الدار البيضاء - ناديا احمد
دعا خبراء مال مغاربة وآخرون يمثلون الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا في طنجة، إلى اعتماد رؤية استشرافية قادرة على إبداع نماذج حقيقية للتعاون بين البلدان الأفريقية، وتثمين المؤهلات الطبيعية والاقتصادية والبشرية التي تزخر بها القارة السمراء.
وأكدوا الخبراء الأفارقة، خلال الاجتماع الأول لمهنيي قطاع المالية الأفارقة الذي نظمه نادي "رجال المال" في منطقة الشمال، بشراكة مع الجمعية المهنية لـ"رجال المال وخازني الدولة" التابعة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا، تحت شعار "التعاون جنوب جنوب، دعامة لتحقيق التنمية بإفريقيا"، ضرورة العمل بمسؤولية وحزم لبلورة استراتيجيات حقيقية من شأنها أن تعطي دفعة جديدة للتعاون جنوب-جنوب للاستفادة من الإمكانات الواعدة التي تزخر بها القارة الأفريقية ودعم الوحدة الأفريقية التي تطمح إلى تحقيقها بلدان القارة.
وأعرب الأمين العام الجمعية المهنية لـ"رجال المال وخازني الدولة" جان جاك إيلوي، عن قناعته أنّ آفاق التعاون جنوب جنوب، واعدة جدًا من منطلق أنّ الملك محمد السادس حدد الوجهة التي يجب اتباعها، مشيرًا إلى أنّ المقاولات الإيفوارية ونظيراتها المغربية أبانت عن تجانس رائع والرغبة في العمل معًا من أجل إزالة العقبات التي تعيق تنمية الأعمال والمبادلات التجارية بين المغرب ودول غرب أفريقيا، ودعا إيلوي، في هذا السياق، إلى تسهيل الإجراءات المتعلقة بالعلاقات التجارية البين أفريقية وتكثيف المعاملات التجارية.
وأبرز مسؤول في قسم التدقيق ومراقبة التدبير بميناء كوتونو المستقل روجر ألميدا، أنّ اللقاء يعد فرصة للمسؤولين الأفارقة للإطلاع على الممارسات الاقتصادية الجيدة، حتى يتمكنوا من مساعدة بلدانهم في مسلسل الاقلاع الاقتصادي، داعيًا الدول الأفريقية إلى اعتماد لغة مشتركة ومقاربة تنموية تتضافر فيها جهود الجميع للمضي قدما وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية البينية، أكثر فأكثر والمساهمة في تثمين الموارد التي تزخر بها أفريقيا.
واعتبر رئيس نادي رجال المالية في شمال المغرب نور الدين الوجيه، أنّ المغرب، وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي كصلة وصل بين أفريقيا وأوروبا، ومستوى التنمية الاقتصادية التي يحققها والعلاقات التاريخية التي تجمعه ببلدان القارة، ونجاعة دبلوماسيته ودوره المحوري في حل النزاعات في القارة؛ مؤهل لأن يكون قوة أفريقية قادرة على الاطلاع بدور مهم في مجال الإدارة والتنمية السوسيواقتصادية فيها.
كما شدد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لطنجة عمر مورو، على أنّ هذا اللقاء أرضية مهمة لتشجيع المبادلات والاستثمار بين الفاعلين في القطاع المالي المغربي ونظرائهم الأفارقة، وفرصة للتفكير في حلول مبتكرة لمواجهة تحديات تطوير التعاون جنوب-جنوب.
ولفت مورو إلى أنّ حجم التبادل التجاري بين المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء، سجل ارتفاعًا مهمًا خلال السنوات العشر الماضية لتصل إلى 4ر14 مليار درهم سنة 2013 مقابل 7ر4 مليار درهم فقط في 2003، بمتوسط معدل نمو سنوي قدره 12 في المائة، مضيفًا أنّ هناك عوامل عدة تحد تطوير هذه المبادلات، بما في ذلك التدابير غير الجمركية المفروضة على الواردات من الدول الواقعة جنوب الصحراء وتعدد النظم الضريبية بين مختلف الدول ونقص خطوط النقل البحري والبري المباشرة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر