نصف شركات بريطانيا غير جاهزة لسيناريو بريكست الصعب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

النسبة ترتفع كثيرًا بين الشركات الصغيرة والمتوسطة

نصف شركات بريطانيا غير جاهزة لسيناريو "بريكست" الصعب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نصف شركات بريطانيا غير جاهزة لسيناريو

مقر الاتحاد الأوروبي
لندن -المغرب اليوم

يبدو أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يتحضران إلى السيناريو الأسوأ، أي الطلاق الصعب بينهما، إذا لم يتوصلا إلى اتفاق في أكتوبر / تشرين الأول المقبل ,  علما بأن "البريكست" يبدأ تطبيقه فعليا في مارس / آذار 2019.

اللا اتفاق يسود في محاولات التوصل إلى اتفاق

وأبلغت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي أعضاء الاتحاد الـ27 بما عليهم من إجراءات في حال عدم التوصل إلى اتفاق، وبينت لهم كل ما يجب فعله وعدم فعله في وثيقة رسمية وصلت إلى جميع المعنيين , وقالت مصادر معنية إن  "الاتفاق ممكن حتى لو لم يبق لدينا إلا بعض الأشهر القليلة، لكن حالة عدم اليقين السياسي في بريطانيا تجعل الأمل ضعيفًا حتى الآن ,  لذا نرى كيف أن المفوضية في بروكسل تعمل بجدية بالغة على درس كل التفاصيل المتعلقة بمرحلة ما بعد مارس 2019 " ,  وأضافت المصادر أن "أعضاء الاتحاد يتابعون عن كثب ما يجب فعله في حال الطلاق البائن، والعمل جار على قدم وساق في كل الوزارات الأوروبية المعنية , وفي كل لقاء جديد حاليًا بين المفوضين المكلفين بالنقاش بين الاتحاد وبريطانيا تطرح مسألة اللااتفاق، أكثر من مسألة الاتفاق ".

ويريد المفاوضون من بروكسل أن تعي لندن كل تداعيات ذلك حتى "لا يؤخذ أحد على حين غرة"، كما قال أحد المفوضين , و يريدون وبشكل غير مباشر ومن خلال تكرار إمكان حدوث "السيناريو السيئ " أن تعي العاصمة البريطانية أن الوقت يمر وأن عليها فعل شيء ما لتقديم تنازلات ,  ويعني عدم التوصل إلى الصيغة التوافقية المطلوبة أن المرحلة الانتقالية التي تطلبها بريطانيا بين مارس / آذار  2019 وديسمبر/ كانون الأول 2020 تعتبر لاغية تمامًا، وبذلك ستكون بريطانيا بعد 7 أشهر خارج الاتحاد كليًا، والتعامل معها سيكون كما التعامل مع أي بلد آخر غير أوروبي.

تداعيات انفصال بريطانية عن الاتحاد الأوروبي

وستكون التداعيات كثيرة وعلى أكثر من صعيد، وأبرزها ما يتعلق بوضع البريطانيين في دول الاتحاد كما وضع الأوروبيين في بريطانيا، بحيث يفقد كل هؤلاء أي شكل من أشكال ضمان الإقامة السارية حتى الآن ,  وسيعود إلى الحدود كل أنواع التفتيش والرقابة على تنقل الأفراد والسلع، كما تفرض الرسوم الجمركية والفحوص المخبرية والطبية المطبقة على انتقال السلع والأشخاص، وعلى التجار من مصدرين ومستوردين أن يضعوا في حساباتهم التأخير في المعابر والموانئ  بالإضافة إلى الرسوم الجمركية التي عليهم تحمل أعبائها.

القطاع المالي يأخذ احتياطاته حال حدوث الانفصال

وقال مفوض أوروبي إن «القطاع المالي والمصرفي أسرع من غيره في أخذ الاحتياطيات واستباق الأمور ووضع السيناريوهات المختلفة حتى لا يفاجأ بأي أمر غير متوقع ,  في المقابل نجد أن الشركات الصغيرة والمتوسطة غير حاضرة بعد للسيناريو الأسوأ، حتى أن عددًا كبيرًا من تلك الشركات لا تجربة سابقة له في التعامل مع دول من خارج الاتحاد، فإذا به أمام واقع جديد كليًا لا خبرة له فيه، وسيعرقل ذلك حتمًا خطط تلك المؤسسات ويؤثر في أعمالها وعمالتها ونموها" ,  وستجد الشركات نفسها أمام رسوم جمركية ومهل وتراخيص وموافقات وتفتيش , لا طاقة لها على تحملها ربما، كما يؤكد معظم الخبراء التجاريون.

وإذا كنت المفوضية في بروكسل خصصت عشرات الخبراء لتحضير الطلاق، فإن العبء الأكبر يقع على عاتق الدول الأعضاء، والتي عليها أن تعد العدة اللازمة لذلك على كل الصعد وبكافة التفاصيل، حتى البسيطة منها، مثل إزالة بريطانيا من كل أنظمة الحواسيب وقواعد البيانات. ففي آيرلندا على سبيل المثال فتحت السلطات موقعًا على الإنترنت يسمح للشركات بتقييم الأثر الممكن للطلاق، وانعكاس ذلك على التكلفة والأسواق، علما بأن نصف الإنتاج الزراعي الآيرلندي يتوجه إلى بريطانيا.

تشاءم أوروبي بشأن عملية الانفصال بين بريطانيا والاتحاد

وقال مصدر أوروبي متشائم "سنرى طائرات لا تقلع، وشاحنات تنتظر عند الحدود في صفوف قد تطول على مسافة كيلومترات، بخاصة عند المعبر إلى بريطانيا في شمال فرنسا كما في الجهة البريطانية المقابلة ,  بالإضافة إلى تعقيدات أخرى لا عد لها ولا حصر، مثل أن الأدوية المصنوعة في هذه الجهة أو تلك لن يعترف بها لدى هذا الطرف أو ذاك، والمعدات النووية وآلات أشعة إكس وغيرها الكثير ستتوقف عند الحدود لأن الاتفاقات الخاصة بها يتوقف العمل بها نهائيًا".

إزاء واقع كهذا، ليست كل الشركات جاهزة للتعامل مع المستجدات ,  وأظهرت دراسة أعدها معهد «آي أو دي» البريطاني أن 50 في المائة من الشركات البريطانية غير جاهزة بتاتًا  إلى تداعيات البريكست، لا بل إن تلك الشريحة الكبيرة من الشركات تعتقد أن هذا السيناريو لن يحصل وتعمل حتى الآن كأن شيئا لم يكن، مقابل 19 في المائة من العينة التي استطلع المعهد توجهاتها تعتقد أن البريكست الصعب سيقع، وأكدت نسبة 23 في المائة أنها تعد العدة لذلك , والمفاجئ أن 8 في المائة فقط من الشركات أكدت أنها باتت جاهزة تمامًا للتعامل مع الطلاق مع الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد الذين شاركوا في الدراسة، وفي تحليل نتائجها، إن نسبة "غير الواعين" كبيرة جدًا في جانب الشركات الصغيرة والمتوسطة , أما مؤيدو البريكست في لندن فلسان حالهم أن لا مشكلة تذكر في كل ذلك، لأن بريطانيا عضو في منظمة التجارة العالمية وتستخدم قواعد تلك المنظمة للتجارة مع دول الاتحاد ,  في المقابل يرد رافضو البريكست بأن ذلك لا يحل كل المشكلة، بل هناك قضايا كثيرة تبقى معقدة، مثل الطيران على سبيل المثال لا الحصر؛ إذ لن تستطيع الطائرات البريطانية تسيير كثير من الرحلات من لندن إلى مئات المدن والعواصم الأوروبية بالحرية التي تتمتع بها الآن.

كما أن التبادل التجاري بين الطرفين وفقا لقواعد منظمة التجارة العالمية ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض , إذ يكفي على سبيل المثال معرفة أن استيراد وتصدير السيارات سيخضعان لرسوم بنسبة 10 في المائة، وترتفع هذه الرسوم إلى 39 في المائة بالنسبة إلى منتجات الحليب والألبان والأجبان على أنواعها،  بالإضافة إلى آلاف السلع والمنتجات الأخرى التي ستخضع لرسوم وستتغير خريطة إنتاجها وتسويقها كليًا بعد البريكست.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نصف شركات بريطانيا غير جاهزة لسيناريو بريكست الصعب نصف شركات بريطانيا غير جاهزة لسيناريو بريكست الصعب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya