات عالميًا بين عامي 2015 و2020 سيبلغ 3.25% في السيناريو الأساس، و3.8% في سيناريو التعافي القوي، ورجحت نمو حركة الحاويات العالمية من 2.2 إلى 3.8% سنويًا اعتبارًا من عام 2015 وحتى عام 2020، اعتمادًا على أداء النمو في كل من مناطق التجارة الكبرى الستة.
ومن المتوقع أن يكون هذا النمو الإيجابي مدفوعًا بالنمو القوي في شبه القارة الهندية ومنطقة الشرق الأوسط والبالغ 6.6%، وهي النسبة الأعلى بين المناطق، وتستند تلك التوقعات إلى الاستثمارات المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط التي تحمي اقتصادياتها من تأثير تراجع أسعار النفط.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر