عقدت مائدة مستديرة جمعت ممثلين عن مدينة موسكو وعدد من المدن المغربية، بالدار البيضاء، الأربعاء، تم خلالها تبادل التجارب بين الجانبين بشأن التحولات الرقمية، وتدارس آفاق التعاون الثنائي بخصوص تنمية التكنولوجيات الحديثة.
وشكلت هذه المائدة، المنعقدة حول ” التحول الرقمي وتشكيل فضاء رقمي عالمي ..أولويات، وآفاق ومشاريع أساسية “، مناسبة لمناقشة مختلف أوجه التحول الرقمي على مستوى البلدين، وكذا الفرص الاستثمارية المتاحة والمحتملة بين المغرب وروسيا في هذا المجال.
وأبرز الرئيس المساعد لقسم العلاقات الاقتصادية الخارجية والدولية بمدينة موسكو أليكسي ستيبانوفيتش بونداروك، الدور المركزي الذي يضطلع به المغرب باعتباره منفذ دخول إلى إفريقيا، مشيرا إلى أن هذا اللقاء هو فرصة لإبراز مؤهلات العاصمة الروسية على مستوى الاستثمارات والتحول الرقمي.
وحسب بونداروك، فإن التحول الرقمي بالنسبة لروسيا يعتبر ضرورة لا مفر منها من أجل الاندماج في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن النهوض بالتكنولوجيا الرقمية يفرض بناء شراكات مع ممثلي عدة مناطق وجهات بالعالم، من مختلف القطاعات، وذلك ضمن حوار شامل ومقاربة تشاركية.
وشدد أيضا على أهمية وضع إطار مشترك للنقاش من أجل بلورة استراتيجيات فعالة للتحول الرقمي على جميع المستويات، وتقاسم واعتماد ” ممارسات فضلى” ووضع تدابير عملية لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.
وفي السياق ذاته، أشادت نائبة رئيس مجلس جماعة الدار البيضاء حكيمة فصلي بإرادة الحكومة الروسية بشأن تقوية العلاقات الاقتصادية مع المغرب، لافتة إلى أن البلدين يشهدان فعلا ثورة رقمية حقيقية.
وبهذه المناسبة، قدمت فصلي لمحة عن المخطط المديري للتحول الرقمي، الذي وضعه مجلس المدينة، والذي يشكل ، كما قالت ، أساس التحول الرقمي في الدار البيضاء.
وأوضحت أن هذا المخطط يأتي لتلبية متطلبات مشروع “المدينة الذكية “، الذي يهدف إلى جعل مدينة الدار البيضاء أكثر ذكاء.
ولفتت إلى أن التحول الرقمي لمدينة مثل الدار البيضاء ليس مجرد استجابة لتطلعات المواطن المغربي المتعلقة بتسهيل الوصول إلى مختلف الخدمات، ولكنه أيضا وسيلة لتعزيز الوضع الاقتصادي للمدينة وجعلها ترتقي لمستوى العواصم العالمية الكبرى.
أما نائب رئيس مجلس مدينة الرباط السيد يونس شقرون ، فقد سجل أن المغرب يتوفر على مخطط جديد للتنمية الرقمية في أفق عام 2020 ، يغطي رقمنة الإدارة ، وتشكل المقاولات الصغرى والمتوسطة أحد محاوره الرئيسية.
وتابع أنه بفضل تضافر جهود الفاعلين بالقطاعين العام والخاص، تم تسجيل تقدم ملحوظ بشأن الإدارة الرقمية، مشيرا إلى أن هذه النتائج الإيجابية دفعت جماعة الرباط إلى مواصلة الجهود لتقديم المزيد من الخدمات عبر الأنترنت التي تلبي مختلف الاحتياجات .
وفي سياق متصل، ذكر بإرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، المتعلقة بجعل إدخال تكنولوجيا الإعلام والاتصال إلى الإدارة لعمومية، رهانا أساسيا للرفع من النجاعة، والنهوض بجودة الخدمات المقدمة للساكنة.
وبشأن سلامة المعطيات الرقمية، أبرز ممثل روسيا في المجموعة الاستشارية المتعددة الأطراف التابعة لمنتدى الأمم المتحدة حول حكامة الأنترنيت، السيد رومان سيرجيفيتش تشوكوف، إنه في سياق يتسم بثورة تكنولوجية كبيرة، فإن حماية المعطيات الشخصية تعد أولوية مستعجلة ومركزية.
وأضاف أن عدم المساواة الرقمية والهوة الرقمية ، وكذلك التحولات المفاجئة على مستوى سوق الشغل، تشكل تهديدات رئيسية مرتبطة بتنمية التكنولوجيات.
وقال في هذا السياق إن "روسيا تمكنت من تطوير حلول متطورة خاصة بالأمن المعلوماتي نضعها رهن إشارة شركائنا المغاربة".
ونظمت هذه المائدة المستديرة في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها وفد يمثل حكومة موسكو (فدرالية روسيا) للمملكة.
قد يهمك أيضا :
ختام قياسي مشرق لتعاملات أسبوع حافل بالتوتر في أسواق المال العالمية
رئيس غرفة الصناعة يُشارك في أشغال منتدى الأعمال البرتغالي-المغربي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر