الدار البيضاء - ناديا احمد
أكد رجال أعمال من بلدان آسيا، شاركوا في الجلسة الختامية لمنتدى "آسيا .. أي رهانات جيو-استراتيجية واقتصادية بالنسبة للمغرب"، في الدار البيضاء، أهمية استثمار العمل الدبلوماسي والبعد الديني في تقوية العلاقات الاقتصادية مع بلدان القارة الآسيوية.
وأوضحوا أهمية تفعيل دبلوماسية اقتصادية ناجعة، وتصدير التجربة المغربية في مجال التأطير الديني وتكوين الأئمة، وتقديم نموذج إسلامي حديث، علاوة على وضع التجربة المغربية، المعترف بها دوليًا، في مجال محاربة التطرف ورهن إشارة البلدان الآسيوية، كلها عوامل من شأنها أن تسهم في تجاوز المعيقات الثقافية والجغرافية واللوجيستيكية الاقتصادية التي تحول من دون تطوير مجالات التعاون بين الجانبين.
واستعرضوا أبرز المؤهلات التي تتمتع بها البلدان الآسيوية على المستوى الاقتصادي، لا سيما في مجال التكنولوجيات الحديثة للاتصال والمعلومات واللوجيستيك والنقل، والبحث والابتكار، وأبرزوا أنّ الحضور الدبلوماسي المغربي في القارة الآسيوية بنسبة خمسة عشر سفارة، ينبغي أن يقود نحو جلب مزيد من الاستثمارات الآسيوية، واستقطاب وفود السياح من جهة، وتنمية الصادرات المغربية نحو آسيا.
وأضافوا وعقد لقاءات مباشرة بين الفاعلين الاقتصاديين من الطرفين، مع إمكانية استغلال الفرص المتاحة من وسائل التواصل الرقمية لعقد صفقات ولقاءات افتراضية بينهما للتغلب على البعد الجغرافي، وأشارت المداخلات إلى أنّ الانفتاح على آسيا، ثاني شريك تجاري للمملكة، كوجهة جديدة لتنويع علاقات المغرب الاقتصادية، على غرار تجربته الأفريقية، أصبح ضرورة ملحة بالنسبة إلى المملكة التي يتعين عليها البحث عن شركاء جدد.
بينما تبقى الأسواق الآسيوية أسواقا واعدة بالنسبة إليها، خصوصًا إذا ما تم حسن استثمار الروابط الثقافية والروحية بين المملكة وبعض بلدان القارة الآسيوية التي تعيش فيها مجتمعات مسلمة، وبالنسبة إليهم، فإن المغرب مطالب ببلورة استراتيجية تعتمد الانفتاح على كثير من مناطق العالم، والاستفادة من موقعه الجيو- استراتيجي ليكون قاعدة للربط التجاري بين أسواق القارات الثلاث، وقطبا لاستقبال كبريات المقاولات العالمية الراغبة في توطين أعمالها في المملكة.
ونوهوا في الوقت نفسه، إلى الدور الذي يمكن أن يضطلع به القطاع الخاص في هذا المجال، خصوصًا المؤسسات المصرفية؛ لتحفيز المقاولات الآسيوية على الخصوص للاستثمار، سواء في المغرب أو بالبلدان الأفريقية جنوب الصحراء التي تعرف حضورًا مهمًا وحافلًا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر