المؤشرات الاقتصادية في تونس بين التعافي وتواصل الأزمة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سجلت نتائج إيجابية في الخدمات واسترجعت ثقة الأسواق التقليدية

المؤشرات الاقتصادية في تونس بين التعافي وتواصل الأزمة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المؤشرات الاقتصادية في تونس بين التعافي وتواصل الأزمة

حركة البيع والشراء في تونس
تونس - المغرب اليوم

شهد الاقتصاد التونسي خلال الفترة الماضية حالة من الانتعاش النسبي، وذلك في ظل تفاقم أزمات اقتصادية عالمية بسبب الحرب التجارية المشتعلة بين أميركا والصين والاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي أثار سلسة من التساؤلات بشأن هذا التعافي خلال الأشهر السبعة الماضية، وقدرته على تجاوز العثرات التي رافقت معظم المؤشرات الاقتصادية بعد عام 2011، مما يطرح علامات الاستفهام بشأن قدرته على مواجهة العدد الكبير من التحديات والمعوقات التي تعترض محركات الإنتاج التقليدية، بخاصة الاستثمار، وهي الأسئلة التي سلط عدد من الخبراء الاقتصاديون في تونس الضوء عليها.

وأجمع الخبراء على وجود انتعاشة نسبية في المستوى الاقتصادي، وهي في حاجة للتأكيد خلال الأشهر المقبلة، بخاصة إثر الارتفاع الملحوظ الذي عرفته أسعار النفط وتجاوزها عتبة 70 دولارا للبرميل، فيما كانت الحكومة التونسية اعتمدت سعرا في ميزانية 2018 في حدود 54 دولارا.

أسعار النفط العالمية
وأكد مراد بلكحلة الخبير الاقتصادي التونسي في هذا الشأن، على أهمية أسعار النفط العالمية في خروج تونس من أزمتها الاقتصادية، وقال "إن دعم المحروقات المحدد من قبل الحكومة لا يقل عن 2.7 مليار دينار تونسي "نحو ألف مليار دولار" على شاكلة دعم مباشر، بينما التكلفة الحقيقية تصل إلى 4.035 مليار دينار تونسي، وهو ما يجعل الهوة بين الرقمين لا تقل عن 1.335 مليار دينار تونسي؛ في حين يصل دعم المواد الأساسية حسب ما تمّ تحديده في قانون المالية لسنة 2018 إلى 1.570 مليار دينار تونسي، ومن المنتظر أن تنعكس أسعار النفط سلبيا على معظم محركات الاقتصاد التونسي".

وكان يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية، أشار إلى تحسن نسبة النمو الاقتصادي ونجاح الحكومة في تحسين مؤشرات التصدير والاستثمار وقطاعات السياحة والفلاحة والصناعة، إلى جانب تضاعف مواطن الرزق الجديدة للشباب العاطل عن العمل، وأكد على تحسن الاستثمارات الأجنبية بنسبة 20 في المائة، وبـ24 في المائة في قطاع الصناعة، و63 في المائة في قطاع الخدمات، وبدورها ارتفعت صادرات النصف الأول من العام الجاري بنسبة 43 في المائة.

القطاع السياحي والإقلاع الاقتصادي
ويُمثل القطاع السياحي قاطرة مهمة للإقلاع الاقتصادي في تونس؛ بخاصة بعد ارتفاع المداخيل بنسبة 46 في المائة، في انتظار اختيار ما لا يقل عن ثمانية ملايين سائح الوجهة السياحية التونسية على مدار السنة الحالية، حيث من المنتظر أن يستعيد إنتاج الفوسفات - إحدى أهم المواد المصدرة – عافيته، بعد أن توقع خالد قدور وزير الطاقة والمناجم إنتاج ما لا يقل عن خمسة ملايين طن.

ضعف الموارد الذاتية
ويعاني الاقتصاد التونسي من ضعف الموارد المالية الذاتية، وهو ما جعله يعتمد على التداين الخارجي لتلبية حاجيات الميزانية وتوفير أجور أكثر من 600 ألف موظف في القطاع العام، علاوة على الطلبات المتتالية برفع في الأجور التي صدرت عن المنظمات النقابية.

وقالت جنات بن عبد الله الخبيرة الاقتصادية التونسية، في هذا المجال "إن الاعتماد على القروض الخارجية والتداين المفرط بات سمة التوجه الاقتصادي في تونس وهذا من التوجهات الاقتصادية التي هي في حاجة للمراجعة الفورية".

وأضافت أن إعلان الحكومة عن توجيه القسط الرابع من قرض صندوق النقد الدولي نحو تمويل ميزانية الدولة، يؤكد حاجة البلاد إلى إعداد مشروع قانون مالية تكميلي لسنة 2018، للحفاظ على التوازنات المالية الداخلية التي بلغت مستوى من العجز، اختارت حكومة الشاهد التعاطي معه باللجوء إلى الاقتراض الخارجي، عوض دعم الإنتاج المحلي ورفع مستوى التصدير.

واعتبرت توجيه أموال التداين الخارجي نحو خلاص الأجور وتسديد خدمة الدين وتوفير الموارد المخصصة للدعم وضخ قسط منها لميزانية الدولة، من علامات الصعوبات الاقتصادية الجمة.

وتوقعت ألا يتمكن الاقتصاد التونسي من استرجاع عافيته بالكامل إلا بعد استرجاع المبادرة الاقتصادية وتذليل العوائق أمام الاستثمار المحلي والأجنبي، والسيطرة على الإدارة العميقة التي اتضح أنها تقف ضد تنفيذ عدد كبير من المشروعات الاقتصادية التي ظلت معطلة لسنوات دون أسباب مقنعة.

وعلى الرغم من التوقعات الطموحة للحكومة بتحقيق نسبة نمو اقتصادي في حدود 3 في المائة مع نهاية السنة الحالية، فإن البنك المركزي التونسي توقع أن يتم خلال السنة الحالية تسجيل نسبة نمو اقتصادي لا تزيد عن 2.4 في المائة، وهي نسبة تقل عما توقعته الدوائر المالية الدولية التي تحدثت عن نسبة نمو تتراوح بين 2 وأقل من 3 في المائة في معظم الحالات.

الموسم الفلاحي
وتوقع تقرير أصدره البنك المركزي التونسي يوم 20 يوليو /تموز الماضي، أن يستفيد النمو الاقتصادي التونسي من الموسم الفلاحي الجيد، ومن ديناميكية الطلب المتأتي من منطقة اليورو "الفضاء الأوروبي" فضلا عن النتائج الإيجابية التي سجلها قطاع الخدمات، بخاصة السياحة، مع استرجاع الأسواق التقليدية ثقتها في الوجهة التونسية.

وأقر البنك بأن توجهات ميزانية الدولة للسنة الحالية تتمحور حول ترشيد نفقات المرتبات والأجور والدعم، فضلا عن تدعيم الموارد الذاتية للدولة، وذلك بالخصوص من خلال مجموعة من الإجراءات الجديدة التي تتضمن مكافحة التهرب الضريبي، والحد من حاجيات اللجوء إلى موارد الاقتراض، واحتواء عجز الميزانية في مستوى 4.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، مقابل 6.1 في المائة خلال السنة الماضية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤشرات الاقتصادية في تونس بين التعافي وتواصل الأزمة المؤشرات الاقتصادية في تونس بين التعافي وتواصل الأزمة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:33 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

معرض كاريكاتير الفنان الراحل محمد عفت

GMT 08:34 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

الملعب التونسي يتعاقد مع مدرب إيطالي لخلافة الشتاوي

GMT 20:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

انجذاب الرجل لصدر المرأة له أسباب عصبية ونفسية

GMT 10:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره

GMT 13:43 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

عقد قران أبناء حاكم دبي الثلاثة في يوم واحد

GMT 01:31 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

نصائح صحية وعاطفية حسب "برجك" تمنحك السعادة

GMT 18:53 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

تحقق الأهداف الكبيرة خلال الشهر

GMT 12:13 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

السبع ينفي وجود انخفاضات في أسعار السيارات الأوروبية

GMT 14:43 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الكويت والنصر يلتقيان في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد

GMT 19:41 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

شتوتغارت لم يحسم مشاركة كريستيان غينتنر أمام فولفسبورغ

GMT 11:34 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق سباق كأس العيد الوطني الـ 48 المجيد على مضمار الرحبة

GMT 15:47 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"فدائي" الطائرة يخسر أمام "المنتخب المصري"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya