أظهر استطلاع نشرت نتائجه الأربعاء، أن محللي النفط رفعوا توقعاتهم لسعر الخام في العام المقبل بعد اتفاق كبار المنتجين على تمديد تخفيضات الإنتاج، وقال محللون إن أسعار النفط ستجد دعماً أيضاً في التوترات السياسية بالسعودية وتعطل الإنتاج في ليبيا ونيجيريا والركود الاقتصادي في فنزويلا الذي تسبب في انخفاض إنتاج الخام.
ومن المتوقع الآن أن تسجل العقود الآجلة لخام برنت 58.84 دولار للبرميل في 2018 بزيادة أكثر من ثلاثة دولارات عن توقعات الاستطلاع السابق الذي أجري في نهاية أكتوبر (تشرين الأول).
ومددت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا في الأسبوع الماضي اتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام المقبل لتصريف التخمة المستمرة في المعروض.
ولمحت المنظمة إلى أنها قد تنهي الاتفاق قبل موعده إذا شهدت السوق ارتفاعات محمومة وزادت الأسعار أكثر بكثير من المطلوب، وقال مدير مركز كريسيل للأبحاث راهول بريثياني: "من المتوقع أن يرسل تمديد (أوبك) للتخفيضات إشارة إيجابية بخصوص تسريع إعادة التوازن لأسواق النفط.. من المتوقع أن يكون هناك التزام قوي من (أوبك) لأن اقتصادات المنظمة لا تزال تعتمد اعتمادا شديدا على إيرادات النفط لسد العجز في ميزانياتها وبالتالي تحتاج لأسعار نفط أعلى".
لكن بعض المحللين عبروا عن شكوكهم في التزام بعض الدول من خارج «أوبك» خاصة روسيا التي تخطط لتوسيع الإنتاج من حقولها النفطية الجديدة، وقالت دانييلا كورسيني الخبيرة في سوق السلع الأولية لدى إنتيسا سان باولو في ميلانو: «المفاجأة الإيجابية الرئيسية تشمل ليبيا ونيجيريا اللتين كانتا معفيتين (من الاتفاق) وتخضعان الآن لسقف إنتاج».
وهبط إنتاج «أوبك» النفطي في نوفمبر (تشرين الثاني) بمقدار 300 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) بينما زاد مستوى الالتزام بتخفيضات الإنتاج إلى 112 في المائة، وأظهر الاستطلاع الذي شمل 30 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن من المتوقع أن تسجل العقود الآجلة للخام الأميركي في المتوسط 54.78 دولار للبرميل في 2018 ارتفاعا من توقعات سابقة عند 52.50 دولار للبرميل. وأشارت التقديرات إلى أن متوسط خام غرب تكساس الوسيط سيبلغ 50.65 دولار للبرميل في العام الحالي.
وقال محللون إن آسيا ستكون محركا مهما لنمو الطلب العالمي وستسهم في تقليص الفجوة بين العرض والطلب، وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في مقابلة تلفزيونية الأربعاء، إن أسعار النفط العالمية مستقرة نسبيا وإن التقلبات منخفضة.
وذكر نوفاك في تعليقات نشرها على حسابه بموقع «تويتر» أن الحكومة العراقية ليس لديها أي اعتراضات على عمليات شركات النفط الروسية في إقليم كردستان العراق، من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لـ«غازبروم نفط» ألكسندر ديوكوف الأربعاء، إن الشركة الروسية وشركاءها في تطوير حقل بدرة النفطي العراقي يعتزمون استثمار 2.5 مليار دولار أخرى في المشروع حتى عام 2030.
وبلغت استثمارات الكونسورتيوم العالمي الذي يضم «غازبروم نفط» و«كوجاس» الكورية الجنوبية و«بتروناس» الماليزية و«تباو» التركية أربعة مليارات دولار حتى الآن. و«غازبروم نفط» هي الشركة المشغلة للمشروع.
وقال وزير النفط العراقي جبار اللعيبي إن الحقل النفطي ينتج حاليا 85 ألف برميل يوميا، وأضاف أن محطة الغاز الملحقة به ستزيد الإنتاج إلى 50 مليون قدم مكعبة يوميا في الربع الأول من عام 2018 من 35 مليون قدم مكعبة يوميا في الوقت الحالي.
وذكر اللعيبي أن العراق قد يستورد الغاز الطبيعي من إيران لمعالجته في محطة غاز حقل بدرة، على صعيد آخر، قال معهد البترول الأميركي يوم الثلاثاء إن مخزونات النفط في الولايات المتحدة هبطت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وأظهرت بيانات معهد البترول أن مخزونات الخام الأميركية هبطت 5.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في أول ديسمبر (كانون الأول) لتصل إلى 451.8 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 3.4 مليون برميل. وتراجعت مخزونات النفط في مركز التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما مليوني برميل.
وأشارت البيانات إلى أن مخزونات البنزين قفزت بمقدار 9.2 مليون برميل في حين كان محللون في استطلاع لـ«رويترز» قد توقعوا زيادة قدرها 1.7 مليون برميل، وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، بواقع 4.3 مليون برميل بينما كان من المتوقع أن تسجل زيادة قدرها 967 ألف برميل، وقال معهد البترول إن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت الأسبوع الماضي بمقدار 726 ألف برميل يوميا إلى 7.5 مليون برميل يوميًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر